إن المراكز العلمية والمكتبات الثقافية تعد من أهم مصادر العلم والمعرفة، ومظهر من مظاهر التقدم الحضاري، وفي هذه السنوات الأخيرة بدأت تظهر فكرة انتشار المراكز العلمية والبحثية الجادة، التي تقوم على مبدأ دعم حركة النشر العلمي من خلال التأليف وتوفير الأوعية العلمية والمعرفية لطلاب العلم والمقبلين عليه، ومن هذه المراكز الحديثة (مَرْكَزُ ابْنُ بَازٍ الْعِلمِي العَالَمِي) وهو رافد من روافد العلم بمكة المكرمة، ومن أعمال هذا المركز الجليلة ومناشطه المتعددة العناية الخاصة والاحتفاء بتراث سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله المتوفى (سنة 1420ه). وتوجد بهذا المركز العلمي مكتبة مركزية علمية كبيرة تتكون من طابقين لخدمة الباحثين، بالإضافة لمكتبة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخاصة والتي تحتوي على العديد من الكتب والمخطوطات. ومن أبرز ما شاهدته خلال زيارتي للمركز مؤخراً من إنجازات حققها خلال مدة وجيزة أبرزها: أولاً: إقامة معرض دائم لعرض مؤلفات سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وجميع ما كتب عنه من رسائل وأطروحات علمية، ومؤلفات شخصية. ثانياً: إصدار وطباعة بعض الكتب العلمية مثل كتاب « التحقيق والإيضاح « للشيخ عبدالعزيز ابن باز، بتحقيق الدكتور صالح العصيمي، وكتاب « اختيارات الشيخ ابن باز الفقهية « للدكتور خالد آل حامد، وكتاب « منهج الإمام عبدالعزيز بن باز في الدعوة إلى الله « للدكتور محمد البداح. ثالثاً: إصدار بطاقة ذكية أشبه بالبطاقة الشخصية، بداخلها فلاش مومري (usb) ويحتوي على العديد من مؤلفات وفتاوى ورسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وتوزيعها على زوار المركز وذلك توظيفاً للتقنية ومواكبة للعصر، وتسهيلاً لوصول المادة إلى جميع المسلمين. رابعاً: وجود قاعات كبيرة ومجهزة للاطلاع، وأخرى لإقامة الدورات التدريبية، وغرف خاصة للباحثين، ومعمل للحاسب الآلي. خامساً: تقديم خدمات مرجعية ومميزة للباحثين من خلال توفير المراجع وتصوير الكتب، ومراجعة الخطط البحثية، وتوجيه الباحثين بالنصح والدلالة على ما يخدمهم في مشاريعهم العلمية. وبعد ذكر هذه الإنجازات المشكورة لهذا الصرح العلمي أتقدم ببعض الاقتراحات التالية: 1- إعادة تصميم موقع المركز على الشبكة العالمية « الإنترنت « وتطويره من الناحية الفنية لعرض جميع الصفحات، وتطوير محرك البحث من حيث السرعة وسهولة الاستخدام وعرض النتائج، وحماية الموقع من الاختراقات والتحديث المستمر للموقع ليواكب الجديد، وكذلك لبرامج الحماية، ونشره والإعلان عنه في محركات البحث العالمية. 2- توزيع بعض مؤلفات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على مجموعة من طلبة العلم المختصين لتحقيقها وإعادة طباعتها، وتوزيعها إلى مجموعات مثل: المجموعة الحديثية، والعقدية، والفقهية، والعلمية، والدعوية. 3- فتح باب العضوية للمركز على نوعين: عضو الشرف، والعضو العامل، وجعل ضوابط لهما. 4- استحداث قسم خاص للمخطوطات، ويمكن أن يتم تصوير بعض المخطوطات المهمة بالتنسيق مع بعض المكتبات الخاصة أو الجامعية أو بعض المراكز البحثية والثقافية، والاستفادة من خبرة الشيخ محمد عزير شمس في ذلك. 5- إقامة بعض الدورات الشرعية في شرح مؤلفات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والتعليق عليها ويمكن الاستفادة من الدورات الصيفية القائمة بمكة وغيرها من المدن. 6- جعل يوم خاص للنساء لزيارة المركز والإطلاع على محتوياته، مع إقامة درس علمي في شرح أحد مؤلفات الشيخ خاص بهن، إشارة إلى تبويب الإمام البخاري رحمه الله: باب «عظة الإمام النساء وتعليمهن». 7- جعل قاعدة بيانات متكاملة للمكتبة العامة ومكتبة الشيخ الخاصة، وإضافة مجموعة من البرمجيات لذوي الاحتياجات الخاصة والذين يرغبون في زيارة المكتبة، وجعل قسم للإهداء يقوم بتوزيع أشرطة وكتب الشيخ على زوار المركز من طلبة العلم والحجاج والمعتمرين. 8- تكوين مكتبة صوتية ومرئية خاصة بالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وتشتمل على تراثه العلمي، وجميع الأشرطة العلمية التي تشرح كتبه أو تتحدث عن سيرته، وترجمة بعض رسائله ومؤلفاته وإضافتها للموقع، ويمكن أن يستفاد من ترجمة بعض الدعاة بمكاتب الجاليات. 9- المشاركة في بعض المعارض الداخلية والخارجية للتعريف بالمركز مثل «معرض الرياض الدولي للكتاب» و»معرض الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة» وبقية المعارض بالجامعات ودول الخليج وغيرها. 10- جعل بعض المسابقات الثقافية والعلمية السنوية، والتي تشمل على تلخيص كتب الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وتفريغ محاضراته ودروسه، أو تقديم سيرته الذاتية في شكل مبسط. 11- إقامة بعض الملتقيات والندوات لإبراز أهم الجوانب الدعوية والعلمية والتربوية والإدارية والقضائية والخيرية في شخصية الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بالتنسيق مع بعض الجامعات. 12- الاستفادة من بعض طلبة العلم الجادين والمحبين للشيخ بفتح باب التطوع لهم للعمل في المركز للمساهمة في تطويره، والقيام بفهرسة الجديد من الكتب، وجعل كتيب تعريفي مدعم بالصور عن المركز وأهدافه ومحتوياته ونشاطه. ولا نملك في الختام إلا أن نشكر القائمين على هذا المركز والصرح العلمي، وعلى رأسهم شيخنا الوقور فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عمر الدميجي الأمين العام للمركز، وأن نثمن ماقام به من أعمال ومشروعات علمية ومعرفية تتم بإتقان وهدوء لينتفع بها، ولتكون إضافةً وامتدادا إلى أعمال ومشروعات العلم والخير في بلد الله الحرام. - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية