إن ضبط الحركة المرورية عبر كاميرات ساهر تعتبر نقلة حضارية هدفها الحفاظ على الأرواح والممتلكات وهو مطلب، بيد أني ألاحظ أن هناك الكثير من الآراء في مختلف وسائل الإعلام بين مؤيد ومعارض، أرى أن هذا الاختلاف مرده إلى الخلط بين ضبط الحركة المرورية آليا وبين قيمة المخالفات, أعتقد أنه لا خلاف على ضبط الحركة المرورية بهذا الاسلوب الحضاري العادل على مدار (24) ساعة فالكل بلا شك يرغب في سير منضبط وآمن داخل المدن وخارجها، إذ لا أحد يرغب في سير فوضوي يعرض الأنفس والممتلكات للمخاطر نتيجة للتهور في القيادة ونحن نشاهد التقيد بالأنظمة المرورية في الكثير من الدول المجاورة وغيرها. أما من يعارض ساهر في وضعه الحالي فمرد ذلك إلى قيمة المخالفات غير العادلة في نظري والتي طبقت على نظام المرور السابق للرصد الآلي، والذي خلاله لا تكاد تذكر المخالفات إلا إذا كان قائد المركبة متهوراً وفي حالة وجود رجال المرور ومن الطبيعي انه لا وجود لهم إلا نادرا وفي أوقات محددة , لذا فلا أحد تذمر منها إذا وجدت وقد يسامح لمبرر مقدر. إن قيمة هذه المخالفات فيما يخص زيادة السرعة غير المتهورة أو تجاوز الإشارة غير المتعمد والمقدرة ب (300 أو 500 ريال أو أكثر) مع رفعها إلى الحد الأعلى إذا لم تسدد خلال (30) يوما وتعطيل بعض المصالح أرى أن هذه المبالغ كبيرة على معظم المواطنين وذات آثار سلبية آنية وبعيدة المدى على الفرد والمجتمع، وعليه فإنني أرى أن الصالح العام يقضي أن تخفض بحيث تكون ما بين (100-150) ريالاً فقط وليس لها حد أعلى وإن أريد التشجيع على السداد فيمكن خفضها 50% إذا سددت خلال (30) يوماً. وللحد من المخالفات داخل المدن فإنني أرى أن: 1- تزاد السرعة إلى الحد الذي يضمن الانسيابية والسلامة. 2- أن تعمم العدادات على الإشارات ليكون السائق على بينة من أمره لتلافي الوقوف المفاجئ والذي يؤدي إلى ارتطام السيارات أو التقدم إلى خط المشاة أو التجاوز وكلا الحالين مخالفة. 3- أن تزاد مدة الإشارة الصفراء إلى الحد الذي يمكن السائق من التصرف السليم. 4- أن تعمم الاشارات الإلكترونية ذات إضاءة (LED) بدلا من العادية والتي لا ترى بوضوح وخصوصا في النهار. وحيث إن أي عمل بشري قد يعتريه النقص وإن الرجوع إلى الحق فضيلة، ولما كان هذا المشروع ذا أهمية لجميع المواطنين فقد يكون من المهم أن تدرس آثاره عليهم ويستأنس بالرأي العام للسؤال عن رأي المواطن في قيمة المخالفات لا عن ساهر والضبط الآلي للمخالفات. تعميم كاميرات ساهر على جميع التقاطعات أمر ضروري خصوصا وأننا نشاهد في الوقت الراهن أن هناك تجاوزاً لبعض الاشارات من البعض، وظاهرة أخرى يحسن بجهاز المرور ملاحظتها ألا وهي عكس السير، والتي يجب معاقبة المخالفين بأشد العقوبات لأن ذلك يعتبر تهوراً واستهتاراً. وبالمناسبة أرى عدم استعمال بلكات الأرصفة الملونة والتي تستخدم عند إعادة هندسة التقاطعات حيث إن هذا النوع لا يتحمل الصدمات لأن هشاشته عالية، وأرى أن يستخدم بدلا عنه البلكات الاسمنتية العادية وتصبغ باللون المراد.