مركز الملك سلمان للإغاثة ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير المقبل    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    أوروبا تُلدغ من جحر أفاعيها !    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة في ربوع بلادي
نشر في الجزيرة يوم 28 - 09 - 2013

الرحلات عالم عجيب غريب ممتع، ابن بطوطة وابن جبير من المتقدمين، والبتنوين وغيره من المتوسطين، ثم محمد بن ناصر العبودي، ومحمد عبدالحميد مرداد من المتأخرين، وغيرهم من الرحالة السعوديين الذين ذكر منهم الأستاذ أحمد محمد محمود 43 رحالة في الجزء الأول من جمهرة الرحلات 8 مجلدات، واحد للرحالة السعوديين ال(43) وسيليه جزء ثانٍ، وواحد لرحلة الخواجات للبلاد العربية، وواحد سماه الرحلات المحرمة لمكة والمدينة، ثم عدة أجزاء لرحلات الحج.
طريقته في (جمهرة الرحلات):
وطريقة الأستاذ أحمد أنه يستعرض تلك الرحلات ويلخصها، ويذكر بعض ما فيها من متع وقفشات تذهب الملل عن القارئ.
اعتبرني من الرحالة:
وقد تكرّم أبو أنس فاتصل بي قبل حوالي سنتين وطلب مني إمداده بمقالاتي عن رحلاتي في المملكة وخارجها فأرسلتها له، ولذا اعتبرني من الرحّالة السعوديين.
أحب الرحلات:
أحب الرحلات كثيراً ولذا قمت ببعضها، وجمعت من كتبها القديمة الكثير، قبل أن أضطر للتصرّف ببيعها مع معظم موجودات المكتبة (لظروف مالية)، وبعد أن أدركت أني لم أجد وقتاً لقراءتها، والاعتبار ببعض ما فيها.
وعدد كتب تلك الرحلات 118 رحلة، معظمها قديم ومنها: أنا عائد من مراكش، أوربا بين يديك، بدوي في أوروبا، بلاد الشمس المشرقة (اليابان)، تلخيص الإبريز في تخليص باريز/ رفاعة الطهطاوي 1323ه، الحماسة السنيّة في الرحلة العلمية، ملك السويد والنرويج أرسل للسلطان عبدالحميد عام 1306ه.... الخ، حول العالم أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين، حول العالم في مائتي يوم، حول العالم على درّاجة نارية، خمسة في سيارة.. رحلة إلى غرب أمريكا، الدنيا في أمريكا 1926م رحلات محمد رشيد رضا، رحلات الصحفي العجوز، الرحلة الجوية في المركبة الهوائية، الرحلة السلطانية، رحلة الأمير محمد علي باشا، الرحلة اليابانية، رسالة ابن فضلان، قبيلي في الصين وبلدان أخرى، السفر إلى المؤتمر / أحمد، منظر أوربا العجيب 1329ه.
رحلات عاتق البلادي:
وهو -إن لم تخنّي الذاكرة- عنوان أحد كتب الأستاذ عاتق بن غيث البلادي رحمه الله، فقد جاب بلادنا وكتب عنها عدة كتب، منها:
1 - رحلات في بلاد العرب.
2 - الرحلة النجدية.
3 - ديوان ألحان وأشجان.
4 - على طريق الهجرة.
5 - في قلب جزيرة العرب.
6 - الأدب الشعبي في الحجاز.
7 - أخلاق البدو.
8 - أمثال الشعر العربي.
رحلات في ربوع بلادي:
وكنت قمت برحلات كثيرة داخل المملكة، وكتبت عن بعضها، وأخرى لخارج المملكة، لأوربا وكتبت عنها في مجلة (الجزيرة) الشهرية التي كان يصدرها الشيخ بن خميس رحمه الله، وفي جريدة الرياض، ثم في جريدة الجزيرة لدول قازاخستان وروسيا وقيرقيستان والصين وخاصة تركستان الشرقية التي احتلتها الصين وسمتها سينكيانج، وعاصمتها (أورومشي)، ومن مدنها الأثرية الشهيرة (كاشقر).
كما زرت سور الصين العظيم، وهو الذي كنت حريصاً على زيارته.
ومما كنت حريصاً على زيارتها.. قارّة أستراليا وجزيرتا نيوزيلاندا، وقد تحقق ذلك أنا والسفير الأستاذ علي بن محمد الحمدان وابنه فارس لما كان سفيراً في سيريلانكا.
رحلة في ربوع بلادي:
وقد شجّعني ابني ماجد على القيام برحلة بريّة مع الأهل فمررنا بالقصيم (مرور الكرام) لأن لنا عودة له.
القصيم (قاسم):
وتساءلت مرّة (في مقال) هل القصيم باللغة الإنجليزية (ALGASSIM) كما تكتب الآن، أم (ALGASEEM) كما يجب أن تكون، فلم يجبني أحد.
ومرّة وأنا (على متن) طائرة غير سعودية لما مررنا فوق القصيم قال لنا الطيار: نحن الآن فوق مدينة القاسم لأنه قرأها كما تكتب الآن، وقد أرسلت له قصاصة ذكرت له فيها أن القصيم منطقة تشمل عدة مدن وقرى، فردّ شاكراً.
خطّ السير في هذه الرحلة:
- القصيم.
- المدينة المنورة (المدينة النبوية).
- الفقرة (مصيف أهل المدينة).
- العقبة التي تنزل من الفقرة باتجاه العيص.
- العيص حيث البراكين، وقد ألف عنها الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله اللعبون كتاباً ليس معي الآن وأنا أكتب هذا المقال وأنا في عروس الشمال مدينة حائل الجميلة النظيفة.
- أملج (أم لجّ).
- الوجه.
- ضبا.
- الديسة.
- عين الزرقاء.
- تبوك والقليبة (مرور الكرام).
- تيماء، اطلع أعضاء الرحلة على بئر هداج (هداج تيماء).
- الجهراء.
- حائل.
- القصيم بمدنها المشهورة.
- البير مسقط الرأس (كما يقولون) لأنه لا أحد تخرج رجلاه قبل رأسه، لأنه في هذه الحالة يكون (عكس السير) كما يفعل الكثيرون بسياراتهم في شوارع وطرق المملكة عجزاً وكسلاً وتمبلة (تنابلة السلطان)، بل واستهتاراً بالأنظمة وبالدولة ومرورها، وتهاوناً بما يحدث من جرّاء ذلك من حوادث، وسمعة سيئة له ولبلادهم.
الآن... إليكم الأخبار بالتفصيل:
تذكرت ما يقوله الشباب اليوم من الجنسين حين يسألون عن الحال، فبدل قول كيف حالك؟ وهي الأفضل أو (وش لونك؟) وهي عامية لا غبار عليها لأنها سؤال عن الحال وليس عن اللون كما يظن الشباب، بدل ذلك يقولون كلهم (وش أخبارك؟)، وهذه سيئة من سيئات هذا الزمان (وغرابيله)، ومن غرابيل هذا الزمان إبدال الكلمات العربية الجميلة بكلمات أجنبية سيئة، والأمثلة كثيرة ذكرتها أكثر من مرّة وذكرها غيري مراراً، وعلى رأسها أي أمها وأبوها واخوانها (تذكّرت الآن قول بعضهم (مصر أم الدنيا) فردّ آخر: (ودبي أبوها).
ومن تلك الكلمات:
1 - كبري بدل جسر.
2 - كورنيش بدل شاطئ، وشكراً لبلدية الأحساء التي رددت (شاطئ العقير).
(على فكرة) ما هو جمع كورنيش؟ هل هو كرانشة؟ أم كرانيش؟ أم كورشيشنات؟ أم كرنشات؟ أم ونشات؟
3 - كاشيرة بدل أمينة صندوق أو محاسبة.
4 - كاشير بدل أمين صندوق أو محاسب.
على فكرة (مرّة ثانية) ما هو جمع كاشير؟ هل هو كشرة مفتوحة؟ أو كواشير؟ أو مكشر؟ أعني معبّس (مقطب الجبين) وقيل آكل عبس أو آكل التمر ورامي العبس، هل هو طعام مكشر أي غير مغطّى ومعرّض للذباب والبعوض (أي الناموس) مما يشتهر به (الداسوس) و(المأنوس)؟ للإجابة على الأسئلة السابقة أسألوا أهل الكاشير والكاشيرة أقصد أهل الكاشيرة والكاشير (الجنس اللطيف أولاً وقبل الخشن).
5 - ويك اند بدل نهاية الأسبوع أو عطلة نهاية الأسبوع.
6 - كنسل بدل يلغي، والبنسل - بالمناسبة- هو قلم الرصاص، والدراجة الهوائية هي (السيكل) وسمّاها آباؤنا (أول ما رأوها) (حصان إبليس) لأنهم استغربوا أنه يسير بعجلتين فقط ولا يسقط.
وقبل سنوات قرأت في جريدة إماراتية ترجمة لمقال أو كتاب لأجنبي أشار فيه إلى (حصان إبليس) إلا أن المترجم أخطأ في ترجمة الحصان فجعل العنوان (خيل إبليس)، ومنذ ذلك الوقت (أمس الأدنى من 35 سنة) وأنا محتفظ بأعداد الجريدة بأمل تصحيح العنوان من (خيل إبليس) إلى (حصان إبليس) ولكن ذلك لم ولن يتحقق.
وعلى فكرة (آخر مرّة) نشر في جرائدنا (قبل فترة) أن رخصة صدرت من دائرة حكومية لقيادة سيكل نسيت اسم المنطقة أو لم أرد ذكرها، فقط أتذكر أن أحد حروفها (ص).
7 - ريسيبشن بدل استقبال.
8 - أوتيل بدل فندق وفي إيران يكتبونه (هتل).
9 - يوتيرن بدل رجوع أو عودة.
10 - حروح بدل سأذهب أو أبروح (لهجة عربية).
11 - إلى آخره.. الخ الخ.
القصيم:
أول ما وصلنا إليه منطقة القصيم، ولم نمكث فيها لأننا سنعود إليها، ولنصل المدينة قبل الليل.
المدينة المنورة:
مكثنا في المدينة المنورة أربعة أيام جميلة قرب المسجد النبوي، وسلمنا على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.
مكتبة الملك عبدالعزيز:
وتضم مكتبة عارف حكمت رحمه الله، المسئول عنها: الأستاذ عبدالصمد محمد جان ومكتبات أخرى موقوفة، كما تضم المكتبات المدرسية، ومكتبات الأربطة، والمكتبات الخاصة (9 مكتبات)، وهذا من الكتاب الذي أصدرته المكتبة، وألفه د.عبدالرحمن بن سليمان المزيني عام 1418ه (291 صفحة)، ويضم معلومات وصوراً ملونة لبعض المخطوطات وقابلت في المكتبة الأستاذين مرزوق بن فايز الرحيلي ولعلّه المدير المكلّف بها، وسلمان بن محمد المزيني.
مكتبة المسجد النبوي:
في زيارتي السابقة للمدينة قبل سنتين لم أعلم بوجود هذه المكتبة الضخمة، وفي هذه المرّة لما زرت رئاسة الحرمين في المدينة علمت بوجود مكتبة المسجد النبوي، فزرتها وهالني ما فيها من الكتب الكثيرة، وكذلك الفهرسة الجيدة، والتنظيم، وتسهيل المطالعة.
وهي في سطح المسجد، لها درج كهربائي ملاصق للمسجد، لقد كانت مفاجأة جيدة لي حين رأيت هذه المكتبة التي لم أكن أعلم عنها شيئاً، وربما كثيرون لا يعلمون عنها شيئاً.
وبها فهارس بالحاسوب، وفهارس جميلة صغيرة مجلّدة وكثيرة بحسب الموضوعات.
كما أصدرت المكتبة -أخيراً- كتاباً يحكي قصّة المكتبة وتاريخها ونشاطها، عنوانه (مكتبة المسجد النبوي.. النشأة والأثر) في 328 صفحة، صدر عام 1434ه، ويضم صوراً ملونة لمخطوطات تضمها المكتبة، ومعلومات قيمة عن المكتبة.
كتب توزّع:
وتوجد غرفة داخل المسجد توزع فيها بعض الكتيبات والمطويات، منها مكتبة الأسرة، يضم الجزء الأول ستة كتب منها 5 لابن القيّم اختصرها د. أحمد بن عثمان المزيد، والسادس للنووي اختصره د. المزيد أيضاً الطبعة الثانية عشرة 1433ه ويضم الجزء الثاني من مكتبة الأسرة ستة كتب لكل من: ابن رجب / الذهبي / ابن الجوزي / ابن القيم / ابن كثير، وكلها اختصرها د. المزيد، الطبعة الثانية عشرة 1433ه.
مقابلة د. عدنان بن محمد الوزان:
وبالصدفة كان الأستاذ د. عدنان الوزان مؤلف كتاب (موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام وسماتها في المملكة)، 8 مجلدات 678 مصدراً، كان موجوداً في المدينة فاتفقنا على اللقاء، وكان بصحبته ابن أخيه د. عبدالعزيز الوزان، فجرى بيننا حديث شيّق واستفدت من علم الدكتور الغزير، وأهداني شجرة نسب آل الوزان الأشراف، ولاحظت فيها بعض الأخطاء الطباعية والإملائية الطفيفة (أي الصغيرة)، ولأني أراها لأول مرة فقد استفدت منها، فشكراً له.
طيبة وذكريات الأحبة:
كذلك أهداني د. عبدالعزيز الوزان الجزء السادس من كتاب (طيبة.. وذكريات الأحبة) للأستاذ أحمد أمين صالح مرشد صدر عام 1433ه وصفحاته 450 صفحة ولاحظت فيه بعض الأخطاء الطباعية والفنية، فعنوانه جاء هكذا: (طيبة وذكريات... الأحبة) والمفروض أن يكون هكذا: (طيبة... وذكريات الأحبة)، والورق أبيض ناصع وسميك ثقيل جداً، والمطبعة خارج المملكة، والجمل المفروض أن يبدأ سطرها الأول داخل قليلاً عن بقية الأسطر، وثمن الكتاب مرتفع، والهوامش بعضها واسع وبعضها ضيّق، أنصح المؤلف بعدم العودة لهذه المطبعة، ذهبت لمكتبة دار الزمان فاشتريت الجزء الأول من هذه السلسلة الذي صدر عام 1416ه وصفحاته 335 صفحة، وهو أقل أخطاء من الجزء السادس، واستفدت منه بعض المعلومات.
إلى أملج:
غادرنا المدينة في طريقنا إلى أملج مع الطريق السريع الذاهب لينبع ثم يتيامن إلى أملج، ولكن ابني ماجد اقترح أن نذهب مع الطريق المتجه إلى الفقرة والعيص، وهذا ما كان.
الفقرة:
هي جبال عالية باردة (ولا علاقة لها بالفقر)، يتخذها أهالي المدينة مصيفاً لهم هرباً من شدّة الحر، وتبعد عن المدينة حوالي 60 كيلاً يمين الطريق السريع من المدينة إلى ينبع.
العقبة:
ومن يريد الذهاب من الفقرة إلى العيص فعليه أن يهبط مع تلك العقبة الصعبة ذات (الملفات) الحادّة التي تهبط شمالاً باتجاه العيص (90 كيلاً) مروراً ب(ينبع النخل).
العيص:
حولها الأحجار والحرّات السوداء ولعلها من مخلفات البراكين التي كادت أن تثور قبل فترة ومثلها (الشاقة).
وهذه البراكين لها تاريخ مشهور من قديم الزمان، وإن كتاب الأستاذ د. عبدالعزيز بن عبدالله اللعبون الخبير الجيولوجي عن (العيص) يغني عن الاستمرار في وصفها واسمه (العيص وزلازل حرة الشاقة) 147 صفحة ملونة (1430ه) وبه معلومات قيّمة وصوراً ملونة، وللمؤلف كتب أخرى، ونشاط واضح (ما شاء الله)، فمن كتبه (سقطات كتاب، قصة اكتشاف النفط في المملكة، العيص والزلازل، العيص والزلازل الرفق بالحيوان، وغيرها).
أملج:
أصلها (أم لج) واللج هو البحر وأمواجه، مكثنا فيها يوماً واحداً، استمتعنا برحلة بحرية إلى إحدى الجزر القريبة من المدينة.
ويظهر أن بلدية أملج تنقصها الإمكانيات أو الرغبة في الجودة، فقد كانت الاستراحة التي سكنا فيها يومنا ذلك سيئة وخدمات الهندي المسئول عنها كذلك، بل أسوأ من سيئة.
الوجه:
هذه المدينة الجميلة النظيفة تبعد عن أملج 150 كيلاً ومظهرها جيد، وأذكر -إن لم تخني الذاكرة- أنها كانت في يوم من الأيام المدينة النظيفة في المملكة، كما كانت البكيرية وحائل وغيرهما، وكنا سنذهب منها إلى العلا، إلا أن الخطة تعدلت فتوجهنا لضبا ثم الديسة.
ضبا:
ومن الوجه إلى ضبا 150 كيلاً، وأفضل ما رأينا في هذه المدينة (التي لم نستقر فيها لأن هدفنا هو الديسة والعين الزرقاء) إنه المتنزه الذي لم يكتمل بعد، ففيه لمسات جميلة وعرائش (جمع عريش) بالشين ذات النقط الثلاث.
الديسة:
بعد سير 40 كيلاً للمتجه من ضبا إلى تبوك يتجه طريق إلى اليمين، وفيه قرى (أشواق) وهي التي فيها بلدية المنطقة، وشغب وغيرها، ثم قرية (الديسة) وفيها بعض الآثار، وفيها المياه التي تنبع من الجبال باستمرار، وفيها مزارع النخيل وأهمها (البرني) الجميل اللذيذ، ومزارع المنقا (المنجو) «منقا مصرية بلونين، مشمش شامي (زمان) يخزي العين».
وقد سعدنا بمعرفة الأستاذ (عبدالله السالم الحويطي) حيث استأجرنا منه سكناً في مزرعته التي أكرمنا بشيء من تمرها البرني الذي يشبه الدخيني عندنا في (البير) وفي غيره من البلدان، وأقترح على البلدية أو وزارة المياه أو إمارة تبوك أو هيئة السياحة والآثار (أو... أو) استغلال هذه المياه التي تنبع باستمرار في الجبال في الزراعة بدل أن تبتلعها الرمال كما هو الحال الآن.
الطريق بين ضبا وتبوك:
الطريق بين ضبا وتبوك كان مفرداً، والآن أوشك أن يكون مثنى (مزدوج)، فالعمل فيه على أشدّه لإنهائه، والطريق يمر بمناطق جميلة (رمال وجبال وخضرة).
طريق تبوك - شرما:
وهو الذي فيه جبل اللوز المشهور الذي تنزل فيه الثلوج، كما توجد قرية (العيينة) والعيينة قرب الرياض بعد الجبيلة التي فيها عقرباء حيث وقعت معركة اليمامة.
تعدد الأسماء:
وتعدد أسماء المدن والقرى في المملكة وغيرها مشهور معروف ف(الرويضة) ثلاث: رويضة المحمل وتسمّى رويضة السهول، رويضة العِرض (القويعية)، ورويضة المجمعة، وتوجد قرية صغيرة في منطقة الرين بالعِرض اسمها حريملاء، وحوطة سدير وحوطة بني تميم، وروضة سدير وروضة حائل، وعشيرة سدير وعشيرة الحجاز، والبير في المحمل والبير شمال تبوك (بئر ابن هرماس)، ورأينا اسم قرية (البير) في الطريق بين الجهراء وحائل، وهكذا دواليك.
مزارع استرا:
وكنا سنرى مزارع استرا في تبوك لولا أني تذكرت (مرة) قبل هذه أن بوابي المزرعة طلبوا منا ورقة من الإدارة في مدينة تبوك، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً وبحثاً عن هذه الإدارة في أي حي وفي أي شارع؟ فلهذا غادرنا سريعاً إلى (القليبة) (116 كيلاً).
إلى تيماء:
وتيماء بها آثار، كتب عنها د. الطيب الأنصاري إلا أنه لا يذكر أحياناً من دله على تلك الآثار.
بئر هداج:
وأطلعت أعضاء الرحلة على بئر هداج المشهورة (هداج تيماء) الواسعة المتوفر بها الماء، وكان عليها عشرات السواني تسقي النخيل والمزارع المحيطة بها، ثم أبدلت تلك السواني ب(المواتير) المكائن الصغيرة لسحب الماء، والآن وضعت عليها البلدية حوالي 50 (محّالة) للزينة والسياحة.
إلى الجهراء:
والجهراء -كما يعرف بعض القراء- هي مدينة أو ضاحية من ضواحي الكويت، حصلت فيها معركة مشهورة، وأُلّفَ عنها كتاب (معركة الجهراء)، وهي هنا ملتقى طرق أربعة: القادم من تبوك، والقادم من العلا، والقادم من حائل، والقادم من المدينة.
المثلث:
وليس قبلها للقادم من تبوك أي لوحات أو مسافات، وسموها المثلث قبل أن ينشأ الطريق بينها وبين حائل وهو الرابع، فوجب إذن أن تسمّى المربّع.
إلى حائل (عروس الشمال):
بين الجهراء وبين حائل 300 كيل، ويأتي قبل حائل عدة محافظات ومدن، منها موقق، وقفار، والشملي، وبيضاء نثيل، وفيضة ابن سويلم، والشقيق، وقليب الأطرم، وغيرها.
وحائل مدينة جميلة نظيفة نوعاً ما، لولا ما يرميه المتنزهون تحت أشجار متنزه مشار وغيره، وقرب مزارع منطقة قاعد (خارج الإسفلت) التي لم تضع فيها البلدية حاويات لجمع المخلفات، فلهذا رأيت عمال المزارع يرمون مخلفاتهم في الطرق المحيطة بهم، كما أن عكس السير بكثرة مخيفة، وفي المنطقة محافظات كثيرة، مثل: الخطّة، الغزالة... الخ.
شكراً ابا بندر:
أشكر الصديق الأستاذ حمود بن عبدالرحمن الحازمي الذي استضافنا وأكرمنا، مقابل عرقة (الربع).
بيت خزام السياحي:
توجهنا إلى قرية (النقبين) دون أن نعرف إلى أين نحن متوجهون (مجرّد استطلاع)، وصدفة رأينا لوحة كتب عليها (بيت خزام السياحي)، فاتفقنا على أن ننهي الطريق ثم نعود لهذا المكان، فلما عدنا وجدنا صاحب البيت وهو الأستاذ (علي بن عبدالعزيز الخزام) فأرانا متحفه العجيب الذي (يحوي) -أي يضم- الشيء الكثير مما كان يفعله ويستعمله الآباء والأجداد، يضم المتحف منوعات كثيرة وصالات وأماكن للكثير من الفعاليات للمسرح والسامري والجلسات والنزهات، وأبيات من الشعر الفصيح والعامي على لوحات، وكلام جميل على لوحات أخرى وآلات الصِّدر (السواني)، وما تحتاجه النساء، وأدوات الكرم من صياني وقدور كبيرة وسُفَر (جمع سفرة)، وغيرها وغيرها مما نسيته حيث لم أسجله وقت الزيارة، وبالجملة فهذا المتحف (المدينة الجميلة) يدل على ذوق رفيع، وحسّ شاعري مرهف.
ولا أنسى سيارتين (فلكس واجن) التي تسمى في أوروبا الخنفساء، ونسميها (بيت الدرجة)، وهي من إنتاج الشيخ هتلر وعصابته.
طرفة:
وهنا طرفة تتعلق بهذا النوع من السيارات التي مكينتها في الخلف ولا شيء في الأمام.
كان هناك شخصان (أو شخصين) كل منهما يركب واحدة من هذه السيارات، وفجأة تعطلت إحداهما، فلما فتح سائقها (الكبوت) لم يجد المكينة، فصاح في زميله: لقد سرقت المكينة يا صاحبي، وهنا فتح صاحبه شنطة السيارة أي مؤخرتها، ففرح وقال لصاحبه لا تحزن إن معي مكينة (سبير) أي احتياط.
مطعم شعبي:
أخبرنا الأستاذ علي أنه في سبيل بناء مطعم شعبي يخدم الناس والمسافرين، ويخدم هذا المتحف (البيت التاريخي الرائع). أهنئه على نشاطه وأرجو له التوفيق.
مكتبة فهد العريفي:
وفي حائل حاولت السؤال عن مكتبة فهد العُريفي رحمه الله، هل هيئت للمطالعة، فلم يتسن لي معرفة ذلك، رغم محاولتي الاتصال بالأستاذ عبدالرحمن السويداء لأسأله عن هذه المكتبة، وعن كتابه عن جبال حائل الخمسة (أجا وسلمى ورمان وزميلاهم أو وزميليهم) لعلي أجده في إحدى مكتبات حائل، أسهل من عناء الذهاب لمكتبه في الرياض لأخذ نسختي، حيث الزحام على أشدّه، والمخالفات المرورية على أكثر من أشدّها.
إلى القصيم:
قرب عيون الجواء رأينا ما قيل إنها صخرة عنترة، ورأينا مسجداً ضخماً مبالغ في ضخامته، ويكفي ما أنفق عليه لبناء عدة مساجد.
ومثله مساجد في الرياض وحائل ومكة وغيرها، مبالغ في تنسيقها وتزيينها وزخرفتها، مما يخشى معه من الرياء.
مساكن بودل:
في عنيزة اخترنا مساكن بودل، وهي موجودة في أكثر من مدينة في المملكة، ولكنها هنا وحدات سكنية أرضية مريحة، بعكس الشقق التي تكون في عمارات حيث الصعود والهبوط ونقل (العفش) عبر السلالم والمصاعد، وعلى فكرة: ما معنى بودل؟.
العودة:
قررنا العودة إلى الرياض من عنيزة مع طريق آخر غير السريع المعروف، وهو: عنيزة (باريس نجد)، المذنب (جنيف نجد)، أم حزم، أشيقر (تصغير أشقر) بمنتزهه الجميل المطل وبيوته الطينية القديمة التي تم ترميمها، شقراء (بجبلها الأخضر)، ثم القصب (بملحها)، ثم رغبة (ببرجها)، ثم حريملاء ببعض أهلها، ثم صلبوخ بأهله، فالرياض بزحامها وضجيجها ومخالفات أهلها المرورية.
بقي أن أشكر ابني ماجد الذي أراحنا بالقيادة وغيره من أعباء الرحلة.
WWW.ABU-GAIS.COM
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة -الرياض - البير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.