الكِرش (بكسر الكاف وترقيق الراء)، تختلف عن الكَرش (بفتح الكاف وتفخيم الراء)! لأن الأخير لا يمكن التخلص منه فهو سلوك مرتبط بالمدراء وأصحاب النفوذ، وفي الآونة الأخيرة أصابت عدوى (الكَرش) صغار الموظفين، حتى أنك قد (تُكَرّش) دون مبرر، وهذا النوع لم يجد العلماء حلاً للتخلص منه بعد، ولا أعتقد أنهم سيجدون له علاجاً في المستقبل المنظور! نعود للكِرش تلك البالونة التي تنشأ وتنتفخ بفعل (الكبسات، والمتلوثات)، ومن أهم ما يميز صاحبها هو تعاقده مع (الشاي الأخضر) بعد كل وجبة، لشعوره بالذنب جراء ما اقترفه من إفراط في تناول الطعام، بل إن البعض من أصحاب (الكروش)، يتعاملون مع الأكل على أنه (متعة)، ويمارسون الرياضة اللفظية فقط أو بالمشاهدة عبر شاشة التلفزيون، ومن يصر منهم على المشي بعد الغداء أو العشاء، قد يشعر بالجوع ليتناول وجبات (خفيفة) بعد هذا المجهود، وكأنك (يا أبو زيد) ما غزيت! (الكروش ارتبطت قديماً بكثرة القروش)، إلا أن كل الدراسات تشير إلى أن المجتمع السعودي يعاني من (السمنة) رغم صيحات (الراتب ما يكفي الحاجة)، والسبب هو أن سلوكنا في تناول الطعام خاطئ، نحن لا نكثر من الورقيات، ونأكل فوق حاجتنا، لا نعرف متى نأكل؟ ولا ماذا نأكل؟ ولا حتى كيف نأكل؟! برامج التوعية لدينا مقصرة جداً وغير فعّالة، وتنظيمها يعتبر (تحليل قسم) تقوم به الجمعيات والمؤسسات المعنية، التي تكتفي عادة ببعض الملصقات، والمعارض في المولات والأسواق، ليجلس المنظمون على استحياء، ويبحث المتسوقون عن الهدايا، وينتهي أسبوع التوعية (ويا دار ما دخلك شر)! إحدى الدراسات المتشائمة تقول إن 95% من الخليجين يعانون من السمنة، مما يعني حاجتهم لنظام غذائي صحي لتعود رشاقتهم، المعلومة الغائبة عن معظمنا هي حجم (الخصر)! فنحن ننظر ونخشى (الكرش) الممتد إلى الأمام فقط، ولا نعلم أن زيادة (عرض الخصر) هو مؤشر أساسي لوجود مشاكل صحية دفينة! لذا عليك (كمواطن عربي) بقياس خصرك، ومتابعة (كِرشك)، والصبر على (كَرشك)، والحفاظ على (قرشك)، وكان الله في عونك! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]