يحتفل الوطن في هذا اليوم الأغر بالذكرى الثالثة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - فهو يوم أمة تجسدت وحدتها فيه بالالتزام بدين الإسلام الحنيف والدعوة إليه، والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية عقيدة ومنهجاً ودستوراً لهذه البلاد المباركة. وفي هذا اليوم يفتخر شعب المملكة بنقل صورة حقيقية للعالم لما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة في كل القطاعات من خلال البرامج والمشروعات والقرارات الطموحة التي ترجمت الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص حفظهم الله وتوجيهاتهم الحكيمة تجاه توفير كل مقومات العيش الكريم لكل أبناء المجتمع، الأمر الذي يعكس مدى التلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي ومما يعطي رسالة واضحة للعالم أجمع إلى ما تنعم به المملكة - ولله الحمد - من استقرار سياسي وأمني واقتصادي. وإنه لمن دواعي سروري واعتزازي بهذه المناسبة المباركة أن أشير إلى بعض الإنجازات التي تحققت في قطاع التعليم خلال مسيرة الخير والبناء المتواصلة فقد بلغ ما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة في الميزانية الحالية ما يقارب (204) مئتين وأربعة مليارات ريال ويمثل حوالي نسبة 25% من النفقات المعتمدة بالميزانية ومنها صدور الموافقة السامية على مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، الذي يشمل تطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة بتكلفة 9 مليارات ريال وإنشاء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليكون رافداً مهماً لدعم الجامعات السعودية، والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن، إضافة إلى ذلك زاد عدد الجامعات في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتغطي مختلف المناطق والمحافظات إلى أن وصلت إلى 35 جامعة منها 25 جامعة حكومية و10 جامعات أهلية. ولم يتوقف اهتمام عناية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عند هذا الحد بل تم افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» لتكون صرحًا علميًا وتقنيًا يعزز التطور الاقتصادي والتقني والمعرفي للمملكة التي وصفها خادم الحرمين حين الإعلان عن فكرتها بأنها ستكون «منارة للمستقبل»، وأصبحت بعد إنشائها في زمن قياسي وتوفير الدعم المالي والإداري لها، منارة حقيقية تضيء سماء التعليم في المملكة. وفي مجال البحث العلمي خطت المملكة خطوات مهمة منها دعم برامج مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بحوالي سبعة مليارات ريال مما أدى إلى تحقيق قفزات نوعية في البحث وتعزيز دورها كمؤسسة حكومية علمية تقوم بدعم وتشجيع البحث العلمي للأغراض التطبيقية وتنسيق نشاطات مؤسسات ومراكز البحوث العلمية في هذا المجال بما يتناسب مع متطلبات التنمية في المملكة ودعم برامجها، وتأتي المعاهد والكراسي البحثية لتكون رافداً للتعلم ، حيث تم إنشاء العديد من المعاهد وكراسي البحوث في جامعات المملكة في مجالات متخصصة، ولعل ذلك الاهتمام الشخصي من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالتعليم قد جاء موعد قطافه فقد شهدت الفترة الأخيرة الجامعات السعودية لمجالات الريادة العالمية وتحقيقها لمراكز متقدمة في التصنيفات العالمية للتعليم العالي، وحققت مراكز متقدمة وفق المعايير التربوية العالمية كانت معينة على رفع مستوى التقويم والجودة من خلال الوفاء بالاحتياجات والمتطلبات الأكاديمية سواء في مجال الدراسات الأكاديمية أو الأبحاث العلمية أو تقنية المعلومات ورفع كفاية أداء العاملين فيها أو المساهمة في خدمة المجتمع. وجامعة طبية حظيت كمثيلاتها من جامعات المملكة بالكثير من الدعم والاهتمام حيث نفذت العديد من المشروعات، حيث تم الانتهاء من مباني كلية العلوم والتربية والمعامل والفصول الدراسية لكل من الطلاب والطالبات وكذلك مبنى قاعة الاحتفالات الكبرى بقيمة إجمالية تجاوزت المليار ريال كما تم الانتهاء من عدد 2 حضانة أطفال وعدد 6 صالات ترفيهية للطلاب والطالبات والبدء في إنشاء مجموعة من الملاعب المفتوحة. وسيتم العام القادم - بإذن الله - الانتهاء من مجمع الكليات في محافظتي ينبع والعلا للطلاب والطالبات وكلية المجتمع طلاب وطالبات والصالات الرياضية المغلقة للطلاب والطالبات ومبنى المواقف متعددة الأدوار للطلاب ومبنى الإدارة العليا بتكلفة تتجاوز المليار ريال. وكل ذلك أسهم في الزيادة المستمرة لأعداد الطلاب والطالبات في الجامعة حتى ت جاوز عددهم في العام الجامعي 1434 - 1435ه 63 ألف طالب وطالبة ويدرسون في 30 كلية في الجامعة بالمدينة. د. عدنان بن عبدالله المزروع - مدير جامعة طيبة