المشبك.. الزنبطية.. صُبَّاع زينب.. وغيرها من المسميات التي تمثل الحلوى الجازانية الشعبية التي تلقى إقبالا غير عادي في أسواقنا الشعبية وازديادا في الطلب من خارج المنطقة وكافة أرجاء المملكة، نظرًا لهذا التميز الذي يغلب عليه طابع الشعبية وخصوصية التصنيع ولذة المذاق. وتزخر منطقة جازان بالعديد من الموروثات الشعبية التي تميزها عن مناطق المملكة الأخرى في عاداتها وتقاليدها ومأكولاتها التي ارتبط جزء كبير منها بالمناسبات وآخر بالمواسم وثالث على مدار العام، الذي لا يمكن الحصول عليه إلا بالأسواق الشعبية في كل من صامطة وصبيا والأحد والخوبة والخشل والعارضة وأبوعريش وبيش، والتي تلاقي إقبالا متزايدًا من داخل المنطقة وخارجها، حيث ترتبط تلك الحلوى الجازانية بخصوصية في المنطقة، حيث تتلازم مع فناجيل القهوة والبن والقشر والمردوم ورقائق المطبق بأنواعها وفي المناسبات المختلفة. وتعد الحلوى الجازانية الشعبية باختلاف أنواعها وأشكالها كالمشبك، الحلقوم، القطع، الزنبطية (المسن) الحلوى الصغرى (الكهاجة) والمغروب والجلجلان والمجلجل (السمسم) واللوزية والدخنية المصنوعة من الدخن والشراب (صُبَّاع زينب) والمشبك المفروم (بندري) وغيرها لها خصوصيتها واشتراطاتها، فبالإضافة إلى كونها من الوجبات الرئيسة في الإفطار في الفترة الصباحية المعروفة قديمًا ب»الصغارة» التي لا يمكن الاستغناء عنها. كما تحتل هذه الحلويات مكانة رئيسة في مقاضي الزواج في منطقة جازان قديمًا وحديثًا والمعروفة ب»العسب»، فمن الوجاهة أن يقوم العريس بتقديم هذه الحلويات بكل أصنافها مع المجوهرات والأقمشة والعطارة بأنواعها بكميات كبيرة حتى تقوم العروس بإهدائها إلى أقاربها وصديقاتها عقب الزواج. وتمتاز الحلوى الجازانية بثبات أسعارها في جميع أسواق المحافظات الأسبوعية والشعبية بالمنطقة، حيث يتراوح الكيلوغرام الواحد من كل نوع ما بين 10 - 30 ريالا، ويعود هذا التفاوت إلى نوعية الحلوى والإقبال وجودتها من سوق لآخر ومن مصنع لمصنع. ولا يمكن إعدادها إلا من قبل مهني متمرس في مهنته وحلواني شعبي من أبناء المنطقة، حيث أجريت العديد من المحاولات لتقليد تلك الحلوى لمنافستها، إلا أنها لم تنافسها سوى في الشكل فقط، بينما ابتعدت في المذاق، وهو ما أفقدها الطلب عليها في المنطقة، حيث اعتاد الناس هناك على مذاقها ونكهتها المتميزتين.