(الدرعمة) أشكال وأنواع ومستويات، منها ما هو بالفطرة، ومنها ما هو بالاكتساب، ومنها ما يُشترى ويُدفع ثمنه من الحسنات، في حين أن هناك درعمة (مرضيّة).. كل هذه النماذج تجدها في وسطنا الرياضي بوفرة (الله لا يبلانا). فحين يأتي شخص ما ويضرب في أعراض عباد الله ويتهمهم حقداً وحسداً من عند نفسه.. ثم تجد من يتطوع للذب عنه ويمنحه القداسة مع أنه ولغ في شرف الناس الأبرياء غطرسة وتكبراً، ليس طلباً أو رغبة في إحقاق حق، أو درء مثلبة.. وإنما إمعاناً في الدرعمة خلف ذلك الوالغ إلى درجة أنه يغضب في غضبه دون بصيرة،على طريقة (معاهم معاهم عليهم عليهم) لأنه تشرّب الدرعمة، مع أنه يعلم بأنه على باطل وصاحبه على باطل، وهنا تكمن المصيبة؟!. أمام بعض حالات (الدرعمة) التي نشاهدها في بعض البرامج مثلاً، ويكون أبطالها من يتم تقديمهم للمشاهد على أنهم أصحاب رأي.. تجد نفسك في غاية التردد.. هل تدعو لهم أم تسكت.. ليس بخلاً بكلمة طيبة ودعوة في ظاهر الغيب، ولكنه اليأس -ليس من رحمة الله- وإنما من قدرة تلك النماذج على الإبصار والتبصّر لاسيما وقد بلغ الواحد منهم من العمر عتيا، ومع ذلك فهو لا يبصر الحق الساطع الوضوح.. بل يصر على دحضه بالباطل؟!!. يقول أحد الأصدقاء : في منتدانا العام.. وفي القسم المسمى بالرياضي مجازاً، وإلاّ فلا وجود فيه لغير كرة القدم : شطح أحدهم ونطح وأساء، متجاوزاً كل الحدود مما يدل على أنه (مُعتلّ) بداء الدرعمة فعلّقت بكلمة واحدة فقط هي (الله يشفيك).. لاحظ أنني لم أدع عليه بل دعوت له، وما هي إلاّ لحظات حتى وصلتني رسالة منه على الخاص يسبني ويشتمني ويصفني بالجبان الرعديد مع أنه لا يعرفني ولا أعرفه شخصياً، وربما أكون على العكس تماماً مما وصمني به من صفات، ومع ذلك لم أبادله هذا النوع من الثقافة (الصفراء) المتجذرة، فتركته ولم أرد عليه، انتهى كلام الصديق. لماذا نجحت لجنة الاحتراف؟ لاشك أن للنجاح أدواته ومقوماته، وأن للفشل بواعثه ومسبباته.. وبقدر ما للفشل من مرارة، بقدر ما للنجاح من غبطة وحلاوة، سواء كان على الصعيد الفردي أو على الصعيد الجماعي أو المؤسسي. أسلافنا لم يدعوا لنا مجالاً للتهرب أو الهروب من مسؤولياتنا الخاصة والعامة باختلاق المبررات والأعذار التي نبرع كثيراً في صياغتها وتنميقها فقالوا : (أعط القوس باريها) بمعنى: أوكل الأمر إلى الكفء المؤهَل، فحتى في حال لم يحقق أعلى درجات النجاح فلن يخفق.. أو على أقل تقدير لن (يحوس الدنيا) ويتسبب في كوارث يصعب لملمتها. ولنا في (لجنة الاحتراف الحالية بقيادة الدكتور/ عبد الله البرقان) أصدق وأنصع الأمثلة المشرّفة.. ذلك أنه بقدر وافر من الالتزام بمبادئ العمل الخالي من العبثية والعشوائية والمجاملات ومن (الذُعر).. قد استطاع وزملاؤه من الخروج باللجنة من كونها ظلت زمناً طويلاً تشكل (بؤرة) مشكلات إلى حدٍ أضحت معه عالة على المنظومة برمتها.. إلى أنموذج يحتذى في كيفية إدارة الأمور وضبطها علمياً وعملياً دون المساس بمشاعر عشاق كرة القدم أو استثارة كوامنهم.. ولم يكن ذلك محض صدفة، وإنما من خلال الارتكاز على قاعدة صلبة وعادلة وخالية من الشوائب، هي قاعدة (الكل سواسية). أفلا يجدر بنا وقد جربنا جميع الطرق البدائية القائمة على فوضى (شد لي واقطع لك)، وعلى العلاقات والمحسوبيات في تسيير أمورنا الرياضية، أن نستفيد من هذا الدرس المجاني الذي تكفلت بتجسيده لجنة الاحتراف، وأن نتخلّى عن عادة (هذا ولدنا.. وهذا صاحب صاحبنا) التي لم نجنِ منها سوى المزيد من التقهقر، وفقدان المكتسبات، بل التضحية بهيبة صنعها الراحل (فيصل بن فهد.. رحمه الله)، هيبة كانت ملء السمع والبصر.. لماذا لا نعطي القوس باريها وبالتالي نجني ثمار التوجه الأمثل أسوة بمن كانوا يقفون خلفنا بمراحل، والآن يتقدموننا بأضعاف المراحل ؟!!. أبشر بطول سلامة يا (.....)؟! طالعتنا الصحف مؤخراً بخبر تشكيل فريق عمل قانوني هلالي يهتم بملاحقة من يسيء للكيان ومنسوبيه.. هذا الخبر ذكرني بالبيت الشهير لجرير الذي يقول فيه: (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً... فابشر بطول سلامة يا مربع). ذلك أن الشواهد البعيدة والقريبة لا تمنح المتابع أي بارقة أمل في قدرة هذا الفريق القانوني على إيقاف طوفان الإساءات والتجاوزات والاتهامات والإفك التي جُند لها جيش عرمرم من الأفاكين وأصحاب الأغراض الخبيثة من مواقع مختلفة، وبمسميات مختلفة، وأدوار متشابهة، ولكن الهدف واحد؟!!. العديد من القضايا المسيئة التي استهدفت الكيان ورموزه ومنسوبيه، التي على إثرها سمعنا -ويا ليتنا ما سمعنا- بأن من يعنيهم أمر النادي قد تقدموا بشكاوى ضدها.. غير أننا لم نسمع عن النجاح في كسب واحدة من تلك الشكاوى، لا لعدم قانونيتها، أو لقصور أو نواقص في حيثيات الإدانة.. وإنما للتقاعس عن المتابعة الجادة والاكتفاء بمجرد القيام بالخطوة الأولى تارات.. أو لإحالة الموضوع إلى ملف (حب الخشوم) تارات أخرى.. أرجو ألاّ ينتفض أحد المتحمسين فيأتي ويقول: هل نسيت النجاح في نقض القرار الانضباطي الأخير فسأقول له: القرار الانضباطي كان مجموعة من التراكيب الفوضوية وبالتالي فإن بإمكان أي محام مبتدئ، أو حتى وكيل محام نسفه من قواعده. خاص جداً جداً: إلى ذلك (الصفيق).. هلاّ وفرت على نفسك اللهث خلفي منذ سنوات.. فلن أمنحك الشرف الذي تبحث عنه.. والعذر والسموحة من الزملاء والقراء الكرام.