هل سبق لك أن شاهدت فيلماً في الفضاء واقتنعت فعلاً أن التصوير كان في الفضاء؟.. لطالما كانت أفلام الفضاء تحمل نفس الثيمة والتقاليد في التفنيذ، فهناك دائما مخلوقات فضائية، وسفينة تسبح في الفضاء بسرعة البرق، بالإضافة للقوة الخارقة التي يمتلكها أبطال الفيلم. للمخرج المسكسيكي الواعد ألفونسوا كورون رأي آخر لأفلام الفضاء هذا العام. مع فيلمه «جاذبية» يقدم ببساطة أفضل أفلام الموسم بصرياً، وأفضل فيلم تعامل مع السي جي آي وتقنية ثلاثي الأبعاد. مع رائعة آنج لي (Life of Pi). قصة الفيلم ببساطة تكمن في مهمة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإصلاح عطل تقني، طاقم ناسا مكون مع خمسة أشخاص بينهم أبطال الفيلم الرئيسيين الدكتورة راين ستون ومعها رائد الفضاء مات كاوسكي، يواجهون كلاهما مع بقية الطاقم تحدي في مواجهة اشلاء من محطة فضائية قريبة من عندهم انفجرت، والإشكال أن الأشلاء تسير باتجاهم بسرعة تصل إلى 440 ميلاً. بحرفية عالية الدقة يقدم لنا فريق العمل الفني خصوصاً جانب التصوير منه تحركات للكاميرا تشعرك بأنك في الفضاء. المونتاج كان مخاطرة نظراً للقطات الطويلة التي فضل ألفونسوا الإبقاء عليها لهدف عدم تشتيت المشاهد، والإبقاء على حدة التوتر والحماس في مشاهد الحركة. ألفونسو كورون يبقينا على معرفة بأن رحلة الفضاء ليست للسياحة، هذا المخرج بنصه وكاميراته الرائعة جعلنا ننظر للفضاء بشكل مربك، فهو قدم صور رائعة للأرض والفضاء ثم فجأة يصعقنا بمشهد يجعنا نشكك في أن الفضاء ممتع دائماً، موسيقى خلابة، مونتاج سلس، كاميرا الرائع إيمانويل لوبيسكي كانت بالفعل هي الأساس في تماسك هذا الفيلم. واجه الفيلم حفاوة نقدية كبيرة، وحقق جوائز معتبرة على الآن في الكثير من المهرجانات السينمائية، كما واجه الفيلم تحد كون البعض ذكر بأن هناك أحداث ليست علمية في الفيلم ولكن المخرج الفونسو ذكر في مقابلة له أن أحداث الفيلم ليست دقيقة علمياً بشكل تام، فيما ذكر مايكل ماسيمينوو وهو أحد المتخصصين في ناسا، بأن الفيلم كان دقيقاً من الناحية العلمية. وحقق الفيلم بكل جدارة صدارة شباك التذاكر لثلاث أسابيع متوالية، وحقق أعلى افتتاحية في تاريخ السينما خلال فصل الخريف، وبلا شك سينال أوسكار أفضل تصوير، مؤثرات، مكساج صوت، تحرير الصوت، وممكن أن ينال الإخراج والمونتاج.