أكد عدد من المشايخ والمسؤولين في المنطقة الشرقية بأن رأي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول موقف علماء المملكة من حقيقة حزب الله، بأنه أمر غير مستغرب من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي كون علماء المسلمين يبحثون عن الحق متى ما وجدوه. وقال الدكتور صالح اليوسف القاضي بمحكمة الاستئناف بالدمام، إن العلماء هم ورثة الأنبياء وعليهم تقع مسؤولية البيان والتوضيح في الأمور الشرعية في جميع متعلقاتها والأمور الحادثة فيها وقد يختلف العلماء في بعض المسائل الفقهية ولعل من المتفق عليه عدم الإنكار في المسائل الخلافية لعدم القطع في حكمها وعدم صراحة دليلها ولذلك من الواجب بين العلماء التعاون والتواصي في الأمور المتفق عليها وعدم الإنكار في الأمور الخلافية، ولذلك جرت بين علماء السلف والخلف مكاتبات في مسائل كثيرة وكانت مثل هذه المكاتبات والرسائل سبباً في عدول بعض العلماء عن رأيهم في عدة مسائل؛ لأن هدف العلماء التحري في إصابة الحق بل كان العلماء يصرحون برجوعهم عن رأي في المسألة، بعد سنوات من الإفتاء بقول وعدولهم عنه إلى رأي آخر لما اتضح له من الحق. وأضاف اليوسف بأن العلماء كانوا يحرصون على معرفة رأي العلماء الكبار في كثير من المسائل ثقة بعلمهم والحرص على الاتفاق معهم في رأيهم وهذا ليس بمستغرب على العلماء الذين يريدون الحق ويسعون له والاختلاف بين العلماء من الحقائق التي لا ينكرها أحد لاختلاف العلماء في علمهم وتصورهم واستنباطهم لاسيما في الأمور التي لا نص فيها. وتابع: لعل ما قرره فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي من رجوعة عن قوله ورأيه في حزب الله وأن رأي علماء المملكة الكبار كان أكثر تصوراً للواقع وأكثر إدراكاً فذلك لا ينقص قدر فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ومكانته ويزيدنا تقديراً لعلمائنا -وفقهم الله- وثقة بفتاويهم وآرائهم وعلمهم، فهم علماؤنا ومشائخنا الذين استقينا العلم من عدد منهم .. رحم الله تعالي من أفضى منهم إلى ربه تعالى وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ووفق علماءنا الأحياء لكل خير وصواب وأجزى الله تعالي بعلمهم كل خير لهذه البلاد والعباد ونفعنا الله بعلومهم، حفظ الله بهم الإسلام وبتوجيههم المسلمين. ويشير إمام وخطيب جامع الشيخ ابن عثيمين بالدمام، عبدالرحمن بن محمد آل عاصي، إلى أنه قد اطلع كما اطلع المتابعون على تصريح د. يوسف القرضاوي حول حزب الله، وإقراره أن نظرة علماء المملكة كانت نظرة سليمة لهذا الحزب، مؤكداً بأن المتابع الدقيق لشئون الساحة الدعوية والفكرية يعلم أن موقف علماء المملكة نابع من منهج المدرسة التي ينتمي إليها علماؤها وهي مدرسة السلف الصالح والتي تأمر ببيان الحق والتحذير من الباطل ومن أصول هذه المدرسة الرد على أهل البدع وبيان ما عندهم من باطل حتى لا يغتر الناس بتلبيس أهل البدع، ومن هنا جاءت مواقفها واضحة جلية ليس عليها غبار ولا غبش يفهمها العالم والعامي والصغير والكبير. أما مواقف د. القرضاوي فإن موقفه نابع من المدرسة التي ينتمي إليها وهي مدرسة الإخوان المسلمين التي تدعو إلى التقارب مع جميع الطوائف والأحزاب المحقة والمبطلة بدعوى التعاون والمعذرة تحت قاعدتهم المشهورة «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه».. لذا جاءت مواقفه السابقة نابعة من المصلحة (السياسية) المحضة ولم تكن مبنية على التأصيل العلمي الشرعي؛ من أجل ذلك اضطرب ميزانه في الحكم على هذ الحزب الطائفي البغيض. من جهته قال عبدالحليم كيدار عمدة تاروت بمحافظة القطيف، بأن التوجه الأخير لحزب الله في سوريا يعتبر جرم كبير، وأن موقف علماء ومشائخ المملكة العربية السعودية موحد من قبل جميع الأطراف. مؤكداً أن ما يحدث لأخواننا السنة في سوريا يحتم علينا الوقوف معهم ودعمهم، مضيفاً أن إيران هي المحرك الأساسي لحزب الله، وهي السبب الأساسي لما يحدث في المنطقة. إلى ذلك قال رئيس محكمة الأوقاف والمواريث في القطيف وجيه الأوجامي، بأن كل ما يهمنا هو ما يتعلق بأمور الدولة الداخلية من خدمة الوطن والولاء لولاة الأمر، مؤكداً أن أمور السياسة التي تحدث خارج البلد لا علاقة له بها.