إن وقفت بينهما فأنت إما جسر, وإما فاصل.. فأيهما تختار..؟ وإن وقفت بينهما فأنت مع الذي عن يمينك, أو مع الذي عن يسارك.. فأيهما أنت معه..؟ وإن وقفت بينهما فأنت متلقٍ مدح شكرٍ لفض الاشتباك, أو ذم استياءٍ لقطع التقاء.. فما تريد..؟ وإن وقفت بينهما فأنت إما أن تكون عادلاً, أو منحازاً.. فإلى أي منهما..؟ وإن وقفت بينهما فأنت قادر على الموقف, أو عاجز عن الإيفاء... فكيف أنت..؟ وإن وقفت بينهما.., : فمكانك جلي أو عليه غبرة.., ومكانك فارضٌ, أو متطفل.., ومكانك منصف, أو ظالم.., ومكانك في وقته, أو خارج عنه.. فالوقوف في المنتصف بين اثنين.., يحتاج إلى منظومة من القدرات..., والمهارات..., والقيم...والحكمة..., والأخلاق.., بل الثقافة..حين يكون الوقوف أيضاً بين رأيين.., أو اتجاهين, أو قرارين,............. ونحو ذلك.., وهذا.., وتلك من المواقف التي تجعلك بينهما..!! لا ينبغي لأي من الناس أن يتخذ موقفاً بينهما.., إلا بوعي لماح.., وفهم دقيق.., وشفافية معرفة.., وصفو خاطر, وموضوعية فكر. وصدق تجرد.., وبياض صفحة..!! وأخيراً بقلب جسور, ونفس مطمئنة لملكاتها..!! فمكان الوسد الفاصل, أو الرابط موقع دقيق ومهم للغاية, يقلِّب النتائج, يوجهها للنور والبراح, للإثمار والخصب, أو للظلمة والضيق, للبركان والجدب..!! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855