تابعت ما نُشر في (الجزيرة) يوم السابع والعشرين من شوال 1434ه، حيث صدر قرار مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الخاص بتقديم الدوام الرسمي للمدارس (بنين - بنات) في مدينة الرياض 15 دقيقة فقط ليكون الطابور الصباحي عند الساعة السادسة والنصف. هذا القرار - مع احترامنا لسعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض، لم يكن موفقاً لعدة أسباب أولها أنه لم يرافقه قرار بتقديم نهاية الدوام بذات المدة، وفي هذا ضغط على المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، خصوصاً المعلمات اللاتي يكون جلهن ربات بيوت أو أمهات لطالبات يحتجن إلى إعداد وتوصيل إلى مدارسهن، والمتمعن في هذا القرار الذي في تقديري لم يخضع لدراسة وتمحيص، بل اتخذ على عجل لحل إشكال هو ليس من اختصاص الوزارة، له سلبيات خفية تفوق إيجابياته الظاهرة، أولها أن الطلاب والطالبات لم يكونوا ذات يوم سبباً في إيجاد الزحام الذي أصبح سمة عصرية في كثير من مدن العالم لا سيما المدن السعودية التي تكتظ بالمركبات، كما أن القرار لم يراع ظروف المعلمات اللاتي يخرج بعضهن من بيوتهن وقت صلاة الفجر والبعض قبل ذلك، وإذا كان هذا في الصيف، فكيف يكون الحال في فصل الشتاء، حيث يتحرك الطلاب والطالبات في الظلام، أما المعلمات فيخرجن من بيوتهن وقت السحر حتى يتمكن من الوصول إلى المدارس البعيدة قبل موعد الطابور بوقت كاف. ولو قام وزير التربية والتعليم أو مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة بزيارة للمدارس وقت الطابور ورأى مشكلات البنات ومعاناتهن لأدرك أن القرار يحتاج إلى إعادة النظر، ولأدرك أيضاً أن وزارة التربية والتعليم قد تبرعت بالإسهام في حل مشكلة الاختناقات المرورية على حساب الطلاب على الرغم من أن الجهات المعنية بالدرجة الأولى بحل المشكلة هي إدارة المرور، ووزارة المواصلات، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وليس لطلاب المدارس ولا المعلمين والمعلمات أدنى مسؤولية في تحمل تبعات هذا القرار وسلبياته، خصوصاً وقد سلبت الوزارة نصف ساعة من النظام الشتوي دون استشارة أحد وها هي تعود وتضيف ربع ساعة أخرى خصماً على زمن الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور وبخاصة الموظفون منهم. هناك معاناة لا يحس بها أحد غير المعلمات، وقد تفاقمت هذه المشكلة بفعل القرار الجديد، وهي مسألة حاجة مدارس البنات إلى حارسات أمن، وعلى وزارة التربية استحداث وظائف لحارسات أمن في ظل تكدس المدارس واستبدال المباني المستأجرة بالحكومية وزحمة الطالبات وخوفاً من حدوث مشكلات، لأن عمل المعلمة هو التدريس ويكفيها ما فيه من تحضير وأداء وتصحيح واختبارات وغير ذلك، ولا يمكنها أن تعمل في بداية الدوام حارسة أمن وبعد الطابور معلمة ثم تعود حارسة أمن أوقات الفسحة وهكذا، فلن تستطيع أن تكون المعلمة مسؤولة عن دخول وخروج الطالبات، بالإضافة إلى دورها التدريسي يومياً، لأن هذا يضعف العملية التعليمية، فالوزارة التي تحظى بميزانية ثلاث دول تستطيع توظيف حارسات أمن فإن هذا يخدم العملية التربوية ويجعل الطالبات في مأمن من المخاوف والمحاذير. ومن سلبيات هذا القرار أن جميع المراحل تخرّج في وقت واحد أو متقارب مما يسبب زحاماً لا مبرر له، وهذا يتنافى مع الأسباب التي من أجلها تم تقديم الدوام ألا وهي التخفيف من الزحام، ونقترح أن يكون خروج رياض الأطفال عند الحادية عشرة والنصف الابتدائي عند الثانية عشرة أما المتوسط والثانوي يكون خروجهما عند الثانية عشرة والربع تفادياً للزحام. المعلمة - ريم المعمر - الرياض