لا يختلف اثنان على أن الأخطاء التحكيمية أمر وارد وطبيعي في مباريات كرة القدم على مستوى العالم، ولا يختلف اثنان على أهمية تطوير أداء الطاقم التحكيمي على المستويين المحلي والقاري، ولكن هل تسمح تلك الأخطاء التحكيمية البسيطة والطبيعية للبعض من المدربين أو اللاعبين أن يصبوا جام غضبهم على الحكام المحليين أو يتهجموا عليهم أو يسيئوا لهم معنويا ولفظيا! إن غضب مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم فيتور بيرارا وتهجمه على الحكم مرعي عواجي الذي أدار مواجهة الفريق أمام نظيره الهلال مساء أمس الأول، وكذلك على الحكم خليل جلال، أمر غير مقبول وتجاوز صريح وواضح على حقوق وحدود الهيئة التحكيمية وليس له أي مبرر فني أو قانوني، ويجب أن يدفع لجنة الانضباط للتحرك العاجل لضبط هذه التجاوزات ووضع حد عاجل وحاسم لها. ورغم أن المترجم حاول أثناء المؤتمر الصحفي التخفيف من وقع ذلك الغضب وأغفل ترجمة عدة ألفاظ وعبارات تهجمية ومسيئة إلا أن واقع الحال يشير إلى تجاوزات لفظية وتعبيرية مسيئة أدلى بها المدرب البرتغالي بيرارا، يجب عدم تجاوزها أو السماح بتكرارها أو بمرورها مرور الكرام، كما يجب أن يتدخل الاتحاد السعودي في هذا الموضوع ويسعى لإيجاد حل جذري ورادع لمثل هذه الإساءات يمكن أن يتمثل بفرض غرامات مالية عالية تصل إلى 500 ألف ريال على غرار الاتحاد الإنجليزي إضافة لإيقاف من يقوم بتلك التصرفات 10 مباريات. كما أن الدعوة موجهة لبعض وسائل الإعلام وخاصة المرئية التي تتخذ من منهج الإثارة والتضخيم منهجا لها وتسعى لتكبير الأخطاء التحكيمية في مباريات وتتغاضى عن الأخطاء التحكيمية في المباريات الأخرى، فهي مدعوة لمزيد من المهنية والمنهجية والحيادية في الأداء الإعلامي والبعد عن التضخيم والتهويل والتحيز الذي لن يخدم أحدا بقدر ما يثير المشاكل والمنازعات والخلافات بين الأطراف المختلفة. المتابع للمشهد الرياضي سجل استغرابه واستنكاره لتلك الدرجة العالية من الغضب التي أبداها بيرارا والألفاظ المسيئة التي تلفظ بها والتي أجزم أن المتابع الرياضي يدعو لمحاسبته عليها، وأجد نفسي في ذات الوقت مدفوعا لطرح التساؤلات التالية: هل هناك أسباب أخرى لذلك الغضب والتهجم؟ ومن يثير ويغذي غضب وعداء معظم مدربي الأندية السعودية الأجانب ؟! وهل هناك لجنة أو مجموعة متخصصة في شحن وتعبئة «الآخرين» ؟! وأخيرا هل هناك تغذية مسبقة للأفكار والمواقف يعبأ بها المدربون الجدد قبل قدومهم إلى المملكة؟! ولصالح من كل هذا الشحن والتضليل؟!