سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الحكومة اليمنية يؤكد أن المبادرة الخليجية وفَّرت حلاً آمناً لخروج بلاده من الأزمة أكثر من خمسين قتيلاً في الاشتباكات بين السُنة والشيعة بشمال اليمن
أكد رئيس حكومة الوفاق اليمنية محمد سالم باسندوة أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وفّرت حلاً آمناً لجميع القوى في البلاد؛ للخروج من الأزمة التي اندلعت مطلع العام 2011م. ولفت في خطاب ألقاه الليلة الماضية في إحدى المناسبات بالعاصمة اليمنية صنعاء الانتباه إلى أن من شارك في مناقشة وصياغة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تحلَّوا بالحكمة والعقل لتجنيب اليمن ويلات التناحر والانجرار إلى العنف والتشظي. وقال «إن اليمن لا تحتمل المزيد من العنف والحروب بعد أن عاشت حالة من الفوضى والضياع»، داعياً جميع القوى في البلاد إلى امتلاك العزيمة لفرض النظام والقانون، على الرغم من صعوبة المرحلة التي تمر بها بلاده حالياً. من جهة أخرى قُتل نحو خمسين شخصاً في اشتباكات مسلحة بين «الحوثيين» و»السلفيين» في منطقة «دماج» بمحافظة «صعدة - شمال اليمن» في غضون يومين. فيما تمكن الحوثيون من اقتحام الأجزاء الشمالية من المنطقة التي يقطنها مواطنون من «السُنة»، وذلك في وقت متأخر من ليل الخميس. وأكدت مصادر محلية أن مقاتلين من اتباع الزعيم الشيعي «الحوثي» مدعومين بدبابات ومدافع ثقيلة تمكنوا من الدخول إلى الأجزاء الغربية لمنطقة «دماج»، وفرض سيطرتهم عليها، بعد معارك شرسة مع المقاتلين «السلفيين» المحاصرين في المنطقة. وبلغ عدد القتلي في صفوف السلفيين أكثر من أربعين قتيلاً و130 جريحاً في قصف للحوثيين على المنطقة، امتد من يوم الأربعاء حتى صباح أمس الجمعة. وفي الوقت نفسه تواصلت المعارك بين الطرفين في الجهة الشمالية من منطقة «دماج» التي يسعى الحوثيون لفرض سيطرتهم الكاملة عليها، زاعمين أنهم يقاتلون «جماعات تكفيرية وأجنبية». كما توسعت رقعة الحرب بين «الحوثيين» و»السلفيين»؛ لتشمل مناطق أخرى في محافظة «صعدة». وشهدت منطقة «كتاف» اشتباكات عنيفة، سقط خلالها ثمانية قتلى من «الحوثيين»، وفقاً لما أكده مصدر محلي ل»الجزيرة». وقد وجَّه السلفيون «وعدد من منظمات المجتمع المدني نداءات إلى رئاسة الجمهورية في اليمن للتدخل العاجل لوقف ما أسموه بالمجازر التي يرتكبها الحوثيون بحقهم، مطالبين في الوقت نفسه المجتمع الدولي بالتدخل». ويوجد أكثر من ألف طالب أجنبي من جنسيات مختلفة، يدرسون في معهد دار الحديث بدماج، وتقول المصادر إن عشرة منهم على الأقل كانوا من بين القتلى الذين سقطوا يومي الأربعاء والخميس. وكان بيان للحوثيين قد اتهم السلفيين بتفجير الصراع من خلال جلب آلاف المقاتلين الأجانب إلى «دماج»، فيما يقول السلفيون إن الأجانب طلبة علم، قدموا لدراسة الفقه. وحذرت مصادر محلية من وقوع مذبحة كبيرة في منطقة «دماج» في ظل إصرار «الحوثيين» على مواصلة الهجوم على المنطقة، وفرض سيطرتهم الكاملة عليها. ويتوقع مراقبون أن يتطور الموقف إلى حرب طائفية واسعة بين السُنة والشيعة في محافظات عدة من اليمن.