في المجال الشبابي بمشكلاته وهمومه المختلفة، التي لا تقف فقط عند حدود الرياضة ومنافساتها وصخب صراعاتها داخل الملاعب وخارجها، وبين ما نعانيه ونلمسه ونتخوّف منه يوميًّا فيما يتعلّق بقضية البطالة وشح الفرص الوظيفية للشباب والشابات، وبين تزايد استقدام العمالة بأرقام مهولة ومزعجة ما يعني تفاقم وتنامي الأزمة وزيادة تعقيداتها ومخاطرها، جاءت قصيدة (يا قادتي) للشاعر الكبير صالح المالك المنشورة في «الجزيرة» يوم الخميس الماضي لتضع النقاط على الحروف، وترسم بحس وطني جميل خريطة طريق لما مفترض أن يتحقَّق من أجل بناء ونماء الوطن ومصلحة المواطن.. نحن في هذا الوقت الصَّعب وفي وطن العزِّ وتحت قيادة ملك صالح مصلح حريص على تطوّر وتقدم وازدهار بلده ورفاهية وحاضر ومستقبل شعبه بحاجة لمثل هكذا أطروحات تُشَخِّص الواقع بحب وصدق وأمانة وإلمام وتضع الحلول الممكنة المجدية بأسلوب راقٍ افتقدناه كثيرًا في زحمة مفردات وعبارات التهويل والتأجيج والأراجيف، الشاعر المالك صاغ قصيدته بلغة المبدعين وبفكر الحكماء وبهاجس المحبين الناصحين باتجاه إشكالية لا ينبغي تبسيطها وتجاهلها كي لا نصل إلى نقطة يصعب علاجها أو على الأقل احتواؤها، هو كتب بالمختصر المفيد عن ضرر وخطر سيول الوافدين على حساب حقوق أبناء وبنات الوطن، وعن ضرورة اتِّخاذ قرارات قوية حاسمة من قبل وزارة العمل للمحافظة على مقدرات وثروات البلد، التي جعلت قيمة التحويلات السنوية للأجانب ترتفع خلال عام 2012م إلى 135 مليار ريال.. البطالة بأشكالها وإفرازاتها ومؤثِّراتها السلبية على المدى القريب والبعيد تمثِّل أزمة البلد الحقيقية، أتمنَّى بمثل ما طالب به الأستاذ صالح المالك أن يَتمَّ التَّعامل معه بعناية واهتمام وإدراك جاد ومسئول لخطورتها من قبل كافة الوزارات والجهات والقطاعات المعنية الحكوميَّة أولاً والأهلية ثانيًّا.. فن التأزيم لو سألت أيّ رياضيٍّ متابعٍ عن سلبيات الموسم الأخير لأجاب بلا تردد: معظم البرامج الرياضيَّة في القنوات المتخصصة وغير المتخصصة، ومرد هذا الإجماع كونها ساهمت من حيث تدري أو لا تدري باحتقان الوسط الرياضي، بطرحها وإثارتها لقضايا هي للتأزيم والضجيج أقرب من أيّ شيء آخر.. كانت التهمة توجه فيما مضى للصحافة الرياضيَّة وهذا أمر مفروغ منه ولا يمكن لأيِّ إعلامي نزيه عاقل أن ينكره وتحديدًا في مطبوعات ونشرات وملاحق مازالت تمارس الإفساد والإيذاء، لكن تأثيرها يظل محدودًا تبعًا لضعف انتشارها وانعدام ثقة المُتلقِّي بها وبتوجهاتها وأهدافها، في حين أن طبيعة وسهولة وصول البرامج التلفزيونية للمشاهد ونقلها السَّريع للأحداث جعلها أقوى تأثيرًا على فكر وثقافة وأيضًا سلوك الوسط الرياضي بِكلِّ مكوِّناته وشرائحه، لدرجة أن كثيرًا من القرارات والتصرَّفات والقضايا في الأندية واتحاد الكرة ولجانه بدأت واعتمدت في الأساس على ما يبث في هذه البرامج.. لو استرجعنا أحداث وقضايا الموسم الأخير لوجدنا أن أصلها ومحورها ومنطلقها من البرامج الرياضيَّة، وبالتالي فهي لم تشغل الرَّأي العام فقط وإنما سيطرت واستحوذت على اهتمام المسئولين عن الرياضة في الرئاسة والاتحادات والأندية، وكذلك على محتويات وأفكار وموادّ الصحافة الورقية والإلكترونية، والمؤسف هنا أنَّها تدور حول صدامات وخلافات وملاسنات شخصيَّة سخيفة، وآراء تافهة وليست قائمة على مبادئ أخلاقيَّة وأسس مهنية وحوارات حضارية ترتقي بوعي وثقافة المجتمع الرياضي والمشاهد بوجه عام، وذلك نتيجة لاعتمادها على الإثارة الفارغة باستضافتها لأسماء لا تملك أية قيمة أو إضافة فنيَّة أو إعلاميَّة وإنما تمَّت استضافتها بدافع الميول والعلاقات الشخصيَّة، وقد اعترف بذلك أكثر من شخص ممَّن شاركوا في إعداد أو إخراج أو تقديم برامج رياضيَّة سقطت في وحل التعصب وخروجها عن آداب وأخلاقيات المهنة الإعلاميَّة والمسئولية الوطنيَّة.. مرة أخرى وفي فترة الهدوء والترقب الراهنة، مطلوب من كل مسئول مباشر أو غير مباشر عن هذه البرامج أن يراجع نفسه ويتأمَّل بإنصاف ماذا قدم وبماذا أخطأ وأصاب، علينا وعليهم تقع مسئولية كبيرة تتجاوز غاية الترفيه والتسويق إلى القيام بأدوار إعلاميَّة تبرر وجود ومعنى وأهداف ما نقدمه.. من الآخر . ستنجح لجان اتحاد الكرة متى ما قامت بعملها باستقلالية وبعيدًا عن أية ضغوط أو تدخلات من داخل وخارج الاتحاد.. . من حقّ إدارة نادي الاتحاد أن تتخذ القرارات التي تحفظ لها حقوقها وتقف في وجه المتطاولين والمتآمرين عليها بالأكاذيب والشائعات ونشر المغالطات.. . فرق كبير بين الانتقاد المبني على حقائق ومعلومات موثقة ووقائع واضحة وصريحة، وبين حملات الاستهداف المنظم لغرض التشويه والإساءة الشخصيَّة.. . رياضة المناطق الأخرى تتحسن وتتقدم وتبدع وتتألق وتتفوق أو على الأقل لا تتدهور بينما الرياضة الحائلية من سيء إلى أسوأ و(ليتنا من تطويرها سالمين)..! [email protected]