ما زالت الحلوى التقليدية القديمة مطلباً مهماً لأهالي منطقة جازان في مناسباتهم وأعيادهم، لما تحمله من وجهة نظرهم من قيمة ومذاق يعيدهم إلى عبق الماضي والتراث الأصيل لثقافة المنطقة. لا طعم لأي عيد بدون حلوى، حيث تحرص الأسر على زيارة الأسواق الشعبية لشراء الحلوى الجازانية لتزيين موائد الإفطار وتقديمها كهدية للأطفال في ظل تعدد أنواعها ومذاقها. «المشبك، والحلقوم، والجلجلان، والكهاجة، وأصبع زينب، والزنبطية، والدخنية، والمعروب، واللوزية، والنارجيل» هي أشهر أصناف الحلوى الجازانية الشعبية، وتصنع من «السكر، والنشا، والزعفران، والدقيق، وماء الورد، والزيت، والذرة، والهيل، والسمسم، والتمر». وتشتهر في منطقة جازان أسر معروفة بصناعة هذه الحلويات وطريقة إعدادها، حيث تعتبر «سر المهنة» للحفاظ على مذاقها الأصيل جيلاً بعد جيل. كبار السن في جازان يحرصون عند شروق الشمس بعد صلاة الفجر يومياً على وجبة «الصفارة»، ويقصد بها وجبة «الفطور» وتأتي الحلوى الجازانية الشعبية الأهم في المائدة، حيث يتم تناولها مع قهوة القشر أو البن, ويؤمنون بأن تناول الحلوى من الصباح الباكر يمنح الجسم الحيوية والطاقة للعمل الشاق في المزارع لحرث الأرض ورعي الأغنام، أو في البحر لصيد الأسماك في ظل ما تحتويه هذه الحلويات على كميات كبيرة من السعرات الحرارية. وتحضر الحلوى أيضاً في مناسبات الزواج، فهناك ليلة تُسمى «الحمل»، يحرص فيها العريس على شراء هدايا لأهل العروس وتعتبر الحلويات الجازانية من أهم تلك الهدايا التي يحرص على تقديمها مع الأقمشة والذهب والعطور الشعبية، وتقوم العروس بإهدائها إلى أقاربها وصديقاتها كأحد التقاليد الشعبية في المنطقة. «الجزيرة» رصدت هذه الأيام إقبالاً كبيراً من داخل المنطقة وخارجها لزيارة الأسواق الشعبية لشراء الحلوى الجازانية، وهذا مؤشر أنها ما زالت تحتفظ بقيمتها رغم مرور كل هذه السنين تبقى الحلوى الشعبية الجازانية هي فرحة الأطفال في العيد وصفارة كبار السن صباح كل يوم.