كل يوم كان يمضي مذ تركت لكم الحرف أمانة..، وغبت..، ونحن نتصبَّح بما لا يُفرح..، ونمسي على ما يؤلم..، وننسى أفراحنا الخاصة، لأنها تتوارى في استحياء.. فحولنا العرب يتقاتلون..، والأوطان التي يدبون عليها تصطلي حزناً، وفساداً، وشتاتاً، واضطراباً..!! مذ متى « أم الدنيا» تكشر عن نابيها..؟!، مذ متى تفعل هذا..، أو يفعل بها المختلفون فيها كالذي يحدث فيها....؟! التاريخ قد يعيد نفسه، وقد يسجل جديداً..، غير أنه الآن ينقش مفاصله بألف خدش، وجرح، وكؤدة، ومحارق..، وخزي..! أصبح الباطل والحق يتضافران،.. والخروج من بينهما غدا كنزع الشعرة الملتفة بأغصان جافة من بينها... والخلق تناثروا كالدقيق «فوق شوك نثروه،..ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه».... والمرء بلغت به الحيرة..، واضطراب التفكير ما لم يبلغ من قبل..، على الأقل لجيل هذه المرحلة..ومجايليها.. ومن يقُل إنه يفهم أكثر من غيره، وصائب رأيه دون سواه فهو يتسلى بوهمه.. في زحمة الأقوال..، وشتات الرأي..، وحرج الموقف... وكأننا قد مُنحنا فرصة ربانية هي رمضان ليتكاثف الدعاء، وليتم اللجوء إلى الله ليكشف عن الأوطان العربية كربها، ويعيد لها سلامها وسلمها..، و...كل الذي تخفق به الجوانح من الرجاء..، وتلهج به الألسنة من الدعاء بين يديه تعالى.. اليوم نعود سيرتنا الأولى لنلتقي بآمال لما هو آت..، تأخذنا الكلمات في مراكبها، نضرب بها عرض بحر لجي من التطلعات، والحلم اليتيم بأن يرقى الإنسان.. لترقى به الحياة.. تحية لقرائي الأعزاء...الغصن الرطيب لشجرة خضراء..، لنقاوم معا الجفاف الممتد في الدرب الطويل..!! ببياض القرطاس...! وأهبة المحبرة..! سلام لكم اليوم، ولكل يوم بعده بما هو آت... عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855