أشاد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومعالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بأهمية «المؤتمر العالمي عن الرسول عليه السلام وحقوقه على البشرية» الذي تنظمه الجامعة اليوم الثلاثاء ضمن برامجها في الاحتفاء بالمدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م, ودوره في التعريف برسول الله «صلى الله عليه وسلم» وبيان حقوقه على البشرية كافة. وأوضح سماحة المفتي العام في تصريح بمناسبة انعقاد المؤتمر أن الرسل والأنبياء عليهم السلام تتابعوا عبر الأزمان وإلى الشعوب والأماكن المختلفة على مدى التاريخ البشري وكان يبعث كل نبي إلى قومه خاصة حتى ختم الله تلك الرسالات السماوية ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أرسله إلى الناس كافة مستدلا بقول الحق تبارك وتعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون). وقال «إن الله تعالى جعل دينه دين الإسلام خاتمة الأديان السماوية وجعل كتابه القرآن الكريم ناسخاً لجميع الكتب السابقة». وأضاف سماحته يقول «إن الله لم يترك الناس هملاً بل أرسل لهم الأنبياء والرسل عليهم السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعلى الهداية وإلى الصراط المستقيم وينهاهم عن الشرك والضلال وارتكاب المعاصي واجتناب الرذائل والمنكرات قال تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً). وبين سماحة المفتي أن ما جاء به الكتاب هو هداية ونور ومنهاج حياة لجميع البشرية, مضيفاً أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهديه ورسالته قد أرسى دعائم العدل والإنصاف والمساواة والإحسان بين سائر أفراد البشر بعامة ونهى عن الظلم والعدوان, كما آخى بين المؤمنين برسالته والخاضعين لشريعته وأرسى قواعد الأخوة الإيمانية والوحدة الدينية بينهم على أساس الإيمان والدين، قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). وتابع سماحة المفتي أنه رغم انتشار دين الإسلام وبلوغ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى معظم الناس, ورغم وضوح هدي هذا النبي وشمائله وأخلاقه وتفاصيل سيرته وحياته إلا أنه ما زال كثير من غير المسلمين ممن يدعي العلم والتحضر والتمدن يجهلون شخصية هذا النبي الكريم ويحملون عنه انطباعات خاطئةوتصورات باطلة وصورة مشوهة عن أخلاقه وشمائله الكريمة. وسأل سماحته المولى العلي القدير أن يجزي القائمين على تنظيم هذا المؤتمر ويبارك الله في جهودهم ويوفقهم لما يهدفون إليه من تجلية حقيقة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان هديه وسيرته وشمائله الكريمة للناس أجمعين. من جانبه أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن التعريف بحقوق نبي الهدى وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وإبراز جهوده في بناء الشخصية والهوية الإسلامية من أوجب الواجبات على أمتنا المعاصرة, حيث يجب على المؤسسات التعليمية والدعوية غرس حب النبي عليه الصلاة والسلام في نفوس الناشئة والشباب, وتعريفهم بحقوقه عليه السلام. وأوضح أن للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة لم يبلغها أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم يوم القيامة, ولقد كرمه ربُّه عز وجل واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأضاف معاليه يقول «إن من حقوق المصطفى على أمة الإسلام الاحتكام إليه في كل أمر يختلفون فيه من العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات وسائر شئون الحياة, قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما), وأن يكون الرسول أحب إلينا من أنفسنا وآبائنا وأبنائنا وأهلينا وأموالنا كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). وأفاد معاليه أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا الحسنة كما قال الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر), إذ ينبغي الاقتداء به في أقواله وأفعاله. واتباع أوامره وتجنب ما نهانا عنه. ونوه معاليه بالخطوة المباركة التي خطتها الجامعة الإسلامية بتنظيمها هذا المؤتمر برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, حفظه الله استشعاراً من مسؤوليها بأهمية التعريف بحقوق النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وإبراز جهوده عليه الصلاة والسلام في بناء الشخصية والهوية الإسلامية, وإرساء المبادئ والقيم الإنسانية, إلى جانب ما يهدف إليه المؤتمر من الإسهام في وضع ميثاق عالمي لماية حقوق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.