تمر هذه الأيام ذكرى غالية على قلب كل مواطن محب ومخلص لهذا الوطن الغالي وكل من يعيش على ثراه الطيب من المواطنين والمقيمين، وهي الذكرى الثالثة والثمانون على ميلاد هذا الوطن على يد موحده الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وهذه الذكرى تستنهض فينا الحب الذي قذف به الله في قلب كل مسلم (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليه) الآية, إن المتأمل لسيرة الملك المؤسس يدرك أنه لم يكن قائداً ومربياً وموجهاً للدولة فحسب , لكنه كان رجلا فتح له التاريخ الباب على مصراعيه ليدخل منه في ثقة متفردة إلى كل صفحاته , بل إلى كل سطوره وكلماته . إن المملكة العربية السعودية منذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله ومن تلاه من ملوك ،الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة على صعيد النماء والتطوير في مجالات مختلفة تمس حياة المواطن والمقيم . لقد امتد هذا النماء والتطور حتى وصل إلى ما تعيشه المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله , فلقد وضعت سياسته الحكيمة المملكة في مقدمة الدول ذات التأثير في العالم اليوم لقد كان للمملكة إسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدءوب لمكافحة الإرهاب والجريمة وفق شريعة الله . إن السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين لم يستفد منها شعب المملكة فحسب , بل امتدت ظلالها الوارفة إلى الشعوب العربية والإسلامية المتمثلة بمساعيه الحثيثة في تثبيت الأمن والاستقرار وحفظ الحقوق وحقن الدماء , وأنا أكتب ذلك من واقع تجربة عاشتها بلادنا اليمن وما مثلته المبادرة الخليجية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله - وكانت سفينة النجاة للخروج من المأزق الخطير الذي عاشته اليمن قبل هذه المبادرة وكانت على مشارف الانهيار والاقتتال والحرب الأهلية مما أعاد لليمن وأهله روح الأمل والعيش الآمن والمستقر بعد أن كان مهدداً بشبح الاقتتال والحروب التي تحصد الأخضر واليابس لاسيما وسط الأمواج العاصفة التي تعصف بكثير من الدول العربية. إنها مناسبة غالية نجدد من خلالها الولاء والوفاء لهذا الوطن المعطاء وهذه التربة الطاهرة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين رجل الإنجازات على جميع الأصعدة المحلية والعربية والإسلامية وصاحب الإنجازات والتنمية الشاملة من أجل أن يتحقق الخير والرفاهية للمواطن السعودي وجميع المقيمين على ثرى هذا الوطن وجميع زواره من الحجاج والمعتمرين . نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وكافة الأسرة المالكة الكريمة وأن يديم على هذه البلاد نعمتي الأمن والرخاء في ظل قيادتها الرشيدة. - باحث أكاديمي يمني