مرّت الحركة الرياضيَّة بالمملكة بتحوّلات تنظيميَّة وتقلُّبات تاريخية وقرارات مفصلية.. شهدتها طيلة العقود الستة الماضية، وهي عمر دخول المسيرة الرياضيَّة للتنظيم الحكومي الرسمي، وتحديدًا بعد إنشاء الإدارة العامَّة للرياضة البدنية والكشافة التابعة لوزارة الداخليَّة عام 1372ه، التي تبنَّى فكرتها وزير الداخليَّة آنذاك الأمير الراحل عبد الله الفيصل -رحمه الله- فأعطى للحركة الرياضيَّة صبغة تنظيميَّة (ماليًّا وإداريًّا) شكّلت انطلاقة حقيقية نحو البناء الرياضي الرشيد، حيث نظمت إدارة الشؤون الرياضيَّة أولى المسابقات المحليَّة (كأس الملك) التي انطلقت عام 1377 وكانت مقتصره في بدياتها على فرقتي مكَّة المُكرَّمة وجدة وأقيم النهائي التاريخي بين الوحدة والاتحاد في ملعب الصبان بجدة وقد سمحت الإدارة الرياضيَّة.. بعملية الاستعانة بلاعبين غير سعوديين، فحددت خمسة لاعبين كحدٍّ أقصى. وكانت فرق الوحدة والاتحاد والأهلي أكثر الفرق استفادة (فنيًّا) من اللاعبين الأجانب، ويحسب للأمير عبد الله الفيصل بعد نظره عندما سمح بمشاركة اللاعب الأجنبي في بداية انطلاقة المسابقات المحليَّة بقصد الاحتكاك والدَّعم الفني للفرق المحليَّة في بدياتها التنافسية، وعندما انتقل النَّشاط الرياضي بكامله من وزارة الداخليَّة إلى وزارة المعارف أوائل حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت.. صدر قرار إلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب وعدم السماح لهم بتمثيل الفرق المحليَّة واقتصار العملية على اللاعبين السعوديين فقط، وبعد 14 عامًا وتحديدًا في 95 -1396ه أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قراره المتَضمَّن السماح بعودة اللاعب الأجنبي وإشراك لاعب واحد فقط، ثمَّ صدر قرارٌ لاحقٌ عام 1400 ه يسمح بالتعاقد مع لاعبين اثنين ولاعب ثالث احتياطي وعلى ضوء هذا القرار التاريخي تسابقت الأندية السعوديَّة على التعاقد مع نجوم بارزة من الفرق البرازيلية والأوروبيَّة والعربيَّة.. أعطت الكرة السعوديَّة نقلة فنيَّة واحتكاكًا كبيرًا.. اختصر لها زمن البطولات ومسافة المنجزات.. خلاصة ذلك دخول الأخضر عالم الألقاب التاريخيَّة عبر بوابة كأس الأمم الآسيوية التي فزنا بها لأوَّل مرَّة عام 1984م، وقبلها التأهل لنهائيات لوس أنجلوس، ثمَّ توالت الإنجازات الوطنيَّة الكبيرة. وهي منجزات خالدة كانت يقف خلفها.. قيادة حكيمة، ورجال أوفياء.