ثلاثون شهراً بالتمام والكمال مرت على كارثة الشعب السوري وما زالت المأساة مستمرة، ثلاثون شهراً ومؤامرة النظام الدولي على ثورة وانتفاضة الشعب السوري ضد الظلم والقهر والاستبداد والحقد الطائفي ما زالت مستمرة، ثلاثون شهراً والفرس والروس وعملاؤهم من النصيريين والشيعة في المنطقة يستبيحون الدم السوري والعالم يتفرج، ثلاثون شهراً والنظام الدولي الذي يتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والعدالة أيضاً ما زال يتفرج، لا بل بعضهم يساهم في زيادة معاناة الشعب السوري، ثلاثون شهراً وكل أنواع المكر والخداع والتضليل والخطوط الحمراء الكاذبة تمارس على حساب دم الشعب السوري من النظام الدولي وما زالت المأساة مستمرة، ثلاثون شهراً والمبادرات والاقتراحات والبعثات المخادعة لحل (الأزمة!!) الكارثة وآلة القتل والإبادة الوحشية الروسية الفارسية النصيرية الشيعية ما زالت مستمرة بحق الشعب السوري. لم يوجد ولن يوجد في التاريخ البشري كله شعب مورست ضده وبحقه وعلى حساب دمه الذي يراق يومياً، وبهذا الشكل البربري الحاقد، وعلى مرأى من كل شعوب العالم، هذا الكم الهائل من الإجرام ولا يحرك ساكناً. وآخر الكوارث مهزلة بل جريمة الاقتراح الروسي بشأن نزع الأسلحة الكيماوية التي استعملها المجرم ضد شعبه، والأدهى والأمر هو موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية على الوقوع طوعاً في فخ هذا الاقتراح، ولا أستبعد أن يكون هذا الاقتراح الكارثي أتى من الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس من الروس، للإمعان في التآمر على هذا الشعب الجريح. فمتى يكف هذا العالم عن التآمر والتواطؤ مع الجلاد ضد الضحية، متى تكف الدول الكبرى عن الاستخفاف بعقولنا؟، لا أظن أنهم فاعلون فالمأساة مستمرة وما خفي كان أعظم، ولكني على يقين أن الشعب السوري البطل سيتمكن في النهاية من وضع حد لهذه المأساة ولو كان ثمن ذلك غالياً جداً.