اشتمل كتاب (فرائد القصص)، تأليف موسى راشد البهدل، على قصص واقعية.. وقصص من التراث العربي.. وقصص الصحابة والصالحين.. وقصص من البادية. ومن هذه القصص يروي المؤلف قصة نجار، كان يعمل في إحدى المدن، لا يعرف الغش ولا الكذب، وقد رضي بما قسم الله له من الرزق الحلال. في ضحى كل صباح كان يغلق دكانه، وينطلق إلى المسجد القريب ليصلي ما كتب الله له من صلاة الضحى، ثم يعود إلى دكانه ليباشر عمله إلى وقت صلاة الظهر. وفي ضحى أحد الأيام أغلق دكانه كعادته، وتوجه إلى المسجد يحث الخطى وهو في شوق إلى مناجاة ربه والوقوف بين يديه.. وصل إلى المسجد، وكبَّر للصلاة، فقرأ ما تيسر من القرآن ثم ركع، ثم رفع، ثم سجد، ثم قام إلى الركعة الثانية واضعاً يده اليمنى على اليسرى فإذا بملك الموت قد حضر في تلك اللحظة ليقبض روح هذا العبد الصالح وهو واقف بين يدي ربه يناجيه بأحب الكلام إليه، فتخرج روحه من جسده، ويخر ساقطاً على الأرض ويده اليمنى على يده اليسرى. فما علم به أحد إلا وقت صلاة الظهر، وحُمل إلى بيته، فلما أرادوا خلع ثيابه لتغسيله أبت يديه اليمنى - بإذن الله عز وجل - أن تفارق يده اليسرى، وكأنه لا يزال في الصلاة، وبعد محاولات عديدة كفنوه على هذه الحال، ووضعوه في قبره؛ ليلاقي ربه مصلياً.