تزامنا مع تنديد المعارضة السورية بالعرض الروسي الذي طرحه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القاضي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية، معتبرة أنه مناورة سياسية ومطالبة برد على نظام دمشق، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء انفتاحها على الاقتراح الروسي، في وقت أكدت فيه أنها ستواصل حشد الدعم للعمل العسكري. وأكد الائتلاف الوطني السوري في بيان أن دعوة وزير الخارجية الروسي تعتبر مناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية التي ستسبب مزيداً من الموت والدمار للشعب السوري. وأكد الائتلاف أن مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم. وأضاف الائتلاف الوطني السوري إن الضمان الوحيد لمفاوضات مجدية يمرّ بتوفير جو جدي لهذه المفاوضات من خلال وقف آلة القتل التي يستخدمها النظام. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي)، أمس الثلاثاء، أن واشنطن ستجري مشاورات مع حلفائها حول جدية سوريا في تطبيق اقتراح وضع أسلحتها الكيميائية تحت الإشراف الدولي، إلا أنها ستواصل حملتها لحشد الدعم لعمل عسكري محتمل ضد النظام السوري. وقال كارني (أجرينا وسنجري محادثات مكثفة مع أصدقائنا وحلفائنا الدوليين حول هذه العملية، وحول التقدم إلى الأمام، وحول اختبار جدية السوريين فيما يتعلق بإمكانية تخليهم عن مخزونهم من الأسلحة الكيميائية). وأضاف أنه رغم أن سوريا تقول الآن إنها مستعدة للتخلي عن أسلحتها الكيميائية فإن الرئيس أوباما سيواصل حشد الدعم لإمكانية القيام بعمل عسكري. وفي حين أعلنت سوريا على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم أنها تريد (الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية)، وأنها مستعدة للكشف عن أسلحتها الكيميائية ووقف إنتاجها، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الرئيس السوري بشار الأسد إلى أن (ينتهز فعلياً فرصة محاولة صنع السلام) في بلاده. وأمل كيري في أن يلتزم النظام السوري هذا الأمر وأن (يساعد (الولاياتالمتحدة) خلال الأيام المقبلة في العمل مع روسيا، بهدف إيجاد سبيل لوضع أسلحته الكيميائية تحت رقابة دولية). وتأتي دعوة كيري بعد أن أكد المعلم استعداد سوريا (للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية)، والكشف عن مواقع أسلحتها الكيميائية، حيث قال (نريد الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، سنحترم تعهداتنا في إطار هذه المعاهدة، بما في ذلك إعطاء معلومات عن هذه الأسلحة). وقال المعلم أيضا في تصريح لوكالة انترفاكس الروسية (نحن جاهزون لكشف مواقع أسلحتنا الكيميائية ووقف إنتاجها وعرض هذه المنشآت أمام ممثلين عن روسيا وبلدان أخرى والأمم المتحدة)، مضيفا قبل مغادرته العاصمة الروسية إثر زيارة استمرت يومين (إن الهدف من تمسكنا بالمبادرة الروسية هو التخلي عن كل الأسلحة الكيميائية). وعاود المعلم المناورة فيما يدور على الميدان بسوريا، مستغلاً الموقف السياسي إذ أعلن أن في موسكو أيضاً أن مواطنين من جمهوريات القوقاز الروسي، ومن بينها الشيشان يقاتلون إلى جانب قوات المعارضة السورية.