كنت قد كتبت بسابق مقالاتي عن مسابقة بينالي الرياض الدولي الأول للفن التشكيلي المعاصر 2013م فهو الأمنية التي تتحقق بمطلع العام الجديد بينالي الرياض هو عرس طالما انتظرناه نحن التشكيليون السعوديون حتى تبدو سماء عالم الفنون التشكيلية مضيئة بمصباح كالقمر ليست مثل تلك المصابيح بالليالي الغابرة هو ارتكازة من قواعد الفنون التشكيلية التي نتكئ عليها بمفهومها الفكري والفني والجمالي. كانت فرحتي مبالغ بها فقد تبددت كل تلك الأمنيات التي بنيت على بينالي الرياض فهو الآن كورقة تاهت بين ركام المعاملات المنسية مسارات الرياح الصيفية ولا نعرف لها مستقر حتى ننتظرها بين الفينة والأخرى أوقف بدون أسباب تذكر. استلقيت بعد هذا على وسادتي وعيناني تراقب سقف غرفتي وأتساءل عن هذا التجاهل من الجهات الرسمية للفنون التشكيلية في وقت يجتمع وزير الثقافة مع رؤساء الأندية الأدبية ليستقي منهم مطالبهم ليلبيها أو يرفع بها للمقام السامي حقيقة إن هذا الحاصل إحباط للفنون التشكيلية وكان حالهم حال ذلك اليتيم التي سلبت حقوقه وجرد من كل شيء. هذا التهميش والإقصاء كانت محصلته أنه إحباط جماعي وليس على مستوى فردي أي أن هذا الإحباط أشبه بكتلة من الغبار توقفت بشكل غمامة فوق فئة الفنانين وغالبا ما تكون مسبباتها عوامل أكانت مقصودة أو بغير قصد بالتقصير لهذه الفئة وينطوي الإحباط الجماعي تحت تأثير مؤثرات تراكمية من الماضي والحاضر وتدخل فيها استدراكات مستقبلية وهو الحرمان من الاحتياجات الضرورية لنمو وتطور هذه الفئة وغالبا ما ينتج عنها إذا كانت تلك الفئة على درجة عالية من الوعي والإدراك أشكال من الاضطرابات والاحتجاجات يودي بهم للاختفاء ومن ثم محاولة المطالبة بتحقيق طموحاتهم وحقوقهم سواء أكانت مادية أو معنوية وقد شكل هذا الواقع أصابع اتهام تشير لوزارة الثقافة والوزير بذاته بتجاهلهم الفنان التشكيلي وحقوقه. أليس من حقنا أن نلقى اهتماما مثل الذي يلقاه الأدباء من دعم وتبني لمنتجهم الأدبي؟ وأنت تعلم وغيرك يعلم أن السرد والتدوين والأدب والحرف أصلهم الفن التشكيلي أليس من حق جمعية التشكيليين أن تدعم كأي ناد أدبي قد لا يتجاوز عدد أعضائه الخمسين ويدعمون بالملايين وهي التي (أي جمعية التشكيلين) تجاوز أعضاؤها 400 عضو لا تدعم ولا بريال واحد..!! أليس من حق الحركة التشكيلية السعودية التي تفتقر للقواعد الأساسية مثل كلية للفنون الجميلة ومتحف مختص بالفنون وبينالي أو مهرجان يحتفلون به كل عام!! أن تدعم بشكل إسعافي وعاجل قبل أن تغرد الطيور الحرة خارج البلاد وتسمع تغريداتهم كصيحات مناضل ثار على كيانه بربك أين العدل والإنصاف يا معالي وزير الثقافة؟ [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي