شهدت الجولتان الأوليان في الدوري السعودي بعض الأخطاء التحكيمية التي تركت الأثر السلبي، وقد تدفع الأندية الثمن نتيجة هذه الأخطاء والسلبيات وبعض القرارات المتسرعة، وبالذات من حيث احتساب ركلات الجزاء واستعمال الكروت بلونيها، علماً أننا نؤمن إيماناً تاما أن الخطأ وارد في كل شيء، ولو عدنا للوراء وتتبعنا الأخطاء التحكيمية لوجدنا أنها تجاوزت المعقول وأثرت وبشكل كبير في نتائج معظم المباريات، ولعبت دوراً كبيرا في مسارها أيضاً؛ منها على سبيل المثال المباراة التي أقيمت بين الشباب والاتحاد على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الدوري المنصرم، حيث كان هناك هدف في الشوط الأول لصالح الشباب تم إلغاؤه من قبل رجل الخط بداعي التسلل، وعندما أعيدت اللقطة لم يكن هناك تسلل، كذلك خبراء التحكيم أقروا صحة الهدف 100% وأعتقد لو حسب الهدف لصالح الشباب لتغير سر المباراة، ولو لاحظنا لوجدنا أن هذه الأخطاء التحكيمية لم تأت من حكام مغمورين، بل من حكام دوليين ولهم باع في حمل الصافرة عبر المستطيل الأخضر. ورغم هذه الأخطاء، أقول: دعونا نتفق أنه لا يوجد أي لعبة رياضية في العالم لابد أن يصاحبها أخطاء، ولكن خطأ على خطأ يفرق، وخصوصاً إذا عرفنا أن الحكام يلعبون دوراً رئيسياً في تطوير مستوى اللعبة لكونهم جزءاً منها. ورغم ما ذكرته عن الأخطاء التحكيمية: إلا أن هناك سؤالا يطرح نفسه: لماذا يبدع الحكم السعودي خارج أرض الوطن ويجد الإشادة من الآخرين وأحيانا يكون هو نجم المباراة، وهنا مع الأسف الشديد يجد المحاربة والاستفزاز والتشهير قبل وبعد المباراة؟! ولو لاحظنا لوجدنا أنه من بداية الدوري، هناك حرب ضروس تشن على الحكم السعودي من أشخاص هرولوا خلف سراب التعصب والعاطفة.. كما أن هذه الأخطاء ليست محصورة في ملاعبنا هنا في الدوري السعودي، وإنما في جميع ملاعب العالم: ولو نظرنا لوجدنا أن هناك حكاما عالميين تسببوا في أخطاء تضررت منها أندية ومنتخبات معروفة. وكلامي آنف الذكر لا يعني السكوت على أخطاء الحكم، وفي نفس الوقت لا يجب ألا نبالغ في تضخيم هذه الأخطاء. نعم، هناك أخطاء لكون الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية، وفي نظري الشخصي ألا نجعل الحكم هو السبب في هزيمة هذا الفريق أو ذاك، كل منا له أخطاؤه؛ الإدارة لها أخطاء: المدرب له أخطاء، واللاعب أيضاً له أخطاء، وبدون شك أنه من حق المسؤولين في الأندية لدينا من حقهم الدفاع عن أنديتهم إذا لزم الأمر، ولكن كما جاء ليكن أمر بالمعروف ونهيك عن المنكر بلا منكر، ومثل مالك عليك فكل منا له كرامته ويعتز بنفسه. ورغم ما ذكرته سابقاً عن أخطاء التحكيم إلا أنه من منظور آخر أقول: إن الحكم في حاجة للنقد الهادف البناء البعيد عن الاستفزاز والعبارات اللفظية الجارحة، وفي يقيني الشخصي أنه لا يمكن لهذا الحكم أو ذاك أن ينزل إلى الملعب وهو مبيت النية لهزيمة فريق على آخر، وهذا ما أظنه في جميع حكامنا، ولكن هذا لا يعني أن نحمل كل هذه الأخطاء حكم هذه المباراة فهناك أطراف تشارك الحكم إدارة سير هذه المباراة، مثل اللاعبين والإداريين، والمدرب وأيضاً الجماهير الرياضية. وهنا أقول: الحكم بشر قد يصيب أو يخطئ وجميع الأطراف المشاركة في لعبة كرة القدم أيضاً بشر والخطأ وارد في كل شيء ورغم ذلك سيظل التحكيم بحد ذاته مشكلة قائمة ليس لدينا في الدوري السعودي إنما في دول العالم المتقدمة كروياً، ورغم ذلك نجدهم يأخذون هذه الأخطاء بدراية وبعد نظر بعيداً عن التشنج. ومن وجهة نظري، وفي مثل هذه الحالات الأخيرة أقول: لو يتم إبعاد الحكم عن إدارة المباريات القريبة حتى يهدأ ويستعيد توازنه النفسي ثم يعود للصافرة بعد أن يزول عنه الحظ السيئ وعدم التوفيق لا بد أن نبحث عن الحلول المناسبة التي تعيد الثقة في الحكم السعودي والرفع من مستواه لكونه جزءاً من اللعبة: هذا الحكم الذي نشاهد كثيرا من الدول المجاورة تستعين بالحكم السعودي لإدارة بعض مبارياتها، وهذا دليل على كفاءته، ولكن هنا نحاول أن نسلبه هذه الثقة. وبنظرة سريعة نجد أنه قد تم إحضار حكام أجانب، وكانت لهم أخطاؤهم الفادحة التي شاهدها الجميع، وكانت حديث الشارع الرياضي طويلا. الرياض