قرأت دراسة أجريت في أحد المعاهد الأمريكية حول أسباب السعادة، وكانت في معظمها أسباب تبدو «سخيفة» من الوهلة الأولى، ولا تستحق الدراسة، فلم أعطها اهتماماً كبيراً كوننا في مجتمعات لا تشعر بالقيمة الحقيقة للسعادة. ما حدا بي لطرح هذا الموضوع هو تداول بعض المغردين في الأسبوع الفائت «هاشتاقات» تتحدث عن السعادة شارك فيها بعض الشعراء كانت منها أسباب واقعية ومنها ما لا تمت للمنطقية بصلة (ولأننا نرى الأمور من ثقب الإبرة) تذكَّرت تلك الدراسة التي تحدثت عن أسباب كنت أراها «سخيفة» فكان منها على ما أذكر أن من أسباب السعادة: وجود مبلغ مالي في ملابسك القديمة أو سماع أغنية «تحبها» أو قصيدة (لنبرر المقال) بالصدفة عبر المذياع وأيضاً سقوط زخات من المطر على نافذة غرفتك، هذا ما أذكره من سبعه وثلاثين سبب يدخلون البهجة إلى القلب. تحدثت مع مجموعة من الشعراء الذين التقيتهم حول تلك الدراسة، واتفق معي من اتفق واختلف من اختلف فمنهم من رأى أن السعادة شعور لا تستطيع الإحساس به سوى في لحظة السعادة, وآخر رأي أن سعادته تكمن حين الانتهاء من كتابة نص «شعري»، في حين رأى ثالث أن من أسباب سعادته تناقل أبيات الشعر الذي كتبه أو سماعها من أشخاص آخرين أو نشر قصيدة في إحدى الصحف وذلك ما ختم به أحد الشعراء حوارنا حول أسباب السعادة. بعد كل تلك الأحاديث والحوارات حول مفهوم السعادة نجد أنها بقيمتها لا بحجمها فالأمور تبدو صغيرة وتحمل في طياتها الكثير من المعاني خارج النص «السعادة» التي تبنى على كذبة.. يهدمها «الوقت».. FirasAljebreel@ [email protected]