الاحتطاب والتخشيب والحرائق.. آفة الدول الخضراء ذات المراعي والمروج والغابات، فما بالك بالدول ذات الحزام الجاف أو الدول قليلة الأمطار كالمملكة العربية السعودية. وفي الأسبوع الماضي بدأت وزارة الزراعة تطبيق منع قطع الخشب والفحم المحلي. هذا القرار القديم الجديد من نظام المراعي والغابات في وزارة الزراعة ولائحتها التنفيذية ولزوم تطبيقه في حق المخالفين، وذلك حفاظاً على الغطاء النباتي وتنميته، ووزارة الزراعة وعلى رأسها معالي الوزير (النشط) لا تألو جهداً في سبيل المحافظة على البقية الباقية من المراعي والفياض والغابات الشجرية الغالية على نفوس أبناء هذه الأرض الطيبة، لكن نريد المزيد من الحزم وتطبيق النظام ومنع الاحتطاب الجائر وتنمية وتأهيل والمحافظة على الأشجار وتعويض المفقودة بزراعة بعض المناطق. من جهة أخرى لا أنسى جهود بعض فروع مديريات الزراعة في هذه السنوات الأخيرة الماضية في تنمية وتأهيل وزراعة وتعويض الأشجار المفقودة بوضع خطة لزراعة تلك الأماكن التي كانت في يوم من الأيام ذات إحراج من كثرة أشجارها وكانت ظل ظليل للمتنزهين والمسافرين واستراحة للطيور المهاجرة ومراعي أساسية لنحل العسل وعلى سبيل المثال هناك جهود تبذلها مديرية الزراعة في منطقة تبوك للمحافظة على الأشجار بزراعة أشجار معمرة سريعة النمو تكون مصدراً للحطب وتتحمل الجفاف، ذلك بالتنسيق مع مركز المراعي والإبل في منطقة الجوف لدراسة وتطوير المراعي وإعادة تأهيلها وأيضاً هناك جهود مماثلة في مديرية الزراعة بمنطقة المدينةالمنورة لزراعة أشجار في بعض المواقع. وقد وقفت بنفسي منذ شهر تقريباً على متنزه البيضاء البري 25 كيلو متراً شمال غرب المدينةالمنورة، وقد تم الشروع في هذا العمل منذ ثلاث سنوات وتم خلاله زراعة آلاف الأشجار من النوع المحلي (آكاسيات، طلع، سمر، سلم)، وتم تطبيق نظام الري بالتنقيط من مياه الصرف الصحي المعالج وتم تنمو هذه الأشجار المحلية بنجاح -ولله الحمد. وهذه جهود مشكورة من إدارة الزراعة بالمدينة النبوية أتمنى أن تعمم تلك التجربة للمناطق المماثلة كمنطقة الطائف والباحة وأبها ومن ثم تعميمها على بقية المناطق في المملكة العربية السعودية. كما آمل أن يتم زراعة وتعويض الأشجار المفقودة بالأشجار المحلية نفسها لأنها أكثر ملاءمة للأجواء وعدم استهلاكها للمياه. - جامعة الملك سعود