قتل 17 شخصاًً على الأقل الأربعاء على إثر مرور إعصار قوي في منطقة طوكيو، منهم 17 في جزيرة صغيرة حيث لا يزال مصير خمسين شخصاًً آخرين مجهولاً. وقد تسبب الإعصار ويفا وهو السادس والعشرون في موسم الأمطار في آسيا، بأمطار غزيرة ورياح عاتية على ساحل المحيط الهادئ لجزيرة هونشو الكبيرة وخصوصاً في منطقة مدينة طوكيو. وجرفت خمسة منازل في انزلاقات للتربة في جزيرة أوشيما التي تبعد 120 كلم جنوب العاصمة، على ما أفاد التلفزيون العام أن اتش كاي. وقال مسؤول في الشرطة المحلية لوكالة «تأكدنا من مقتل 17 شخصاً والحصيلة قد ترتفع». وقد عثر على معظم الجثث بين انقاض منازل خشبية هدمها الإعصار فيما عثر على اثنتين في نهر فاض بسبب الأمطار الغزيرة، كما أوضح التلفزيون. وسجل في جزيرة أوشيما الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، هطول أمطار بلغت كمياتها 82 سم في 24 ساعة. وتحاول السلطات الاتصال بخمسين من سكان الجزيرة انقطعت أخبارهم، وفق التلفزيون العام. وعرض التلفزيون صور دمار في هذه الجزيرة السياحية البالغ عدد سكانها 8300 نسمة حيث تراكمت كميات من الوحول وأشجار مقتلعة وكتل من الحطام قرب المنازل التي قصد سكانها مراكز إيواء. وقال مسؤول محلي إن «موظفي البلدية ورجال الإطفاء يتولون عمليات الإغاثة في المناطق التي يمكن الوصول إليها». وأوضح التلفزيون أن مناطق عديدة في الجزيرة ما زال متعذراً بلوغها. وأرسل خمسون شرطياً متخصصاً في هذا النوع من العمليات من طوكيو لدعم رجال الإطفاء وموظفي البلدية، كما ذكرت وكالة جيجي. وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع من جهته إرسال ثلاث مروحيات وعناصر من قوات الدفاع الذاتي، وهو الاسم الرسمي للجيش الياباني. وفي خارج هذه الجزيرة، عثر على رجل في الأربعين من العمر ميتاً في نهر غرب طوكيو، فارتفعت الحصيلة الإجمالية للإعصار الى 14 قتيلاً، كما أعلنت الشرطة. واعتبر ثلاثة أشخاص آخرين في عداد المفقودين في منطقة طوكيو، وهما صبيان على شاطئ ورجل في الخمسين من عمره يقع منزله في منطقة حصل فيها انزلاق التربة، كما أوضحت السلطات المحلية. ويتحرك الإعصار المصحوب برياح عاتية بلغت سرعتها 180 كلم في الساعة نحو الشمال-والشمال الشرقي مبتعداً شيئاً فشيئاً عن السواحل، كما ذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية. وعلى بعد 222 كلم شمال شرق طوكيو، تخلصت مصلحة كهرباء طوكيو (تيبكو) التي تتولى إدارة محطة فوكوشيما النووية المنكوبة، من كميات من مياه الأمطار التي تجمعت في الموقع. لكنها أكدت أن نسبة الإشعاع في هذا السائل أدنى من الحد المسموح به. وقد غمرت الأمطار محطة فوكوشيما منذ الثلاثاء، مما حمل على التخوف من حصول حوادث جديدة خصوصاً بسبب المياه المشعة التي كانت تسد الموقع حتى قبل مرور ويفا. وأدى الإعصار من جهة أخرى الى عرقلة وسائل النقل وخصوصاً في منطقة طوكيو. فقد ألغيت حوالى 500 رحلة معظمها الى المناطق الداخلية وكذلك رحلات ثلاثين قطاراً سريعاً ومئة رحلة للسكك الحديد. وفي شرق طوكيو، أصاب عطل جزئي خطاً للسكك الحديد في محطة مدينة ناريتا القريبة من المطار الدولي الذي يحمل الاسم نفسه. ويجتاز اليابان سنوياً عدد كبير من الأعاصير التي يكون بعض منها عنيفاً جداً ومدمراً أحياناً في الفترة الممتدة بين الربيع والخريف.