إن سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر أدى إلى قض مضاجع العناصر الجهادية والإرهابية التي عمدت بعد ذلك إلى السعي في طريق الانتقام من الأجهزة الأمنية والشعب المصري كذلك، إذ إن ماحدث خلال الفترة القصيرة التي تلت فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة من تفجيرات وأعمال إرهابية وإجرامية كانت كفيلة بأن تجعل من الدولة المصرية الوجه الآخر للدولة العراقية لكن القوة الأمنية أحبطت هذه المحاولة العقيمة. ما أقدم عليه الجيش المصري بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي من هدم وتدمير للأنفاق في رفح خطوة تأتي مكملة للمرحلة الأولى من مكافحة الإرهاب التي بدأت بعد فض اعتصامات رابعة العدوية وميدان النهضة، أضف إلى ذلك أن هدم الأنفاق يأتي في إطار استعادة هيبة الدولة وسيادتها التي اندثرت خلال عام من حكم الإخوان المسلمين تحت وطأة العناصر الإرهابية والإجرامية كما أنها تأتي في إطار تحصين أمن الدولة المصرية واستقرارها فهذه الأنفاق أصبحت بمنزلة وكر للجماعات الجهادية والإرهابية ووجودها يهدد الأمن القومي للدولة، ولقد كان لزاما تدميرها والقضاء عليها من أجل المحافظة على الأمن القومي للدولة، إذ إن هذه المرحلة تتطلب استخدام القوة لإعادة ضبط الأمن والقضاء على كل مايهدد أمن الدولة الخارجي والداخلي وليس هناك مجال للإنسانية والتعاطف،كما أن هذه الأنفاق التي تم القضاء عليها لم تكن موجودة لدواع إنسانية بقدر ماكان الدافع الرئيسي لذلك هو وجود ممرات آمنة لتهريب الأسلحة بالإضافة إلى تنقل العناصر الجهادية مابين قطاع غزة وسيناء.. من جهة ثانية نجد أن هدم وتدمير الأنفاق سوف يحد من تواجد العناصر الإرهابية الممثلة بحركة حماس التي كانت السبب الرئيسي في ماتشهده الدولة المصرية من فوضى وعبث بالأمن إذ إن ذلك ليس كافيا بمعنى أن مرحلة مكافحة الإرهاب بحاجة إلى خطوات احترازية حتى تؤتي ثمارها أهمها إدراج حركة حماس على لائحة المنظمات الإرهابية ووقف التعامل معها وإغلاق مكاتبها المتواجدة داخل مصر بالإضافة إلى حل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة الممتلكات وتفكيك تشكيلات الجماعة العسكرية التي تعرف بجهاز التنظيم السري مع إبقاء حزب الحرية والعدالة على أن يؤدي دوره كحزب سياسي. إن الدولة المصرية اليوم تمضي قدما على طريق الاستقرار والهدوء فإذا نظرنا إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري نجد أنها تأتي بمنزلة ضريبة لما حققته الأجهزة الأمنية، ولذلك لابد من مواصلة المشوار إذ إن التهاون في القضاء على الإرهاب ومصدره سواء كان من الداخل أو عن طريق الخارج سوف يؤدي إلى انتكاسة تعمل بدورها على ضياع الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية الأمر الذي قد يجعل من مكافحة الإرهاب والقضاء عليه فيما بعد أمرا في غاية الصعوبة وبحاجة إلى المزيد من الجهد والوقت مقارنة بالوقت الحالي.