أكَّد اللواء عثمان المحرج مدير الإدارة العامَّة لمكافحة المخدرات أن الإدارة تقوم في كل عام بحملة حج للمتعافين عن تعاطي المخدرات في موسم الحج بالإضافة لعمل عمرة في شهر رمضان، وقال: هذه السنة قمنا بتحجيج «102» متعاف بتوجيهات من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخليَّة، وتأتي هذه الرحلات للمتعافي للشراكة الإستراتيجية بين المكافحة والمتعافين الذين اخلصوا النيّة للتوبة لله سبحانه وتعالى وهنا يأتي دورنا كداعم لهم لتوفير كل سبل وطرق التعافي والاقلاع عن المخدرات من خلال تخصيص بيت نصف الطريق الذي يعتني بهم نفسيًّا ودينيًّا وخلقيًّا ومعاملتهم كأفراد من المجتمع ليعدوا مرة أخرى للمشاركة في هذا المجتمع بعد أن أوقفهم تعاطي المخدرات لفترة من الزمن. جاء ذلك خلال حفل أقامته المديرية العامَّة لمكافحة المخدرات حفلاً مساء يوم الأربعاء بمناسبة تحجيج «102» متعاف عن تعاطي المخدرات في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة. وقد حضر الحفل الشيخ سعد البريك وقدم محاضرة عن أخطار المخدرات واستخدامها وفتكها وكيف تجعل صاحبها يكون بلا إحساس. وتحدثت (الجزيرة) مع عدد من المتعافين حيث قال توفيق التركي ذو السبع والأربعين سنة: إني تعاطيت المخدرات منذ 27 سنة، حيث بدأت بالكحول ومرورًا بالحشيش حتَّى وصل بي الأمر للهروين، ويضيف: لقد توقفت حياتي بعد أن تعاطيت المخدرات بشكل نهائي ولم أتزوج ولم التحق بأي وظيفة، نحن اليوم نبدأ مرحلة جديدة في حياتنا بعد أن توقفت عن التعاطي ولله الحمد في توبة نصوح بإذن الله وإني عاقد العزم أن تكون هذه الحجة بداية جديدة لي في حياتي ولازلت متعلّقًا بالأمل بالله في حياة جديدة كريمة. ويضيف توفيق لقد دخلت السجن لأكثر من 12 مرة في قضايا تعاطي وقضيت في السجون مدة 16 سنة، ولم أعد احتمل أن أسير في هذا الطريق فقرّرت أن اتعافى واتعالج من المخدرات ولله الحمد، وإدارة المخدرات وقفت معنا ونحن بإذن الله نسير في الطريق الصحيح. من جهته قال المتعافي «م.ص» الذي طلب عدم ذكر اسمه: إنّه تعالج أكثر من عشر مرات ويضيف: لقد بدأت في التعاطي وعمري 19 سنه شيئًا فشيئًا حتَّى وصلت للإدمان على الهروين ودخلت السجن لأكثر من أربع مرات، وأنا اليوم أحج لأول مرة في حياتي وأتمنَّى أن يغفر الله لي كل ذنوبي وأنا ابدأ حياة جديدة لقد اختلطت مشاعري عند رؤيتي الحرم والمشاعر المقدسة ولديّ الرغبة الأكيدة والصادقة بإذن الله وتوبة بلا رجعة، لقد قضيت أكثر من ثلاثين سنة في المخدرات واليوم أريد أن أعود لأبنائي وأن أكون أبًا صالحًا واضمن لهم حياة كريمة.