استغربت حقا حين حدثني صديق لي يقربني بالسن بأحد المناطق عن إحباطه من الحراك التشكيلي السعودي ولم أتعجب حين وجدت رسالة لفنانة من منطقة مغايرة عن منطقة صديقي فحواها الإحباط ذاته من العوامل التي تحيط بها (كونها امرأة وفنانة) في الوقت ذاته ولم يكن ذهول حيز استفهاماتي الكبير مستغربا، حين كنت ضيفا عند صديق آخر بمنطقة أخرى يعتبر من عتيدي الأيام حدثني عن نفس الإحباط باختلاف درجته أو مستواه. استلقيت بعد هذا على وسادتي وعيناني تراقب سقف غرفتي وأتساءل عن هذا الإحباط الذي تمكن من أصدقائي الفنانين على اختلاف أعمارهم وجنسهم وما هي مسبباته ولم أكن أنا بذاتي غريبا عن هذا الإحباط فأنا جزء منهم أي الفنانين. حين أسترجع ذاكرتي السمعية بما دار بيني وبين أصدقائي من أحاديث كانت محصلته أنه إحباط جماعي وليس على مستوى فردي أي أن هذا الإحباط أشبه بكتلة من الغبار توقفت بشكل غمامة فوق فئة الفنانين وغالبا ما تكون مسبباتها عوامل خارجية أكانت مقصودة أو بغير قصد بالتقصير لهذه الفئة أو تلك وينطوي الإحباط الجماعي تحت تأثير مؤثرات تراكمية من الماضي والحاضر وتدخل فيها استدراكات مستقبلية وهو الحرمان من الاحتياجات الضرورية لنمو وتطور هذه الفئة وغالبا ما ينتج عنها إذا كانت تلك الفئة على درجة عالية من الوعي والإدراك أشكال من الاضطرابات والاحتجاجات يودي بهم للاختفاء ومن ثم محاولة المطالبة بتحقيق طموحاتهم وحقوقهم سواء أكانت مادية أو معنوية. وقد شكل هذا الواقع أصابع اتهام تشير لوزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها بتجاهلهم الفنان التشكيلي وحقوقه وما هذا الإحباط الواضح لدى الفنانين إلا نتاج عن عملية التناسي فمنذ أكثر من أربعين عاما ونحن نقيم معارض وورش فنية قد لا تتجاوز مسابقة تتبناها الوزارة ببضعة آلاف من الريالات وكان حالنا يدور بدائرة مفرغة أليس من حقنا أن نلقى اهتماما مثل الذي يلقاه الأدباء من دعم وتبني لمنتجهم الأدبي؟ أليس من حق جمعية التشكيليين أن تدعم كأي ناد أدبي قد لا يتجاوز عدد أعضائه الخمسين ويدعمون بالملايين وهي التي «أي جمعية التشكيلين» تجاوز أعضاؤها 400 عضو لا تدعم ولا بريال واحد..!! بربكم أين العدل والإنصاف يا وزارة الثقافة..؟ [email protected] twitter@jalalAltaleb