فاصلة: (ليس بإمكان المرء إقناع الآخرين بحججه الخاصة، ليس بالإمكان إقناعهم إلا بحججهم الخاصة). - حكمة فرنسية - ببساطة هل تعرف ما هي قناعاتك؟ لا أتحدث عن الأفكار إنما القناعات والتي هي أقوى في تأثيرها. أنت تحتاج لكي تجعل الفكرة قناعة إلى تدعيمها بالبراهين. ما هي قناعاتك العامة عن الحياة والمال والناس مثلاً وما هي قناعاتك الخاصة عن نفسك وقدراتك؟ ما إن تؤمن بشيء ما حتى يبدأ ذهنك في العمل بذلك الاتجاه، بحثاً في محيطك عن كل ما يمكن أن يساند هذه القناعات ويؤكّدها مهما كان نوع هذه القناعات سلبياً أم إيجابياً. فإذا كانت قناعتك عن المال أنه «وسخ دنيا» كعبارة متداولة لدى البعض، فإنك أبداً لن تستطيع جمعه بناءً على إيمانك بأنه قذارة. وإذا كانت قناعتك عن الحياة أنها تعب وكد فلن تعيشها إلا وفق ما تصوّرتها. إنك تعيش حاضرك ومستقبلك وفق قناعاتك، وكثير من القناعات تحملها في حياتك عن شخصيتك، وقدراتك وطموحك، أو قناعات عن المفروض والواجب عمله من قبل الآخرين، دون أن تناقشها، وبعضها أو ربما مجملها قناعات تسلبك قوتك وقد تقبلتها دون أن تناقش مدى صحتها. هناك تمرين «براندل»، وفكرته أن تكتب الكلمة التي تريد معرفة قناعاتك تجاهها عشر مرات مثلاً أو أكثر وبعدها تكتب ما يخطر في بالك دون تفكير. مثلاً القناعات تجاه الزواج: الزواج شراكة. الزواج قيود. الزواج مسؤولية. الزواج ارتباط. الزواج قرار... إلخ. أو القناعات تجاه العمل: العمل: راحة. العمل: إنتاج. العمل: سعادة. العمل: إرهاق. العمل: مسؤولية.. إلخ. بهذه الطريقة تكتشف أعماق قناعاتك تجاه كثير من أمور الحياة لأنه عادة تظهر ملامح قناعتك في أوائل سلم التعريفات من المهم أن تعرف القناعات التي تشكّل سلوكك وتعرف لماذا لا تسير بعض الأمور في طريقها الصحيح، وبعد أن تعرف قناعاتك يسهل عليك تغييرها إذا وجدتها سلبية. عليك أن تسأل نفسك إذا كانت القناعات التي تحملها تمنحك القوة أم تسلبك القوة في ذات الموضوع. إذا أدركت قناعتك عن أهم ما في نفسك وما حولك حينها تبدأ رحلة التغيير التي ستكون حديثنا المقال القادم. [email protected]