أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن التعريف بحقوق نبي الهدى وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وإبراز جهوده في بناء الشخصية والهوية الإسلامية، من أوجب الواجبات على أمتنا المعاصرة. وقال رئيس مجلس الشورى إنه يجب على المؤسسات التعليمية والدعوية غرس حب النبي عليه الصلاة والسلام في نفوس الناشئة والشباب، وتعريفهم بحقوقه عليه السلام.
وفي السياق نفسه، شدد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أنه رغم انتشار دين الإسلام وبلوغ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى معظم الناس، ورغم وضوح هدي هذا النبي وشمائله وأخلاقه وتفاصيل سيرته وحياته إلا أنه ما زال كثير من غير المسلمين ممن يدعي العلم والتحضر والتمدن يجهلون شخصية هذا النبي الكريم ويحملون عنه انطباعات خاطئة وتصورات باطلة وصورة مشوهة عن أخلاقه وشمائله الكريمة.
جاء ذلك خلال متابعة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ لآخر استعدادات عقد المؤتمر العالمي عن الرسول عليه السلام وحقوقه على البشرية، والذي تنظمه الجامعة غداً الثلاثاء ضمن برامجها في الاحتفاء بالمدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، حيث أثنيا على دور المؤتمر في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان حقوقه على البشرية كافة.
وبمناسبة انعقاد المؤتمر، قال المفتي: "الرسل والأنبياء عليهم السلام تتابعوا عبر الأزمان وإلى الشعوب والأماكن المختلفة على مدى التاريخ البشري، وكان يبعث كل نبي إلى قومه خاصة حتى ختم الله تلك الرسالات السماوية ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أرسله إلى الناس كافة مستدلا بقول الحق تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}".
وأضاف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ: "الله تعالى جعل دينه دين الإسلام خاتمة الأديان السماوية، وجعل كتابه القرآن الكريم ناسخاً لجميع الكتب السابقة".
وأردف المفتي: "الله لم يترك الناس هملاً بل أرسل لهم الأنبياء والرسل عليهم السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعلى الهداية وإلى الصراط المستقيم، وينهاهم عن الشرك والضلال وارتكاب المعاصي واجتناب الرذائل والمنكرات قال تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}".
وتابع: "ما جاء به الكتاب هو هداية ونور ومنهاج حياة لجميع البشرية، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهديه ورسالته قد أرسى دعائم العدل والإنصاف والمساواة والإحسان بين سائر أفراد البشر بعامة، ونهى عن الظلم والعدوان، كما آخى بين المؤمنين برسالته والخاضعين لشريعته وأرسى قواعد الأخوة الإيمانية والوحدة الدينية بينهم على أساس الإيمان والدين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}".
وقال المفتي: "رغم انتشار دين الإسلام وبلوغ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى معظم الناس، ورغم وضوح هدي هذا النبي وشمائله وأخلاقه وتفاصيل سيرته وحياته إلا أنه ما زال كثير من غير المسلمين ممن يدعي العلم والتحضر والتمدن يجهلون شخصية هذا النبي الكريم، ويحملون عنه انطباعات خاطئة وتصورات باطلة وصورة مشوهة عن أخلاقه وشمائله الكريمة.
ودعا المولى العلي القدير أن يجزي القائمين على تنظيم هذا المؤتمر ويبارك الله في جهودهم ويوفقهم لما يهدفون إليه من تجلية حقيقة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان هديه وسيرته وشمائله الكريمة للناس أجميعن.
من ناحيته قال رئيس مجلس الشورى: "للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة لم يبلغها أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم يوم القيامة، ولقد كرمه ربُّه عز وجل واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين".
وأضاف: "من حقوق المصطفى على أمة الإسلام الاحتكام إليه في كل أمر يختلفون فيه من العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات وسائر شؤون الحياة، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وأن يكون الرسول أحب إلينا من أنفسنا وآبائنا وأبنائنا وأهلينا وأموالنا، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
وأردف الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: "الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا الحسنة كما قال الله عز وجل: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}، إذ ينبغي الاقتداء به في أقواله وأفعاله، واتباع أوامره وتجنُّب ما نهانا عنه".
وأشاد بالخطوة التي خطتها الجامعة الإسلامية بتنظيمها هذا المؤتمر برعاية من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مشيراً إلى أن الخطوة جاءت استشعاراً من مسؤولي الجامعة بأهمية التعريف بحقوق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإبراز جهوده عليه الصلاة والسلام في بناء الشخصية والهوية الإسلامية، وإرساء المبادئ والقيم الإنسانية، إلى جانب ما يهدف إليه المؤتمر من الإسهام في وضع ميثاق عالمي لحماية حقوق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.