كما تعجب ابن القيم من بديع صنع الله في النحل، أن هداه في أمور معاشه، وجاء على ذكر اليعسوب أمير النحل الأجمل شكلاً، الأكبر حجماً فقال إن النحلة التي في بداية الربيع تلد، وأكثر ما تلد إناثاً، حين تلد الذكر فإنها إما أن «... تقتله أو تطرده..، «.. وإن تتبعنا سلوك النحل، فإن الذكر منه لا يعمل في الخلية عمل الإناث، لذا فإنه غير صالح لأن يكون بين العاملات على مدار الوقت، فهن منظمات، دؤوبات، عارفات لما يؤدين، منتجات فيما يعملن.. في واقع الإنسان فإن العمل لوفير المعاش بدءاً منوط بالرجل، وتحديداً في الأعمال الصعبة كبناء البيوت، التي كانت تتطلب نحت الجبال، وحمل الأثقال، وجز الأشجار، وجمع الحطب، وحفر الآبار، وإقامة الأوتاد، وإعلاء الأبنية..، وردم السيول، مما لا تقوى أجساد النساء عليه من مشاق جسدية، فيما المرأة بقدرة صبرها، لاحتمال رهق التربية، ورعاية الرضع، ومجاهدة الحمل، والرضاع، وخبز الأرغفة، والمشاركة في الزراعة المبهجة، ورعاية الأغنام، وإدارة الأسرة، مع مواجهة كبد الحياة ورعونة الرجال، فهي تختلف وإن تماثلت مع النحلة في الصبر، إلا أن الأدوار المنتجة بينهما تختلف.. نتعجب في بديع صنع الله، وتقسيم الأدوار الطبيعية بين المخلوقات في سنن هذا الصنيع، وإبداعه تعالى، إلا أن المرأة في البشر على مر العصور تطورت رغباتها، فهي تقوم بالدور ذاته الذي تقوم به النحلة في محاولة طرد، أو قتل الذكر لأنه معها لا يعمل كما تعمل هي..! بينما المرأة في البشر تسعى لأن تطرد، أو تقتل «قتلاً معنوياً» الرجل من أجل أن تعمل...!! وبجملة أوسع دلالة من أجل أن تقتسم معه، بل تتماثل في الأدوار ..، بل تطمح في احتلالها على وجه خاص..!! مفارقة مدهشة، طريفة على أية حال.. مقارنة مسجلة ومختوم عليها في دفتر الحياة...! هنا، ليس الهدف إثارة النساء، أو حفائظهن.. فالمجال ليس التعبير عن وجهة النظر في الأمر العام.. ولا الخاص للمرأة.. وإنما هي مفارقة أوحت بها ورقة اليوم في تقويم أم القرى..، حيث ورد قول ابن القيم رحمه الله فيها. فطفرت المفارقة والمقارنة بين النحل والبشر...!! لكن النحلة تعمل ولا تتكلم... والمرأة تثرثر كثيراً...كثيراً.. أجل، البشر يصكون أسماع كل شيء، وهم يريدون كل شيء..على طرفين متماثلين.. الرجال منهم والنساء، بضاعتهم الكلام..! وخلياتهم تعج بالغبار...، لا بالعسل............!! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855