جاء موسم حج هذا العام 1434ه مختلفاً عن بقية الأعوام السابقة لما تميز به من سهولة وانسيابية في الحركة بين الحجاج، رغم أعمال التوسعة المباركة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في الحرم المكي الشريف، التي لم تقف عائقاً دون تحقيق نجاح جديد يُسجل لهذا الوطن وقيادته ورجال أمنه البواسل في تحقيق الراحة والطمأنينة لخدمة ضيوف الرحمن، ولعل مما ساهم في تحقيق هذا النجاح بعد توفيق الله تعالى هو تلك الخطة الأمنية المحكمة لوزارة الداخلية بكافة قطاعاتها العسكرية بمنع كل من لم يحصل على تصريح رسمي للحج من دخول المشاعر المقدسة ومحاسبته ومعاقبته بعد ذلك على تجاوزه للأنظمة، وهو أمر ما كان ليتحقق لولا الجهود المباركة والمتابعة المستمرة من لدن سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- وجميع القيادات الأمنية العاملة في موسم حج هذا العام، كما لا يفوتنا الإشادة بمنسوبي وزارة الحرس الوطني ووزارة الصحة ووزارة الحج الذين كانوا يدركون أن أمامهم تحدياً كبيراً لا يقبل إلا نتيجة واحدة وهي النجاح والنجاح فقط، ولو من باب الوفاء، للراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان على مدى عقود طويلة مشرفاً على راحة ضيوف الرحمن وقبلهم علىراحة كل مواطن ومقيم على أرض هذه البلاد المباركة، ومع ذلك فما كان للشبل إلا أن يكون ابناً للأسد إذ صمد رجال وزارة الداخلية، وأثبتوا نجاحهم ومقدرتهم على تحقيق النجاح وأنهم قادرون -متى دعت الحاجة- على منافسة أقوى القطاعات الأمنية في العالم، وأنهم لا يرتضون بأقل من النجاح لتحقيق طموحات وتطلعات ولاة الأمر -يحفظهم الله- وآمال المواطنين والمقيمين، مما حدا بكثير من الدول المتقدمة بالاستعانة بوزارة الداخلية في مجال «إدارة الحشود». إننا اليوم إذ نودع موسم حج هذا العام لنفخر بما تحقق لبلادنا من أمن ورخاء وازدهار مرده لتطبيق الشريعة الإسلامية التي هي دستور أمة ومنهج حياة لنرفع أكف الضراعة إلى الله جلت قدرته أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها وقيادتها وشعبها ورجال أمنها، الذينأثبتوا للعالم أنهم أهل للمسؤولية وأنهم فوق أي تهم قد توجه إليهم من بعض أولئك الذين تم إعادتهم من حيث أتوا لمخالفتهم أنظمة وتعليمات هذه البلاد، التي ما كانت لتصدر بغرض حرمان حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم وتأدية فريضة الحج التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، لكنها جاءت بهدف التيسير على حجاج بيت الله الحرام وللحفاظ على أرواحهم وسلامتهم حتى تكتمل أعمال التوسعة المباركة. والله يتولى الصالحين.