قَفَلتُ راجعاً من القصيم إلى الرياض، وكان بصحبتي أخي (د. عبدالله الحماد) فلاحظنا طمس لوحات السيارات..فأخذ يَعُدّ السيارات التي طمس أصحابها لوحات مركباتهم، فإذا هي تبلغ خمسين سيارة في هذا الطريق (من القصيم إلى الرياض)!! وهؤلاء هم الذين طمسوا اللوحات الخلفية فقط،, ومعروف أن أخانا (ساهر) يرصد اللوحات الأمامية في الغالب،, وهذا والله أمر يثير العجب، فكيف يمخر هؤلاء المتهورون (وفي رواية المجرمون) عُباب هذه الطرق السريعة ! أمام مرأى ومسمع رجال أمن الطرق، ورجال المرور، ونقاط التفتيش، وهم على جانب من الأمانة والثقة والمسؤولية،, ونحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا.. ولا يضعون حداً لهذا التهور الأرعن، والفوضى الأمنية. وأن المرء ليتساءل: أين دور هذه الجهات؟ فإذا كان ذلك كذلك في طريق واحد لا يجاوز 350 كم، وهذه فقط السيارات التي أحصاها (الراصد أخي). وهذه فقط التي وقعت عليها عيناه!! وأنا ألاحظ هؤلاء المتهورين يقفون قبل نقاط التفتيش ويخلعون الطامس (الشطرطون)،, فإذا جاوزوا نقطة التفتيش طمسوها!! فلماذا لا تسير سارات المرور وأمن الطرق على هذه الطرق ذهاباً وجيئة، ليرصدوا كل مخالف قبل أن يقترب من النقطة ويزيل الطامس؟؟ لأن مبدأ طمس اللوحة يجب أن (يُجرَّمْ) بتشديد الراء،, لأن الشاب إذا طمس لوحته صار مجرما بلا هوية!! (أو ثور بلا قلادة) وربما حدثته نفسه بالمخالفات الأخرى والجنح والجرائم !! لأنه صار حرا طليقا بلا هوية، ولا رادع ولا وازع من ضمير !! فصار لا يرقب في الآخرين إلاً ولا ذمة!! فأصل إخفاء الهوية، سواء بطمس اللوحة أو بأي حيلة أخرى يجب أن تشرّع له العقوبات الرادعة، فالمسألة مسألة مبدأ أمني.., وخط أحمر لا يجوز تجاوزه... لا سيما في هذه الأزمان التي كثرت فيها الفتن والثورات، والتحايل والسرقات، وانتحال الشخصية وغيرها... ثم لماذا لا يوضع عدد كبير من أجهزة الرصد (ساهر) وتكون متحركة من مكان لآخر، ويوضع كذلك أجهزة وهمية مشابهة لأجهزة ساهر حتى لا يفرق المتهورون بين ساهر الحقيقي والوهمي... فنستطيع بهذه الطريقة أن نكبح جماح هؤلاء المتهورين، أو على الأقل نُحِدّ منها..؟!! أيها القراء الفضلاء: أنا واحد منكم، تعرضتُ لرصد ساهر عدة مرات.. ومع ذلك أقول: (ساهر وقسائمه خير من التهور وروائعه!!) فبعض الشر أهون من بعض، والعلماء يقولون: العاقل هو من يعرف خير الخيرين وشر الشريين!! أما معرفة الخير من الشر فحتى البهائم تعرفه!! فما دام ساهر يكبح جماح هذا التهور الجنوني ويحُدّ منه.. فنقبله على مضض.. والحمد لله.. المهم أننا بحاجة لسيارات سرية، ومواقع مختلفة لساهر؛ لأن الناس تخابروا مواقع ساهر عبر وسائل الاتصال.. فحفظوا أماكن تواجده.. فتجاوزوا رصده بحيلهم.. والمشكلة أن هؤلاء الشباب إذا توقفوا قبل كل نقطة للتفتيش لنزع الطامس على اعتبار أن النقطة ستكشفهم،, فإذا تجاوزوها بسلام وقفوا من جديد لطمسها وهكذا،, فيعوضون هذه الوقفات بالسرعة المتهورة!!! - رئيس مجلس إدارة مجموعة البيان القابضة