غداة سيطرة النظام السوري مدعوماً من ميليشيا حزب الله على مدينة القصير الاستراتيجية وذلك في خضم اشتداد المعارك مع قوات المعارضة، استعادت قوات الأسد أمس السيطرة على المعبر الوحيد في خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية في مرتفعات الجولان بعد ان كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه في وقت سابق حسبما أكد مصدر إسرائيلي أمني أمس. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر. واكد مراسل وكالة فرانس برس الذي كان بالقرب من المعبر انه شاهد قوات الجيش السوري تنشر دباباتها على المعبر. وقال بإمكاني رؤية دباباتهم تتحرك هناك. ويقع معبرالقنيطرة في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات هضبة الجولان التي سيطرت إسرائيل على قسم كبير منها في 1967 وضمته في 1981 وهو ما لم تعترف به الأسرة الدولية. وللقنيطرة أهمية استراتيجية لقربها من العاصمة دمشق. وعزز الجيش الإسرائيلي بحسب الإذاعة الإسرائيلية قواته في هضبة الجولان في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش النظامي والمعارضة. وأضافت ان الجيش دفع بدباباته إلى منطقة معبر القنيطرة بعد ان أعادت القوات النظامية السورية سيطرتها على المعبر كما ذكرت ان حرائق شبت في الجولان جراء الاشتباكات. وأحبطت السلطات الأردنية أمس عملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة من سورية إلى الأراضي الأردنية. وأوضح بيان صدر عن القيادة العامة لقوات حرس الحدود الأردنية أمس أن رجال حرس الحدود ألقوا القبض على مجموعة من الأشخاص على الحدود الأردنية - السورية أثناء محاولة التهريب. ووجه الأردن أمس (إنذارا نهائياً) لسفير دمشق مهدداً باعتباره شخصاً غير مرغوب به بعد تصريحات نسبت له انتقد فيها استضافة الأردن لاجتماع أصدقاء سورية وطلبها نشر صواريخ باتريوت. وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية (بترا) ان (سفير سورية بهجت سليمان قد تجاوز كل الأعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة). على الصعيد الإنساني وجراء تصاعد عمليات القتال التي تهدد المدنيين أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس نداءاً عاجلاً لجمع 75,3 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، داعيا المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم لهم. وقال ستيفن ماكاندرو رئيس العمليات الطارئة لأزمة سورية لدى الاتحاد خلال مؤتمر صحافي في عمان: ان الاتحاد أطلق نداءات مختلفة جميعها ينقصها التمويل وحتى اليوم لم يتم تغطية سوى نحو 20% من قيمتها. بالمقابل قرر الاتحاد الأوروبي الخميس تخصيص 400 مليون يورو إضافية لمساعدة ضحايا النزاع السوري ولا سيما اللاجئين الذين يزداد عددهم، ودعا المجتمع الدولي إلى الاقتداء به. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان ان الأزمة السورية تمثل أسوأ وضع إنساني منذ عقد من الزمن.لا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى مكتوف الأيدي. واضاف ان الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر «الجهة المانحة الرئيسية للمساعدات الإنسانية مع 840 مليون يورو سيصرف 400 مليون يورو إضافية لسورية والدول المجاورة خصوصاً لبنان والأردن وهما الأكثر تضررا.