مع إشراقة الذكرى العطرة ليومنا الوطني، نحمد الله حمد الشاكرين أن وهب هذه البلاد الطاهرة، قادةً أجلاّء عملوا لرفعتها وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تقدمها وازدهارها، وساروا بخطىً ثابتة على طريق مهده الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- رغم الصعوبات والتحديات ومحدودية الإمكانات مُتوكلاً على المولى العلي القدير، فكان له بإذن الله ما أراد، لتتوّج مسيرة التضحيات والجهاد باستعادة ملك الآباء والأجداد، وتوحيد البلاد وبناء وطن العِز والخير والأمجاد. وإذ نُقلب صفحات التاريخ، نجد مراحل البناء والتعمير والتطوير تتوالى في كل أرجاء الوطن الحبيب لتبلغ ذروتها في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، حيث تحقق بلادنا في كل يوم المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات بينما تقف شامخة مرفوعة الهامة بين عمالقة الاقتصاد العالمي وبين القوى العشرين الأكثر تأثيراً في صنع التقدم وتوجيه دفة الاقتصاد في عالم اليوم. إنجازاتٌ لم تتحقق من فراغ وإنما برؤيةٍ ثاقبة لقائد المسيرة -حفظه الله- رؤيةٌ تأخذ طريقها إلى التطبيق العملي بالتركيز أولاً على إعداد وتأهيل أبناء الوطن وثروته الحقيقية وفق أحدث البرامج والنظريات من خلال صروح العلم المنتشرة في أنحاء المملكة وعبر برامج الابتعاث الخارجي في كافة المجالات لنسعد اليوم بما يحققه المواطن السعودي من تفوقٍ وابتكار وتميز وكفاءةٍ في قيادة صروح الإنتاج والأعمال والتنمية بكل جدارةٍ واقتدار. يتزامن مع هذا التوجه الرئيسي سياسات اقتصادية تهدف إلى تنويع وزيادة الإيرادات غير النفطية والإنفاق بلا حدود على التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وزيادة مشاركة القطاع الخاص في خطط التنمية وتوفير مصادر أخرى للطاقة المتجددة وغير التقليدية مع التوسع في إنشاء الكيانات الاقتصادية المتكاملة وتوفير أقصى درجات الحماية لاقتصادنا السعودي من التقلبات الاقتصادية العالمية، وبذلك توالت النجاحات وأصبحت بلادنا مقصداً مفضلاً للاستثمارات العالمية والمنتديات الاقتصادية والمعارض الدولية بما توفره من فرص واعدة في مجالات الاقتصاد والأعمال والسياحة والتقنية وغيرها من المجالات. وباستعراض ملامح موجزة من باقة الإنجازات الكبرى في ربوع الوطن الحبيب، نجد في المقدمة وبكل الاعتزاز، أكبر توسعة للحرمين الشريفين مع العديد من المشاريع الاستراتيجية العملاقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر المدن الاقتصادية المتكاملة والجامعات العالمية ومراكز الأبحاث المتخصصة مع الصروح الطبية وخدمات الاتصالات والطرق والمراكز التجارية الكبرى وغيرها من مظاهر التقدم الحديث التي تمتد وبشكلٍ علمي متدرج إلى كافة أنحاء المملكة مع جهودٍ متميزة للتطور الصناعي والتقدم التقني في جميع المجالات بينما تأتي على قمة الأولويات دائماً، برامج إعداد وتأهيل الكوادر البشرية ونقل التقنية ومواكبة كل جديد في علوم الإدارة الحديثة. ولأنها الصرح الاقتصادي الكبير من صروح هذا الوطن المعطاء، واكبت الخطوط السعودية ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقتها قبل حوالي السبعين عاماً مسيرة الخير والتنمية في أنحاء المملكة وقامت بدورها الرائد في ربط أرجاء وطن بحجم القارة من خلال تقديم خدمات النقل الجوي بمنظورٍ وطني دون النظر لعوامل الجدوى الاقتصادية، في الوقت الذي قامت فيه بدعم جهود وتنمية السياحة الداخلية التي غدت رافداً واعداً من روافد الاقتصاد الوطني في الوقت الذي قامت فيه دائماً برعاية المناسبات الاجتماعية والرياضية والثقافية وفاءً بواجبها ومسؤوليتها الاجتماعية. واليوم إذ تغمرنا السعادة والاعتزاز بذكرى يومنا الوطني.. نستعرض بعضاً من محطات الإنجاز لهذه المؤسسة الوطنية العالمية والنتائج المتميزة لخطتها التطويرية الشاملة التي تتمثل في تحديث الأسطول بالاستحواذ على 90 طائرة جديدة تسلمت منها حتى الآن 68 طائرة من طرازي آيرباص وبوينج إلى جانب تحقيق قفزاتٍ واسعة في معدل نقل الركاب بلغ في عام 2012م 24 مليوناً ونصف المليون مسافر وبمعدل زيادة سنوي يفوق المليون مسافر مع تحقيق معدل يقارب 90 % في انضباط مواعيد الرحلات وإضافة محطات جديدة لشبكة رحلاتها من خلال التشغيل إلى تورنتو بكندا في شهر أكتوبر القادم وإلى لوس انجلوس بالولايات المتحدة في الربع الأول من عام 2014م.. هذه الإنجازات وغيرها أهلت صرحنا الوطني للانضمام إلى تحالف سكاي تيم العالمي لخدمة المسافرين حول العالم عبر هذا التحالف ومن خلال إمكانات هائلة تشمل 1024 محطة في 178 دولة وعلى متن 15.400 رحلة يومياً. إلى جانب ذلك، تواصل المؤسسة تحديث البنية التقنية والتوسع في برامج الخدمات الذاتية والتدريب والابتعاث إلى جانب إنجاز خصخصة شركة الخطوط السعودية للتموين وشركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة والشركة السعودية للخدمات الأرضية والشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران مع مواصلة الجهود لاستكمال خصخصة بقية القطاعات وصولاً إلى تأسيس الشركة القابضة للخطوط الجوية العربية السعودية. ختاماً وبمناسبة ذكرى اليوم الوطني.. أتشرف وبالإنابة عن جميع أبناء الخطوط الجوية العربية السعودية برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، داعين المولى العلي القدير أن يُديم على وطننا الحبيب نِعم الأمن والأمان والتقدم والرخاء إنه سميعٌ مجيب. مدير عام الخطوط السعودية