تظل ذكريات الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - غالية وخالدة وراسخة في ذهن الذين كان لهم شرف العمل معه والمقربين منه ومن هؤلاء الشاعر عبدالله بن سعود العلي الصقري الأسعدي رحمه الله والمولود بمنطقة القصيم عام 1335 للهجرة وتوفي في مدينة الرياض في 11 شعبان عام 1422 للهجرة حيث كان له شرف الخدمة العسكرية فخدم الوطن في شبابه من خلال عمله عندما كان أحد العسكريين في الحرس الملكي في عام 1360 وشارك في حرب فلسطين عام للهجرة وكان يحمل معه ذكريات عزيزة عن المؤسس -رحمه الله- تحدث عنها في مناسبات وطنية عديدة. عن تلك الذكريات تحدث ل(الجزيرة) سعود الصقري ابن الشاعر عبدالله بن سعود الصقري مستعرضاً أبرز ما كان يحفظه ويكتبه رواية عن والده في أحاديثه عن المؤسس - طيب الله ثراه- حيث يقول سعود وبمناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الغالية: إنه يسعدني أن استعرض معكم ما سمعته من والدي وما زالت تحمله ذاكرتي من خلال المقابلات التي تمت معه في حياته، ومن ذلك قصيدة في مناسبة وطنية جاء فيها: انا احمد الله ما تشكر لغيره اللي بفضله كل يومن لنا عيد من يوم مد الله بصقر الجزيره عبدالعزيز مجدد الدين... ومشيد زال الجهل والشرك وهل الشريره واصبح جميع الشعب يرقا مصاعيد اقفئ عدو الدين ويده قصيره ندم على فعله وذي المكاييد اثنوا على الله يا رجال البصيره اللي نصركم رغم انوف الحواسيد من ينصر الاسلام ربه نصيره قول العزيز منزل العلم تأكيد الله نصر عبده ابدر الخطيره واعز جنده وندحر صاحب الكيد صلوا على المختار سيد العشيره اللي بفضله كل يومن لنا عيد.. وفي أبيات من قصيدة باليوم الوطني يقول الشاعر عبدالله بن سعود الصقري: يوم الوطن با المملكة مثل الاعياد يومن عزيزن كل ما دار عامه ذكرى الزعيم الفذ قيدوم الامجاد صقر الجزيره فخرها با الزعامه عبدالعزيز اللي على الضد وراد يشهد له التاريخ با اكبر علامه وفي أبيات من مرثية بالملك عبدالعزيز.. يقول فيه مرحوم يا شيخ بنى صرح الاصلاح واسس لنا الدوله على اكبر مساحه عبدالعزيز اللي على الحق وضاح عز الوطن با الدين واهل السماحه ريف الضعيف ولا على المال شحاح رمز المكارم ما يعرف الشحاحه ينهال من كفه كما وبل مرواح غيث على شعبه بعطف ومراحه سقم الحريب اللي حشد جند وسلاح عز الجزيره با الشريعه نصاحه مهما يكون المدح هو فوق الامداح والاسره اللي صالحه من صلاحه أبيات أخرى له من قصيدة بها مقارنة عن الأمن بالماضي والحاضر في المملكة.. يقول الشاعر الصقري احمد جزيل العطايا واهب العزه ربن كريمن خلق عادي وممتازي واشكره شكر على الدايم بلا حزه وارجيه رجوى الذي للعفو معتازي وخلاف ذا هز قلبي يا ملئ هزه هزة طوابير حرب ِعطية ايعازي اذكر زمانن مضى في طعنه وكزه ذولا مناكيف وذولا جيشهم غازي الذيب الى من بغى له طمعة خزه والخوف عم الجزيره نجد وحجازي واليوم ما فيه لا هزه ولا نزه امن ونظام غشى الواطي مع النازي من يوم عبدالعزيز المعتدي لزه واركى على هامة الاضداد حزازي با الشرع دستوره التنزيل ومنزه مع منهج المصطفى والصحب نجتازي با المملكة صفوة ال سعود هم عزه والشعب معهم على الطولات منحازي إلى أن قال... الشرع والسيف راس المعتدي جزه لين الجزيره صفت من كل همازي واليوم ما تجفل الارنب ولا الوزه لو فوقهن مر صقر الصيد والبازي وله قصيدة اعتزاز بالوطن.. يقول اعتز ببلادي واباهي بضله وافرح ابعزه وافتخر بنتهاضه موطن هل التوحيد وخيار مله كل العروبه صادره من حياضه ارض تضم المصطفى مفخر له والبيت وامجاد العرب في فياضه غالي الذهب بترابها مخزنن له والصلب والبترول في كل أراضه تزهى الربيع ان رايح المزن عله والجنه الخضراء محاجر رياضه الا ومع ذا دولة مستقله ما سيطر الغاصب عليها وغاضه وفي الاعتزاز بشعب المملكة العربية السعودية وحكامها يقول الشاعر الصقري بقصيدة معبره: قال الذي با القول عارف ومعروف مدفوع با الواجب وللقول مشتاق انظر شمال وشرق واكرر الشوف وانظر جنوب وغرب مع كل الافاق واجول باالافكار با الكون واطوف واسمع من المذياع واقرأ با الاوراق وابحث عن احسن شعب وآمن من الخوف تاثق به الدوله وهو مثل وثاق مثل الجزيره ما لقينا لها اوصوف بالعدل حكام الجزيره با الاطلاق حكم السعود اللي على الغير به نوف اهل الكرم والحلم مع حسن الاخلاق الشعب له طايع وهو فيه بوثوق أمن حياة الشعب عن كل فساق الدوله اللي ماجت الشعب بقصوف نعلن لها شكر الجماهير وعناق مبروك ياشعب ولف غير مالوف حكم الشريعه با العداله والاوفاق حييت ياشعب وفيي ومعروف بالصدق والاخلاص للخير سباق حييت يا الشعب السعودي بالوقوف ينهض مع الدوله باالانشاء والاسواق يقول الشاعر عبدالله الصقري رحمه الله: بسم الله البادي على كل ماجود اللي عطانا كل خير وهدانا احمده واشكر له وانا راجي زود ربن كريم ما يخيب رجانا وخلاف ذا سجل على الرول ياسعود بمسطر مصقول غاية امنانا قول رفيع مايجي فيه منقود من ما خطر با البال توه لفانا يهدا على اللي با الملمات ماجود شعب رفع فوق الخلايق لوانا شعب رتع با الخير با الجود محمود اللي على عدل المعاني معانا شعب الجزيره صار با الخير مقصود ساس العروبه وافي ما توانا المملكة با الجود ما حد بحدود من ضامته دنيا ه سار ونصانا يا مانصرنا شاكي الضيم مضهود ويا ما نفعنا من صديق بعطانا ويا ما حشدنا جبهة الحرب بجنود ويا ما وطينا با العدو ما وطانا حنا العرب واصل العرب جد وجدود وحنا هلا التوحيد والله ولانا وحنا هلا الاسلام والعهد وعهود وحنا هلا الدعوه بالاسلام كانا وحنا هلا الرايات والبيض والسود وحنا هلا الذروه على من سوانا وحنا خدمنا البيت والعالم شهود وحنا انردد كل موسم ندانا وحنا مع الحجاج في كل مجهود وحنا مع الزوار والله معنا في خدمة الحجاج لاجو له اوفود لله وبا الله طالبينه جزانا ورث لنا من جدنا المجد ماجود ماشي مع اولنا وتالي ظنانا وله كذلك: عاش الوطن باهل الوطن رافع الرأس فخره يزيد ابعز صالح رجاله عاش الوطن بأهل الوطن قدوة الناس با الدين والدنيا جماله كماله إلى أن قال: حق الوطن يا بن الوطن فرض وحساس اخلص له النيه وسحق الرذاله عاش الوطن با اهل الوطن رافع الراس فخره يزيد ابعز صالح ارجاله صلاة ربي عد ذرات الاطعاس على النبي الهاشمي في كماله مواقف وعن المواقف والذكريات المعبرة عن المؤسس: يقول الشاعر عبدالله الصقري رحمه الله: من المواقف التي يتذكرها الوالد عن عطف الملك عبدالعزيز لرعيته: أنه خرج في إحدى الليالي وقابل امرأة عجوز ومعها أطفال أكبرهم بنت عمرها خمس سنوات. فوقف عندها لحظة فوضع يده في جيبه وأعطاها المقسوم (دراهم) فقالت لها ابنتها: تدرين من هو هذا اللي أعطاك الدراهم؟. فردت عليها أمها بالنفي. فقالت البنت. هذا عبدالعزيز فعدلت المرأة من جلستها واستقبلت القبلة ورفعت يدها للسماء وقالت (اللهم افتح له خزائن الأرض) ورددت الدعاء ثلاث مرات.. (وبعد فترة من الزمن جاءت البشرى باكتشاف البترول في المنطقة الشرقية عندها.. (رفع الملك عبدالعزيز يديه للسماء وقال الحمد الله الحمد الله. قبلت دعوة أم الأطفال)... ومن مواقفه الإنسانية عن الشهامة والكرم.... يذكر الوالد أن الملك عبدالعزيز عندما كان في سيارته في الرياض.. فرأى رجلا فقيرا من هيئته مسناً يتكئ على عصاه يسوق جملا هزيلا ومحملا بالحطب قادما من الدرعية لبيعه في الرياض.فطلب الملك من سائقه السيد عبدالكريم المحمد بالتوقف.. قال نادوا لي الشايب وكان في تلك الفترة العملة النقدية توها طالعه ومعروف عن الملك عبدالعزيز أنه دائما يكون معه في سيارته ثلاث قطم من الفلوس (قطمة نصف ريال وقطمة ريال وقطمة ذهب أحمر) وكانت توضع معه بالسيارة وهي من عادته لمساعدة الناس المحتاجين عندما يراهم وهو راكب بالسيارة فمد يده وسحب أحد القطم والتي كانت صدفة من الذهب الأحمر وناولها الشايب من دون النظر إليها وانصرف الرجل دون النظر عن ماذا أعطاه الملك عبدالعزيز من عطية.. فا استغرب من كانوا معه ونبهوا الملك عبدالعزيز أن جلالته أعطاه قطمة الذهب بدلا من قطمة النصف ريال.. عندها أمر الملك عبدالعزيز الرجل المسن بالرجوع إليه وقام يسأل الرجل: أنت تدري ويش اللي معك ؟ فقال الشايب،،، خريجيه،،، على أساس أن الذي أعطاه شيئا قليلا بتصغير قيمتها. فقال الملك عبالعزيز. بل هذه... خرجية.. تغنيك وتغني اللي بعدك من أولادك. ووصيتي لك ألا تستعملها إلا فيما يرضي الله عز وجل،, ولا تقول إن عبدالعزيز هو اللي أعطاني،, ترى اللي أعطاك الله سبحانه وتعالى... فكان لهذه الحادثة وقع كبير ومؤثر على الحاضرين والمتواجدين لهذه المشهد غفر الله للملك عبدالعزيز.. وعن ما عرف عن الملك من تواضع جم يقول الوالد غفر الله له.. مرة من المرات.. كان الملك عبدالعزيز راجعا الى مدينة الرياض قادما من الخرج وعند وصوله (شعيب جبال هيت) قبل الرياض لاحظ رجلا مسنا واقفا في طريق السيارة الملكية وفي يده دلة سوداء صغيرة كان قد أعدها لنفسه لكي يشربها بعد أن أتم جمع الحطب وتحميله على بعيره تمهيدا لنقله إلى الرياض لبيعه هناك.. فلما رأى الرجل غبار السيارة تأكد أنه الملك عبدالعزيز لأنه لا يوجد في ذلك الحين سيارة غير سيارة الملك.. فاقترب الرجل من الموكب ومعه دلة القهوة وعندما لاحظه الملك أمر سائقه بالتوقف وطلب من الرجل أن يقترب منه ويصب له فنجان قهوة من الدلة التي في يده فصب الرجل للملك وقال له صب للي معي في السيارة فصب لهما القهوة.. عندها شرب الملك ثلاثة فناجين وقال (والله أن هاالفنجان الطيب اللي شربته من يد ها الشايب يذكرني بقهاوينا الأولية) على الرغم من أن الدله لم تكن نظيفة ولا تخلو من الرماد والطفو أثناء تسويتها.. عند ذلك طلب الملك من الرجل المسن أن يضع الدلة وأن يمد له (شليله) يعني أسفل وسط ثوبه.. فمد له الملك مبلغا من المال إكرامية له وعندما عاد الرجل المسن الى الرياض ذهب للسوق واشترى ناقتين من أطيب الإبل وعندما سئل من بعض معارفه عن البعيرين قال لهم حصلت على قيمتها والحمد الله مقابل فنجانين قهوة صبيتها لطويل العمر ومرافقيه في شعيب هيت. وهنا يصف الوالد وحسب ما كان يرى: برنامج الملك عبالعزيز العملي اليومي في الرياض خلال أيام الأسبوع يقول. الملك عبدالعزيز يبدأ من الصبح نهاره بالنزول لقصر الإمارة بالديرة لإدارة عمل الحكومة حتى الساعة الحادية عشرة. ثم يذهب إلى أخته نوره في قصر الشمسية للسلام عليها. فيتوضأ عندها ومن ثم يذهب لصلاة الظهر جماعة في المربع. بعدها يذهب للقصر الشمالي لتناول طعام الغداء وأخذ قسط من الراحة.. ثم يصلي العصر وبعد الصلاة يقعد بالمجلس فيقوم الشيخ عبدالعزيز القويز أمام مسجد قصر المربع في ذلك الوقت بقراءة الحديث حتى منتصف العصر. ثم يتقدم كل من الملك سعود والملك فيصل عامة الناس لتناول طعام العشاء.. وبعد ذلك يطلع الملك إلى عليشة لصلاة المغرب وبعد الصلاة يلتقي مع أسرته من زوجاته وأولاده وبناته وبقية أسرة آل سعود للسؤال عنهم والاستماع لمتطلباتهم بعده يصلي العشاء جماعة في مسجد المربع ثم يرجع للمجلس مرة أخرى والاجتماع مع ابن دغيثر في مراجعة وكتابة المراسلات والخطابات الصادرة من جلالته.. ثم يذهب للنوم. وعن ما كان يتمتع به الملك من إنسانية ورحمة.. .. يذكر الوالد أنه عندما كان الملك عبدالعزيز في قصره وفي ليلة ممطرة وشديدة البرودة.. واستمرار شدة المطر بالنزول وفي ظروف غير عادية اجتاحت الأمطار المنطقة المجاورة للقصر وسال على إثر ذلك شعيب يذكر الوالد أن اسمه (أبو رفيع) والقريب من القصر وبدأت مياه الأمطار بالدخول إلى القصر مما اضطر الجميع من صغار وكبار للمساعدة للسيطرة على الوضع لكي يتم توجيه مسار مياه الأمطار إلى طرق بديلة.. فما كان من رجال حرس القصر إلا أن يكون لهم المبادرة للسيطرة على الوضع وذلك بوضع الحواجز الترابية وسعف النخيل والحصى وغيره حتى تم تغير مجرى السيل إلى طرق بديلة وفعلا تمت السيطرة.. وعند توقف الأمطار واتخاذ الإجراءات اللازمة نزل الملك إلى خارج القصر وذهب لكي يتفقد ويطمئن بنفسه على الوضع وعلى الفور عندما شاهدوا رجال أمن القصر الملك تقدم إليه مسئول أمن القصر السيد محمد الذيب يخبره بأن الأمور على ما يرام عندها لاحظ الملك شدة البرودة على الرجل وكيف كان يرتجف من شدة البرد القارس.. وعلى الفور خلع الملك بشته الشتوي الذي كان يرتديه ووضعه على الرجل طالبا منه أن يرتديه على الفور ليحمي نفسه من شدة البرودة ووجه كذلك وطلب منه أن يقوم بالحال على توفير وسائل التدفئة لهم جميعا من شدة البرد القارس مما كان لهذا أبلغ الأثر في نفوس الجميع. وفي الختام يسرني أن أختم بموقف يدل على تمسك هذه الملك بدينه واعتزازه به في كل الظروف: يقول والدي رحمه الله بأنه معجب بشخصية الملك عبدالعزيز.. حيث كان متمسكا بالدين ويحب الرجال الكبار بالسن ويعطف على الفقراء والمساكين.. وكان ذكيا جدا.. وكان معروفا عنه رحمه الله أنه إذا أراد أن يسافر أخذ معه وفدا كاملا لسفره وكذلك يكون برفقته المؤذن.. والإمام. ومن المواقف التي سجلها التاريخ أنه أثناء اجتماع بينه وبين الرئيس تشرشل في الباخرة في مصر. وآخر مع الرئيس روزفلت وحينما نظر الملك الى ساعته وهو في إحدى الاجتماعات فرأى الوقت قد حان للصلاة قال.. (أّذّن يا عيد) فلجت الباخرة أذن يا عيد.. فأذن عيد... وقام الملك عبدالعزيز للصلاة وصلى تاركا الاجتماع إلى أن أتم الصلاة وعاد لإكمال الاجتماع ولما كان يرحمه الله له من القدر الكبير عند هؤلاء الرؤساء فلم يقم أحد منهم بإشعال السيجار خلال الاجتماع معه احتراما وتقديرا لمكانته عندهم. الملك عبدالعزيز والقضية الفلسطينية ويصف سعود الصقري يقول والدي: ان الملك عبدالعزيز اهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية وموقفه رحمه الله أنه كان متحمسا لتطويقها قبل أن يتسع نطاقها... ولكن الأمر لم يكن بيده. فقد نصح الدول العربية بأن تدعم الجيش الفلسطيني وتسانده وتترك لأبناء فلسطين وحدهم تحرير بلادهم وهم بذلك سيتمكنون من دحر عدوهم وطرد المستعمر من أرضهم سيما أن العدو في ذلك الوقت كان ضعيف العتاد والعدة قبل أن تتوالى هجرة اليهود.. فكان من رأي الملك عبالعزيز آنذاك أن لا يدخل المعركة غير الجيش الفلسطيني فهو أولى بالدفاع عن وطنه وأما بقية الدول العربية فيكون موقفها الدعم والمساندة بكل ما يلزم وكان له في ذلك خططا سياسية.. أوضحها.. وأكد أنها كفيلة بحل مشكلة فلسطين قبل أن تصبح قضية ونصح الدول العربية بها.. ولكن دون جدوى.. إذ لم تقبل بعض الدول بنصيحته.. بل أصرت على أن ترسل جيوشها لتحارب مع الجيش الفلسطيني.. وعندها لم ينسحب الملك عبدالعزيز أو يتخاذل عن المساندة.. عندما لم تؤخذ آراؤه بالقبول.. وحسبه أنه قال ونصح فلن تسمع نصائحه. فسارع جلالته إلى إرسال جيش قوامه أكثر من ألفي مقاتل با سلحتهم الكاملة وكانوا من خيرة الجيش السعودي فتوجه الجيش من ميناء جدة إلى السويس حيث اشترك مع الجيش المصري والسوداني في الجبهة الجنوبية وأصبحت القيادة مصرية موحدة للجيوش الثلاثة. وكذلك بقية الجيوش العربية اتخذت أمكنتها في الجبهات التي جاءت منها فكانت الجيوش العربية قوية ومعززة.. فأبلت بلاء حسنا في المعركة وتوالت انتصاراتها واستمرت بالزحف.. حتى أعلنت الهدنة لأن العدو عجز عن المقاومة فتدخلت الدول الكبرى.. وسارع مجلس الأمن للوسيط الدولي للعمل على إيجاد حل عاجل للقضية وقد باشر مهمته بالفعل وجمع معلومات عن المشكلة لتقديمها لمجلس الأمن الذي بدوره سيعمل على إيجاد الحل لها.. إلا أن اليهود علموا بأن المعلومات التي حصل عليها برنادوت ليست في صالحهم فسارعوا إلى (اغتيال برنادوت) في سيارته في مدينة القدس.. وبعد ذلك بدأت خيانة اليهود لاتفاقية الهدنة التي كانوا قد استغلوها في تعزيز جيشهم فتزودوا بالعتاد والعدة عندما هدأت الحرب خلال فترة الهدنة. ومن ثم نكثوا العهد الذي اتفق عليه فضربوا الجيش المصري وعادت الحرب من جديد.. حتى أنهيت بعدما أعلن مجلس الأمن الهدنة الدائمة والتي استمرت حتى عام 67 م. فعادت الجيوش العربية الى بلادها وبقيت جيوش دول المواجهة محتفظة بأمكنتها. وكانت مصر قد قبلت باهدنة مقابل فك الحصار عن بعض الجيش المصري المعزول مع أن الجيوش العربية حققت انتصارات عظيمة ولم تتقهقر في أية لحظة حتى صدور قرار مجلس الأمن بالهدنة والذي لو تأخر صدوره أسبوعا واحدا فقط لقضت الجيوش العربية على الوجود الصهيوني قضاء تاما ولما كان هناك شيء اسمه قضية فلسطين.