لم يرتق اليوفنتوس إلى مستوى تطلعات النقاد والخبراء في افتتاح مشواره الأوروبي بعد التعادل الإيجابي (1-1) خارج ملعبه أمام مضيفه الدنماركي المتواضع (كوبنهاجن) بقيادة مدربه المحنك أنتوني كونتي الذي نجح في إعادة هيبة الفريق بعد سلسلة من التخبطات عاشتها السيدة العجوز بسبب أحداث الكالتشيو بولي والهبوط للدرجة الثانية. - لا يتجادل ثنان على أن نادي يوفنتوس هو سيد إيطاليا الأول من حيث الشعبية وعدد البطولات (محلياً)، ولكن الجدل دائماً ما يكون حول وضع اليوفنتوس خارجياً، فالفريق رشح من قبل العديد من الخبراء لأن يكون الحصان الأسود في الموسم الحالي بعد أن قدم في الموسم الماضي صورة طيبة عكست للجميع أن الفريق ينقصه التعزيزات في خط المقدمة ليلتهم منافسيه في دوري الأبطال. - لا أعتقد بأن «اليوفي» قام بسوق كروية مميزة على مستوى خط المقدمة الذي يُعد نقطة ضعف الفريق، حتى وإن كان النادي قد تعاقد مع المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز، والمهاجم الإسباني فيرناندو لورينتي.. فهذه التعاقدات قد تخدم الفريق محلياً إلا أنها لن تسعفه خارجياً (وبالتحديد في دوري الأبطال). - يعلم محبو وعشاق النادي الإيطالي بأن فريقهم قد تحصل على أكبر أرباح مالية في الموسم الماضي وبمبالغ أكبر بكثير مما تحصل عليه بايرين ميونخ (بطل دوري أبطال أوروبا) ووصيفه بروسيا دورتموند بواقع 65 مليون يورو تحصل عليها اليوفنتوس، بالإضافة لأرباح الفوز بلقب الأسكوديتو، وكذلك أرباح المشاركة في الموسم الحالي بدوري الأبطال والتي تقدر بمبلغ 30 مليون يورو، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل قام رئيس النادي وإدارته بسوق كروية تناسب وضعية اليوفنتوس ومكانته الأوروبية؟. - قد يكون البعض صدَّق تلك المهاترات التي أشارت إلى أنه لا يوجد مهاجمون للبيع في سوق الانتقالات الماضية، وبالعودة للأسماء المطروحة والتي كان من الممكن أن يقتنصها اليوفنتوس يبرز لنا أسم المهاجم الأرجنتيني هيجواين والذي ضاع على اليوفنتوس بسبب تردد إدارته وعدم إقدامها على خطفه من بين أنياب نادي نابولي، وهناك أيضاً صامويل إيتو الذي انتقل لنادي تشيلسي، وأديسون كافاني الذي ذهب لباريس سان جيرمان، البرازيلي دامياو الذي بقي في ناديه لعدم وجود العرض المناسب، والعديد من الأسماء المميزة التي فرط اليوفنتوس في دعم صفوفه بها. - «أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ» هو المثل المنطبق حالياً على وضعية نادي اليوفنتوس داخل وخارج إيطاليا.. فالقوة الرهيبة التي يظهرها أسد إيطاليا الأول داخل ميادينه لا توزاي الضعف والوهن الذي يظهره خارجها، والسبب الحقيقي يكمن في عدم احترام إدارة الفريق لمكانة وقوة وهيبة اليوفنتوس بين كبار القارة العجوز.. قد يتأهل اليوفنتوس في دور المجموعات للأدوار النهائية في دوري أبطال أوروبا، إلا أنه لن يتخطى ما حققه في الموسم الماضي في نفس البطولة (مكانك سر). - المدرب كونتي، والجماهير العاشقة لقوة وترابط وأداء السيدة العجوز كانت تستحق أكثر بكثير مما قدمه الرئيس آنييلي ومسؤول التعاقدات ماروتا، والجميع يتذكر فيما مضى العمل الرهيب الذي كان يقوم به مدير التعاقدات لوتشيانو موجي (الملقب بثعلب الميركاتو) فأين هو الآن من «قط» الميركاتو جوزيبي ماروتا؟.