صحيح أن (ديربي) اليوم بين الهلال والنصر يأتي تعداداً ضمن عشرات المواجهات بين الجارين والغريمين التقليديين, لكن الأصح أنه هذه المرة يختلف في كونه بين المتصدر ووصيفه, بعد أن كان – دورياً - في المواسم الأخيرة لمجرد حسابات وصراعات التنافس التقليدي بينهما لا غير, اليوم نحن أمام ديربي مختلف من حيث ترتيب الفريقين وسباقهما المثير والقوي على الصدارة, وكذلك التقارب الشديد في مستواهما الفني والعناصري والتدريبي, إضافة الى أنهما يتمتعان في هذا الوقت باستقرار إداري, بعد التطور من جانب فريق النصر بوجود الأمير فيصل بن تركي الذي استطاع في فترة رئاسته أن يعزل النادي عن وصاية وتدخل ونفوذ أعضاء الترزز والضجيج.. بعيداً عن توقعات من يفوز ومن يخسر فهذه في علم الغيب, ولا أحد يستطيع أن يجزم بصحتها, وخصوصاً للاعتبارات والقياسات الفنية المتقاربة بينهما الى حد كبير, فإن الأهم في تقديري هو أن ينجح الفريقان من تقديم مباراة لا تليق بمكانتهما وشهرتهما وشعبيتهما فحسب, وإنما بموقعهما الحالي في سلم الترتيب, وبأنهما يمثلان حالياً القمة والواجهة للكرة السعودية, بعد أن اقتصرت فيما مضى الى جانب الهلال على فرق الفتح والشباب والاتحاد, وهما مؤهلان وقادران الليلة على إثبات أن القمة قد عادت وتلونت مجدداً بهلال ونصر .. فيما يتعلق بتأثير المباراة على سباق الصدارة, فمن غير المعقول أن تكون نتيجتها حاسمة او حتى تمنح أحدهما حظاً لإحراز البطولة أكثر من الآخر, لسبب بسيط وهو أن هنالك 16 مباراة متبقية، وهذا العدد كاف لقلب المعادلة وتغيير الكثير من القناعات والحسابات, ليس فقط بين الفريقين الهلال والنصر وإنما بدخول طرف ثالث مؤهل ومتحفز جداً لذلك، وأقصد هنا الأهلي الذي أرى أنه جدير بالمنافسة وبتحقيق البطولة, وكما ذكرت الجولات القادمة ستكون حافلة وقابلة لمزيد من الإثارة والتحولات وقلب موازين صراع الدوري في مواجهات لم نحسب لها أي حساب.. زود على الحمى مليلة! كلما اسبشرنا خيراً وفرحنا بتحسن نتائج المنتخب وتطور لوائح وأنظمة وقرارات لجنة كالاحتراف, جاءت لجنة الانضباط ومثلها لجنة الحكام عبر متحدثها الرسمي عبدالله القحطاني ليبثوا الخوف في نفوسنا ويعيدونا بتصرفاتهم الى سنوات التخبط والفوضى والمزاجية.. نعم, لا أظن أن رياضياً عاقلاً محباً لوطنه لم يفرح ويسعد بمستوى ونتائج وروح الأخضر في التصفيات الآسيوية, وبالنجاح الذي يتحقق للجنة الاحتراف بقيادة د. عبدالله البرقان, وبالرغبة الجادة لرئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد للارتقاء بالكرة السعودية أندية ومنتخبات, لكن في المقابل من المؤسف والمحبط والمعيب أن تأتي لجنة الانضباط لتقدم لنا في قراراتها وتناقضاتها نموذجاً سيئاً ينسف ويشوه الملامح الجميلة والتطورات الإيجابية المبهجة للاتحاد, ثم يظهر عضو لجنة الحكام القحطاني في أكثر من موقف ليكمل الناقص بالنسبة للجنة الحكام التي ظلت منذ بداية الموسم محل اتهام الجميع في أخطاء فادحة يصعب تبريرها.. استمعت نهاية الأسبوع الماضي لمداخلة للقحطاني في برنامج (بين اثنين) على إذاعة ufm وساءني كما الكثيرين اللغة المحتقنة والمتعالية ضد الزميل عبدالرحمن مشبب الذي تفوق على القحطاني بلباقته واحترامه وانتقاء مفرداته وأسلوب إقناعه, الكثيرون تذمروا منه لأنه في هذه الأثناء لا يمثل نفسه وإنما يتقلد منصباً في لجنة مهمة وحساسة جداً لا تحتمل مثل هذه التجاوزات اللفظية والممارسات المتهورة التي تزيد اللجنة سقوطاً وتجعلها أكثر عرضة لانتقادات ستكون مبررة طالما أن المتحدث باسمها يتصرف ويتحدث بهذه الطريقة التصادمية.. كثيرون نتيجة لذلك بدءوا يلمحون وربما يؤكدون على أن هنالك أطرافاً خارجية تتدخل من خلال هؤلاء لاتخاذ قرارات تناسب ميولهم من جهة ولعرقلة وتدمير اتحاد عيد من الجهة الأخرى, الأمر الذي يتطالب من أحمد عيد ومن عمر المهنا ومن بقية أعضاء الاتحاد وأعضاء الجمعية العمومية الانتباه له والحذر منه قبل فوات الأوان, وقبل أن يرتكبون أخطاء خطيرة تحسب في النهاية على الاتحاد وقد تلحق الضرر به وتؤثر عليه في الاتحاد الدولي (الفيفا).. من الآخر * ما مصير شكوى الهلال ضد تصريحات الأمير ممدوح بن عبدالرحمن؟ * مطلوب من رئيس نادي نجران السابق مصلح آل مسلم أن يتحمل مسئولياته ويحفظ لناديه حقوقه في قضية الرشوة التي وقعت أثناء رئاسته, وأن يكون جريئاً ويبادر بكشف الأوراق بوضوح وشفافية ولا يكتفي بالتلميح والتنديد بكلام لا طائل منه سوى الاستهلاك لمجرد الظهور.. * بعض الضيوف الغوغائيين المتعصبين في البرامج الرياضية لا ينفع معهم حجب أصواتهم وإنما يفترض طردهم احتراماً لذائقة ومشاعر المشاهدين.. * المدرب لوبيز يسير بالأخضر في الاتجاه الصحيح، ورغم هذا هنالك من يهاجمه ويطالب بالاستغناء عنه دون إدراك أن المنتخب هو الخاسر الأكبر من رحيله. * بحسب قائمة لجنة الاحتراف, حامل لقب الدوري الفتح, بلا شكاوي ولا ديون, بينما فرق مئات الملايين بلا بطولات وتعج بالمشكلات والمطالبات والقضايا محلياً ودولياً, تماماً كما ضجيجها وإزعاجها وصراخها ليلاً ونهاراً.. * متى يدافع بعض المحسوبين على الاتحاد عن الكيان وليس عن أشخاص بعينهم, ولماذا الاستمرار بالتذاكي بترديد أسطوانة أن منصور البلوي ممنوع من رئاسة الاتحاد في الوقت يجهلون او يتجاهلون أنه ليس ممنوعاً من الدعم؟ * نتمنى ألا يكون صحيحاً أن عبدالله القحطاني مفروض على لجنة الحكام من خارج اللجنة واتحاد الكرة..!