في أكبر تظاهرات تشهدها مصر منذ إسقاط حسني مبارك في فبراير2011، نزلت حشود ضخمة من المصريين إلى الشوارع أمس الأحد في القاهرة والعديد من المحافظات للمطالبة باستقالة الرئيس الإسلامي محمد مرسي، استجابة لدعوة حملة «تمرد» التي أعلنت أنها جمعت 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان الجيش يقدر عدد المتظاهرين ب «الملايين» مؤكدا أنها «اكبر تظاهرات في تاريخ مصر». وعلى الرغم من الطابع السلمي الذي اتسمت به المظاهرات بشكل عام فقد وقعت مع حلول المساء بعض أعمال العنف التي أدت إلى مقتل شخصين في صعيد مصر واصابة اكثر من 40 شخصا. ففي مدينة بني سويف قتل شخص وأصيب آخرون عندما أطلق مسلح النار على متظاهرين كانوا متجمعين أمام مقر حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين حسبما أكد مصدر أمني، مشيرا إلى ان المتظاهرين اتهموا أحد الإسلاميين بإطلاق النار عليهم. وفي مدينة أسيوط، أكد مصدر أمني ان «مسلحين كانوا يستقلون دراجة بخارية أطلقوا الرصاص على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر المحافظة ما أدى إلى مقتل شخص واصابة آخر بجراح خطيرة». وتعرض المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في منطقة المقطم بالقاهرة لإلقاء زجاجات مولوتوف. وفي أول رد فعل على هذه التظاهرات قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب فهمي في مؤتمر صحافي أمس: ان الحوار هو «الوسيلة الوحيدة» لحل الأزمة الراهنة في البلاد. واكد فهمي في مؤتمر صحافي ان «الحوار هو السبيل الوحيد» مضيفا «لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيان للتوصل إلى تفاهمات مشتركة». في المقابل دعت جبهة الإنقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، المصريين إلى «البقاء في الميادين» حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة. وقالت الجبهة في بيان بعنوان «بيان الثورة رقم1»: ان «الجماهير صدقت» بنزولها إلى الشوارع الأحد على «سقوط نظام مرسي وجماعة الإخوان المسلمين». وكان ميدان التحرير اكتظ مساء أمس الأحد بالمتظاهرين الذين امتلأ بهم كذلك شارع رمسيس المؤدي إليه من جهة الشرق، كما وصلت حشود كبيرة إلى محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة (شرق القاهرة). كما امتلأت عدة شوارع وميادين في الإسكندرية بحشود من المتظاهرين، فيما نزل الآلاف إلى الشوارع من المدن في الدلتا وفي صعيد مصر من بينها: منوف والمحلة وطنطا والمنصورة والسويس وبورسعيد وأسوان والزقازيق والفيوم وأسيوط وسوهاج وقنا وبني سويف وشرم الشيخ. وكان المتظاهرون بدأوا التدفق منذ الصباح على ميدان التحرير وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لمرسي ولجماعة الإخوان المسلمين من بينها خصوصا «ارحل ..ارحل» و»يسقط يسقط حكم المرشد» و»مرسي باطل»، كما يرفعون بطاقات حمراءمثل تلك التي يستخدمها الحكام في مباريات كرة القدم لطرد اللاعبين. فيما بدأت القوات المسلحة، منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، تكثيف وجودها في محيط المنشآت والأهداف الحيوية المهمة في القاهرة الكبرى والمحافظات. من جانبه أكد الرئيس المصري محمد مرسي ثقته في أن الجيش لن يقفز للسيطرة على السلطة في مصر، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك ثورة ثانية، رافضًا دعوات المعارضة بانتخابات رئاسية مبكرة. وقال مرسي في حواره مع صحيفة الجارديان إنه لن يتسامح مع أي انحراف عن النظام الدستوري، مشيرًا إلى أن استقالته المبكرة سوف تقوض شرعية من سيتولون بعده رئاسة الجمهورية، وستكون الاستقالة روشتة لفوضى لن تنتهي.