تبقى موسم رياضي واحد على حقوق النقل التلفزيوني الذي تمتلكه القنوات الرياضية السعودية، وبدأت الأحاديث حول بيع حقوق النقل القادمة، ودارت النقاشات عن القيمة المالية التي يستحقها الدوري السعودي وحصلت عدة اجتماعات خاصة بين ممثلي المؤسسة الرياضية وجهات أخرى للتفاهم والنقاش عن العقد القادم، وبادرت قناة لاين سبورت إلى تقديم عرضها الذي حددته بقيمة (مليار) ريال لمدة خمسة مواسم.. كل هذه التحركات المسبوقة والممنهجة تجعلنا نتفاءل ونتطلع إلى نقلة نوعية في انتزاع الحقوق الرياضية المهدرة من النقل التلفزيوني أو غيره بعد سنوات عجاف ظلت المؤسسة الرياضية تئن تحت رحمة الجهات الحكومية الأخرى من خلال فرض الوصاية على المؤسسة الرياضية في جميع مشاريعها وعقودها، فتلك الجهات هي من تفاوض وهي من تقرر وهي من تحدد ماذا يصلح وينفع للرياضة أو لا!!.. الآن رابطة دوري المحترفين تواجه اختبارا مهما وعصيبا في كيفية إقناع الآخرين على قدرتها على إدارة الرابطة بكفاءة عالية وقدرة فائقة من خلال انتزاع أبسط حقوقها وهو النقل التلفزيوني ونفض غبار الوصاية الذي مازال يغطي ويعطل عمل بقية الإدارات في المؤسسة الرياضية !!.. لقد آن الأوان أن يقتنع الجميع بأن النقل التلفزيوني هو مشروع وطني يدعم الحركة الرياضية والشبابية في البلد من خلال الأندية الرياضية فهو يضمن استمرارها وينضم ويطور أنشطتها وفعالياتها وألعابها وليس مجرد وسيلة ترفيهة كما يظن بعضهم!!.. أخيراً النقل التلفزيوني في جميع دول العالم هو سلعة ومنتج خاص للأندية الرياضية لها الحق في التفاوض حوله وبيعه بالشروط التي هي تفرضها وبالسعر الذي يشبع رغباتها، لذا يجب أن يكون صوتها مسموعا ويلبي طموحها ويقلل من معاناتها سواءً طرحت المنافسات السعودية للمناقصة أو مدد عقد القنوات الرياضية السعودية. الترشيح الخفي والانسحاب العالمي مفردة الانسحاب في الشأن الرياضي لها مدلولات ومعان سيئة، وتعطي انطباعات سلبية عن الجهة المنسحبة والاتحاد الذي تتبع له لأن الانسحاب يعني إقرارا بعدم القدرة على المواجهة وفرارا من تحمل المسئولية، وهو نتيجة حتمية للقرارات الخاطئة وهو ما حدث بالضبط لفريق النصر للصالات (التجميع) الذي أساء وشوه سمعة الرياضة السعودية بعد مشاركة مخجلة في بطولة الصالات الدولية التي أقيمت في الكويت واختتمت بالهروب الجماعي للاعبي النصر الذي تنصلت منه إدارة نادي النصر وتجاهله الاتحاد السعودي لكرة القدم!!.. حقيقة ما حدث على أرض الكويت يعد فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى خاصة بعدما تفجرت القضية وتتابعت أخبار الانسحاب النصراوي، وظهرت الحقيقة على لسان البعثة النصراوية المشاركة فهو يعتبر تجاوزا وتعديا على هيبة الرياضة السعودية وانتقاصا وتقزيما لصورة ممثلي الأندية السعودية في المشاركات الخارجية، يتحمله في المقام الأول الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي (أوهم) المتابعين الرياضيين بأن اللجنة المنظمة قد طلبت نادي النصر بالاسم، وقد اتضح فيما بعد عدم صحته خاصة بعد توضيح اللجنة المنظمة الذي كشف بيانها الإعلامي الواضح، كذلك أن المشاركة النصراوية كانت (مجاناً) ولم يكلف إدارة النصر أي مبالغ مالية غير التعاقد مع لاعبي (التجميع) والتي تعد إحدى مهام ومسؤوليات الإدارة النصراوية، ولكن لم تلتزم بها وأرادت أن تحملها على اللجنة المنظمة فعرف اللاعبون وأيقنوا أنهم وقعوا في الفخ فاتخذ اللاعبون قرار رفض إكمال البطولة ومغادرة الفندق عائدين إلى منازلهم كتصرف طبيعي بعد مماطلة إدارة النصر في تسليمهم حقوقهم!!.. على كل حال كما أن الاتحاد السعودي (مدان) في حدوث هذه المهزلة الكروية لأنه في البداية بحث عن مجاملة النصر (المعتادة) وأقر ووافق على (الترشيح الخفي) ومن ثم تجاهل حادثة الانسحاب المسيئة للرياضة السعودية، وأن إدارة نادي النصركذلك مشاركة وبقوة في حدوث تلك الفوضى لأنها مازالت تعيش على وهم العالمية المزعومة واغترت بمسمى البطولة فبحثت عن المشاركة غير المستحقة حتى استيقظت وفاقت على (الانسحاب العالمي) الذي سيكون وصمة سيئة على جبين النصراويين ليضاف إلى الانسحاب النصراوي عام (82) من بطولة الخليج في الكويت، وكأن التاريخ يعيد نفسه!!. نقاط سريعة: ** يعمل الأسطورة سامي الجابر على غرس وترسيخ أن الكورة داخل المستطيل الأخضر ويحاول بثها في الوسط الرياضي ونشرها حتى لدى الإعلاميين والمراسلين الميدانيين. ** تأكيد مدرب الهلال الأسطورة سامي الجابر على أهمية لاعب فريقه ياسر القحطاني أفسد مخطط زرع الفتنة بين الاثنين. ** ما حصل في مباراة تكريم اللاعب محمد الخليوي من فريقي الاتحاد والأهلي والامتناع عن اللعب بالفريق الأساسي وثم التراشق وتبادل الاتهامات بينهما ما هو إلا صورة من صور نكران الجميل!!. ** الفكر الاستثماري الذي باع حقوق المباراة الودية بين الهلال والشباب يجب أن يعمم على الأندية وعلى القنوات الرياضية أن تتفهم الأمر وتواكب هذا الفكر الاحترافي وتدفع الأموال لنقل مباريات الأندية الكبيرة حتى وإن كانت ودية، ومن ثم تعمل على تسويقها والبحث عن المكسب من ورائها. ** سؤال احترافي وقانوني: ماذا لو أصيب اللاعبان يحيى الشهري وعبدالرحيم الجيزاوي إصابة بالغة لا سمح الله خلال مشاركتهما في المباريات الودية مع فريق النصر وهما مازالا في كشوفات فريقهما الاتفاق والأهلي من سيتحمل نفقات علاجهما وتبعات إصابتهما ؟!. [email protected] -- [email protected] للتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan