يخوض اليوم لاعبو المنتخب الوطني التونسي مباراته المصيرية ضد ضيوفه لاعبي المنتخب الكاميروني، وذلك في إطار الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014. وهي مقابلة حاسمة، يحتضنها الملعب الأولمبي برادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، ويحضرها جمهور غفير من أنصار المنتخب المحلي بعد حملة إعلامية واسعة قام بها اتحاد الكرة التونسي لتشجيع الجماهير على مواكبة هذه المباراة. وكان لاعبو المنتخب الكاميروني وجهازه الفني قد وصلوا إلى تونس الجمعة قادمين من باريس، وقاموا بالامتناع عن الإدلاء بأية تصريحات للصحفيين الذين كانوا في استقبالهم بأعداد غفيرة. كما حضر أفراد الجالية الكاميرونية المقيمون بتونس، ورحبوا على طريقتهم الاحتفالية الخاصة جداً بعناصر منتخبهم الوطني. يُشار إلى أن أغلب الجالية الكاميرونية من الطلبة والطالبات بالجامعات التونسية، وقد حولوا مطار تونسقرطاج الدولي إلى حلبة رقص إفريقية لافتة للنظر، القصد منها رفع معنويات لاعبي الكاميرون قبل مواجهة مساء اليوم برادس. وسمح صانع ألعاب المنتخب الضيف، المهاجم الدولي»سامويل إيتو»، للمعجبين والمعجبات بأخذ صور معه رافضاً التصريح للصحفيين ومفضلاً الاستماع إلى الموسيقى من هاتفه الجوال. ويبدو حسب قول إيتو أن المدرب الألماني «فولكر فينكه» أعطى تعليماته بتفادي الحديث إلى الصحفيين؛ فما كان من اللاعبين إلا الانصياع إلى أوامره. وكان المدرب فولكو قد أكد في باريس ضرورة احترام منتخب تونس في مواجهة اليوم الفاصلة، مبيناً أن المباراة ستلعب على شوطين، شوط في تونس، وجب أن يفوز فيه الكاميرونيون، وشوط في ياوندي، لا مجال إلا للانتصار فيه. ولاحظ فولكو أن لاعبيه على أتم الاستعداد للظفر بالفوز في رادس على نسور قرطاج أو تحقيق التعادل خارج قواعده بما يضمن أسبقية على المنافس، سوف يستغلها الكاميرونيون أفضل استغلال خلال مباراة العودة على أرض الوطن. وبخصوص آخر استعدادات نسور قرطاج لهذه المباراة الحاسمة أفاد المدرب الهولندي «رودي كرول» بأن اللاعبين على أتم الجاهزية لخوض لقاء الكاميرون الذي اعتبره فريقاً يملك لاعبين ممتازين، وعلى رأسهم النجم «إيتو». مضيفاً بأن الكاميرون يظل أحد أقوى المنتخبات في القارة السمراء. وأكد كرول ثقته بلاعبي المنتخب التونسي الذين أبهره عدد منهم بلياقتهم البدنية العالية وإمكانياتهم الكروية الجيدة. مشدداً على أنه يعول على الروح الانتصارية لدى كل نسر من نسور قرطاج. كرول قال في لقاء إعلامي مختصر إنه يفضل لغة الفعل لا القول، وإن المونديال حلم يراود كل لاعب؛ ولذلك فهو لا يعتقد أن لاعباً واحداً لا يقاتل من أجل تحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن أبناءه قادرون اليوم على التصدي إلى هجمات أسود الكاميرون معرباً عن أسفه لتخلف المهاجم خالد المولهي أحد أبرز لاعبيه عن المشاركة في اللقاء الحماسي بسبب إصابة لحقته سابقاً. ومما يلاحظ في آخر حصة تدريبية لنسور قرطاج حضور أعداد كبيرة من محبي الفريق الوطني الذين أهدوا الزهور للمدرب كرول مجددين شكرهم له على نجاحه في إذابة الجليد بين اللاعبين، ونجاحه في تنقية الأجواء داخل المنتخب؛ ما سيحمل مسؤولية أثقل للمدرب الهولندي الذي تأثر بالحركة النبيلة للجماهير الرياضية التونسية. ومما أثلج صدور اللاعبين وأمدهم بشحنة إضافية حضور عدد من لاعبي المنتخب المتوجين بكأس أمم إفريقيا 2004 للتمارين الأخيرة؛ إذ التحموا باللاعبين في لقاء حميمي أثار انتباه الجميع، وأعاد إلى الأذهان منظر الجدار العازل الذي كان قد فرضه المدرب السابق للمنتخب نبيل معلول على نسور قرطاج؛ ما أثر سلباً في معنوياتهم، وخلق فجوة بينهم وبين أحبائهم. يُذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» كان قد قرر يوم 12 سبتمبر الماضي تمكين المنتخب التونسي من الالتحاق بركب المنتخبات المتأهلة إلى تصفيات كأس العالم إثر معاقبته منتخب الرأس الأخضر، الذي اعتبرته «الفيفا» خاسراً ضد تونس صفر مقابل 3 أهداف، وهي النتيجة التي كان قد فاز بها الرأس الأخضر على نسور قرطاج في مباراته التأهيلية الأخيرة، إلا أن اتحاد الكرة الدولي كان له رأي آخر.