تعتبر مشكلة الشباب في العالم العربي من إحدى القضايا الهامة والأساسية باعتبار الشباب يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية بالانطلاق من التعليم والتربية والثقافة والإعلام والقيم الدينية والاجتماعية بمشكلات الشباب. فواقع الشباب في العالم العربي يعاني من جملة أزمات، فقد أدت المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث إلى خلل في الأسرة العربية والإسلامية، بعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام إلى أبناء الإسلام فأدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة، الأمر الذي غيّر من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث اهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب، فمن مظاهرها الفراغ التربوي فقد أصبحت العلاقات بين الأسرة الواحدة مثل العلاقات بين ساكن فندق! وعليه يتحدد المستوى الاجتماعي رقياً وضعفاً، والعلاقة بين الأسر وأعضائها أصبحت علاقة جوار وقتي عند النوم، وأحياناً عند الطعام! فمثلاً توجد علاقة تربط الأبناء بالآباء والأزواج بالزوجات كما رسمها الدين الإسلامي، فقد نقلنا عن الغرب كل ما يهدد الأسرة المسلمة، والشباب هم أكثر فئات المجتمع العربي تأثيراً بالفراغ التربوي مما انعكس على بناهم النفسية والعقلية وتوجيهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقومية، لذلك نجد فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعوبة في اتخاذ القرارات، وإلقاء مسؤولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسؤولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسؤولية. فحبذا لو كانت هناك جهود مكثفة لقواد المستقبل منها الاهتمام بتقارب الشباب العربي والإسلامي، وإبعاده عن دائرة العنصرية والاهتمام بالتوافه، وتنمية مهاراتهم الفكرية بتكثيف النوادي الأدبية والرياضية والاجتماعية، وفتح باب الحوار مع الشباب لتدارس همومهم وقضاياهم والسعي في حلها، وجميل أن يكون ذلك بإنشاء منظمة عربية بكوادر شبابية تهتم بقضايا الشباب العربي من الجنسين. [email protected]