استقبلت الدوائر الغربية بارتياح فوز حسن روحاني برئاسة إيران، ورغم أنّ الغرب يعلم أكثر من غيره أنّ منصب رئيس الجمهورية في جمهورية خميني، ما هو إلا مدير عام تنفيذي يحرص قبل كل شيء على تنفيذ أوامر مرشد الثورة، إلا أنّ الغرب تلقّى الطعم الإيراني باستبدال واجهة الرئاسة بشخص صوره على أنه من (الإصلاحيين) وهو الذي لم يبتعد عن (حضن المرشد)، فقد ظل أميناً لولاية الفقيه فضلاً عن أنه كبير منظري النظام، فهو يرأس مركز الدراسات الاستراتيجية في مصلحة تشخيص النظام، وبالتالي فهو مشارك في سياسات النظام الإيراني الذي وضع أسساً لا يمكن لأحد أن يغيرها حتى وإن أراد، ومع هذا تعتقد الدوائر الغربية بأنّ حسن روحاني سيفتح باباً جديداً للمفاوضات الإيرانية الغربية المتعثرة بشأن البرنامج النووي، ويرون فيه أنه غير صدامي كسلفه المنتهية ولايته أحمدي نجاد، رغم علمهم بأنّ القرار النهائي في شأن البرنامج النووي هو بيد المرشد علي خامنئي، إلاّ أنّ الغرب يجد في وصول روحاني (فتحة) تتيح له العودة إلى الساحة الإيرانية التي لا تزال تمتلك موارد لا يريد الغرب، وبالذات الأوروبيون، أن يكونوا محرومين منها وبالأخص الغاز الإيراني، وبما أنّ روحاني أبدى استعداده للحوار مع أمريكا فلا يمنع أن تتحاور أوروبا مع من يطرح كمعتدل وإصلاحي..!! هذا بالضبط ما تريده طهران التي أنهكها الحصار الاقتصادي والعزلة الدولية، ولذلك ومع احتفاظ المرشد بالإشراف على البرنامج النووي وملفات الأمن وتصدير الثورة إلى الجوار، سيترك لروحاني معالجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة رغم محاذير الصدام مع الحرس الثوري الذي يهيمن على العديد من الفعاليات الاقتصادية من بنوك ومصانع، إلاّ أن روحاني سيحاول إصلاح الوضع الاقتصادي بتحسين العلاقات أولاً مع دول الجوار، ثم فتح حوارات مع الغرب وبالذات مع واشنطن، على أساس مراجعة البرنامج النووي مقابل أن تعطي واشنطنطهران دوراً في الترتيبات الإقليمية التي ستشهد إعادة ترتيب وإن بدأت مؤشراته في العراق وسوريا. مهمة روحاني لن تكون سهلة وهناك مشاكل داخلية وبالذات من قِبل المتشدِّدين الذين حققوا مصالح شخصية على حساب المواطن الإيراني، كما أنّ هناك قوى دولية وإقليمية لا تثق بنظام طهران كون كل الملفات الأساسية بيد ولي الفقيه، وأن الرئيس لا يعدو أن يكون مديراً عاماً في مؤسسة ولاية الفقيه. [email protected]