فجعنا جميعاً بالأمس القريب بوفاة المرحوم بإذن الله تعالى الشاعر والأديب سليمان الفليح الكاتب في صحيفة «الجزيرة» من خلال زاوية «هذرلوجيا» حيث تعتبر صفحتها من الصفحات التي تستأثر بنظر القارئ وتعنيه الاحتفاظ بها مع صويحباتها كالرأي ووجهات نظر وعزيزتي الجزيرة وغيرها من الصفحات والزوايا، وما إن داهم هذا الخبر مساكن الصمت وسكوت الافتعال حتى اضطربت الفكرة وحارت النظرة في كيفية التعامل مع واقع كهذا أو التعاطي معه في طريق يتناسب ومضمون الحدث ليس في حقيقته أو النتيجة من ورائه - فالكل إليه سائر وما يعد إليه صائر - لكن هي حرارة الفقد وألم الرحيل وجملة الفائدة التي تحصل دوما مع الأستاذ والتلميذ أو المعلم والطالب وربما يكون ما ذكرته وما سأذكره لاحقا يندرج ضمن عنوان زاويته، لكنه تواصل حي حتى بعد فقده (على كل).. يعتبر الراحل الأديب سليمان الفليح السبيعي العنزي من مواليد 1950م في منطقة الحماد شمال المملكة من أبرز الشعراء والكتاب في الساحة الأدبية العربية وساهم في كثير من المناسبات العربية والعالمية فضلا عن المهرجانات المحلية وصدر له عدة دواوين من أبرزها «أحزان البدو الرحل» 1980م وديوان «ذئاب الليالي» 1993 وديوان «الرعاة على مشارف الفجر» 1996م ديوان «رسوم متحركه» 1996م و»البرق فوق البردويل» 2009م و»الغناء في صحراء الألم «1979» ولقب بعدة ألقاب منها: (طائر الشمال والصعلوك وخريج المضارب السوداء) وترجمت له بعض الأعمال إلى اللغات الإنجليزية والروسية والفرنسية، وقد توفي مساء الأربعاء 14 شوال 1434ه إثر تعرضه لأزمة قلبية في العاصمة الأردنية عمان وقراءتنا المتواضعة له كانت من خلال «الجزيرة» لا غير، وكنا نبحث عن زاويته التي تأتي بداية الصحيفة فما اعتاده البعض أن يبدأ تقليب الصفحات حتى يصل إليها ولو كان متأخراً لكنه حتما سيصل إذا كان مرفأه حاضراً ومرآب فكره موجوداً ليجد القارئ راحته ومسكنه عقب الإبحار والتموج مع غايات وأهداف الموضوعات والنصوص. وكان ضمن ما نأمله من تلكم الصحيفة أن تهيب بجمع ما لديها من مقالات ومشاركات وتعقيبات له وردود منه وعليه لتجعلها في إصدار لها خاص به ليتسنى من هو متابع أو معني في هذه الخاصية من الفنون والمعارف أن يحتفظ به ويصيره مصدراً مناسباً للثقافة والوعي مكان ما فاته من مشاركات ومقالات.. ولا أشك بما عهدناه من هذه الصحيفة أنه سيتم ذلك سواء في الشأن الاجتماعي أوالثقافي كالمجلة الثقافية وملفاتها المتعددة والإصدارات الخاصة بها، ومن يتابع بعض الصحف والمجلات من المؤكد سيحصل له خلاصة مفادها أن ذلك مدعو لديها تتفاعل معه باستمرار بلحاظ المتغيرات والتحولات، والتي تأخذ تحولها الشخصي والتوجه «كالعربي» الكويتية «ودبي الثفافية» وصحيفة «الرياض» إلخ. نعم هي الحياة، كما قال أحد المعنين لها: نمشي تداعبنا الأوتار والنغم وتلهينا آمال الحياة والنعمُ نمشي فيها لا يرومنا فكِرٌ عن الأهوال وما ضمهم أدمُ كأنما الدنيا أموال لنا جُمِعت ومآكلٌ تصفو وترتسمُ ومشاربٌ تهنو لشاربها تطيب له الحياة وتنسجمُ