عملت بالمملكة لمدة طويلة، فكتب لي معاصرة بداية حكم خادم الحرمين الشريفين كي ألاحظ النقلة النوعية التي حدثت في التعليم العالي في عهده، وهي متعددة، ومتنوعة، ولكن يمكن إيجازها في النقاط التالية: 1- في الرابع والعشرين من محرم 1428ه صدرت الموافقة السامية على مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، الذي يشمل تطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التعليمية وبرنامج النشاط غير الصفي لطلاب يتجاوز عددهم 5 ملايين طالب وطالبة، وأتت هذه الخطوة لتتوج اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتطوير التعليم سواء العام أو العالي. 2- ارتفعت ميزانية التعليم إلى ما يزيد عن 137 مليار ريال لقطاعات التعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة، كما أُنشئ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليشمل البنين والبنات، ولأول مرة في تاريخ المملكة تخصص بعثات خارجية للبنات إدراكاً منه بأهمية دور المرأة في التنمية. 3- انتشار مؤسسات التعليم العالي في المناطق والمحافظات وتأسيس جامعات في جميع مناطق ومحافظات المملكة حيث زاد عدد الجامعات الحكومية من 8 جامعات إلى 24 تضم 440 كلية في مختلف التخصصات و9 جامعات أهلية، كما زاد عدد المحافظات التي تضم كليات جامعية عن 80 محافظة بعد أن كانت محصورة في 17 محافظة. 4- إعداد برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي الذي شهد توسعا غير مسبوق في عدد المبتعثين ليزيد عن 80 ألف مبتعث ومبتعثة. 5- افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والتي وصفها خادم الحرمين حين الإعلان عن فكرتها بأنها ستكون «منارة للمستقبل»، وأصبحت بعد إنشائها منارة حقيقية تضيء سماء التعليم في المملكة، وبعد أن وضع الملك حجر أساس هذه الجامعة في ثول على ضفاف البحر الأحمر على بعد 80 كيلومترا من مدينة جدة ورصد 10 مليارات ريال كتكلفة إجمالية للمشروع تم افتتاح الجامعة في 23 سبتمبر 2009 الموافق لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. 6- استقبال الجامعة لطلاب الماجستير والدكتوراه في خمسة مجالات هي الهندسة الكيميائية والرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسب والهندسة الميكانيكية وهندسة العلوم والهندسة البيئية والمدنية وستمنح الجامعة الدرجات العلمية في مجالات الطاقة الكهربائية والعلوم الحيوية التطبيقية في مرحلة لاحقة، وستستغرق دراسة درجة الماجستير في الجامعة ما بين عام واحد إلى عامين، أما درجة الدكتوراه فتستغرق الدراسة فيها من ثلاثة إلى أربع أعوام. ومن المتوقع أن تستوعب الجامعة بانتهاء جميع مراحل المشروع نحو عشرين ألف طالب وطالبة. 7- إنشاء معاهد وكراسي بحوث في جامعات المملكة في مجالات متخصصة، والمتابعة والاهتمام المباشر بمشاريع وإنجازات المملكة في مجالات متخصصة، والاهتمام بتنمية الموارد البشرية باعتبارها اللبنة الأساسية للبناء والتعمير، والإنفاق على التعليم خلال الأعوام الثلاثة الماضية 27 في المائة من الإنفاق الحكومي الإجمالي، وإنشاء جامعة الملك سعود للعلوم الصحية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. 8- شهد عهد خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) دخول الجامعات السعودية لمجالات الريادة العالمية وتحقيقها لمراكز متقدمة في التصنيفات العالمية للتعليم العالي، وحققت مراكز متقدمة وفق المعايير التربوية العالمية كانت معينة على رفع مستوى التقويم والجودة من خلال الوفاء بالاحتياجات والمتطلبات الأكاديمية سواء في مجال الدراسات الأكاديمية أو الأبحاث العلمية أو تقنية المعلومات ورفع كفاية أداء العاملين فيها. 9- عقدت الجامعات السعودية العديد من اتفاقيات الشراكة العلمية والبحثية مع العديد من الجامعات والمراكز العالمية والتي هدفت من خلالها إلى زيادة مستوى أداء قطاع التعليم العالي من خلال إشراك المهنيين والخبراء في التخطيط للبرامج وتقويمها وتطويرها وإيجاد برامج شراكة مع مؤسسات حكومية وأهلية والتعاون معها ببناء برامج علمية عالمية وعلاقات مهنية مع خبراء عالميين لدعم البحث العلمي وتشجيعه وحفز وتقدير كل الجهود التي تبذل في هذا الجانب. وكل هذه الجهود المبذولة من خادم الحرمين الشريفين تدل على حرصه واهتمامه في مجال التعليم وتهيئة وتوفير فرص التعليم لأبناء المملكة الأعزاء. وأنا كعربي أفخر بخادم الحرمين كنموذج للقيادة الحكيمة والواعية مع خالص دعواتي له بدوام الصحة والعافية ومزيداً من الإنجازات. أستاذ مشارك بعمادة خدمة المجتمع بجامعة جازان