لم تكن بطولة كأس الملك التي حققها الاتحاد قبل أيام في مفهومها وشكلها ومضمونها وتوقيتها بطولة عادية، فهي تحمل للاتحاديين أنفسهم وللكرة والرياضة بوجه عام معان عديدة ونماذج جديرة بالإمعان بها والاستفادة منها، الأهم من ذلك أنها أنصفت الرئيس الفايز ونائبه جمجوم أمام أطراف إعلامية وشرفية قاتلت من أجل إسقاط الإدارة وتشويه صورتها والتآمر عليها، مثلما فعلت مع الإدارات السابقة المرزوقي وعلوان وابن داخل.. البطولة كشفت للاتحاديين بوضوح محبي العميد الحقيقيين الذي دعموا وباركوا قرار الادارة ووقفوا معها، كما فضحت الكثير من المزيفين ممن يبحثون عن مصالحهم ومكاسبهم الشخصية على حساب الاتحاد، وآخرين ظهروا ليلة البطولة عبر بعض المستنفعين في القنوات ليثبتوا وجودهم ويكون لهم اسم وصوت وصورة ونصيب من التمجيد والتبجيل كما لو كانوا هم صناع الإنجاز بينما واقعهم يؤكد أنهم حاربوا الإدارة وتخلوا عنها ولم يقدموا لها ريالا واحدا.. شكرا لمهندس الاتحاد الجديد الرئيس محمد الفايز، مبروك لنائبه القوي عادل جمجوم الذي تصدى وتحدى أعداء نجاحه والمتحمسين لإحباطه، يستاهل الخلوق كريري وزملائه الشباب في أعمارهم الكبار في عطائهم بطولة كأس المليك، هنيئا لجماهير العميد الأوفياء بهذا الجيل الذهبي الواعد، صورة من صدق البذل وجودة العمل لكل ناد ومؤسسة وقطاع وشركة ولمن لايجيد ولا يفهم قيمة التجديد وكيفية التغيير.. لأنها السلطة الرابعة كثيرون يعتقدون أن من ينتقد أداء جهة ما أنه ضدها وعدو لها، وحين يمتدح تفوقها أو نجاحها فهو معها ومطبل لها، بين هذه وتلك يقف الإعلام الحر المستقل النزيه موقف الراصد والمراقب والمتابع للأحداث دون التدخل بشئون غيره، يحلل الوقائع بعيدا عن التفاصيل ويتعامل مع النتائج زينها وشينها وليس وصيا أومعنيا أو مسئولا عن أسبابها ومسبباتها.. تستفزني في المجال الرياضي مقولة أين أنتم عندما تعاقد النادي مع اللاعب الفاشل؟، أو كيف تركتم الإدارة تعبث ؟ لماذا لم تدافعوا عن حقوق النادي ولم تشرشحوا هذه اللجنة أو ذلك الحكم؟ لماذا لم تطالبوا الإدارة بإبعاد المدرب؟ هم يريدون منك أن تتخلى عن مهنتك وتشارك في صياغة وإصدار القرارات، أن تتحول إلى عضو شرف داعم أو مشجع يصرخ في وجه الحكام والإعلام ويتداخل مع القنوات.. في موضوع الهلال على سبيل المثال لا شأن للإعلام في تقرير مصير بقاء أو استقالة الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد أو التوقيع مع المدرب سامي الجابر أو أي قرار يخص الإدارة فهي وحدها من يتحمل مسئوليته وتبعاته سلبية كانت أو إيجابية، ولا يعتبر متناقضا حينما أثنى على إدارة الأمير عبدالرحمن في بدايتها ثم عاد لينتقدها على أدائها وسوء نتائج الفريق في السنتين الأخيرتين، هو أي الإعلام بالنسبة للهلال أو غيره مطالب بأن يتحدث عن الإدارة أو المدرب أو اللاعبين أو جميعهم تعليقا على نتيجة مباراة أو بطولة، لكن لايحق له أن يفرض أو يتدخل في التدابير الفنية أو الإدارية التي تسبقها.. الآن وبعد أن تقرر استمرار الإدارة الهلالية واختارت سامي مدربا ليس أمام الإعلام غير القيام بدوره الحيوي وواجبه المهني، عليه أن يقف مع الأفعال يمتدحها إن أصابت وضدها يذمها إن أخطأت .. يحيى النصر لا شك أن صفقة انتقال النجم الشاب يحيى الشهري للنصر تعد واحدة من أقوى وأفضل وأكبر صفقات اللاعبين السعوديين، ولا أحد منصف يمكن أن يتجاهل دور ودعم الأمير فيصل بن تركي في إتمامها، ولا أظن أن أحدا لديه إلمام فني سيقلل من شأنها وتأثيرها الإيجابي على خارطة ومستوى الفريق الأصفر، وأن قيمتها المالية المرتفعة تظل في حدود المعقول قياسا بإمكاناته وكذلك بطبيعة وحقيقة سوق الانتقالات وأسعار بورصة نجوم الكرة في الفترة الراهنة، لكن يبقى السؤال الأهم: هل جاءت متوافقة مع ظروف وضمن خطة مالية واضحة ومحددة وفي إطار موازنة إيرادات ومصروفات النادي خلال المرحلة المقبلة، أم أنها عشوائية لا تهتم ولا تقرأ ولا تحسب حساب المستقبل على طريقة ( اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب )..؟ في ظل ما نسمعه ونقرأه وما تتذرع به معظم الأندية ومن ضمنها النصر بأنها تعاني الشح المالي وغياب الدعم الحكومي والشرفي وأيضا تناقص عقد الرعاية، فإن مثل هذه الصفقات ستكون سببا في إرباك النادي وإحراجه أمام من له مستحقات متأخرة من داخل النادي وخارجه أو إبرام أو تجديد عقود مستقبلية مع لاعبين جدد أو مازالوا في الكشوفات، الأمر الذي يجعل الاستفادة من الصفقة وقتيا، وقد ينقلب نفعها إلى ضرر حين تزداد وتتراكم المطالبات وتتسع دائرة الالتزامات مقابل تراجع الإيرادات، وخصوصا في حالة تطبيق الأنظمة الدولية على التعاقدات الجديدة أثناء فترات التسجيل.. نتمنى لنجمنا الدولي الشاب التوفيق مع ناديه الجديد النصر، وأن يكون مساهما في الارتقاء به ليعود إلى مصاف الأبطال، أما كبار النصر وأعضاء شرفه فهم مطالبون بالوقوف مع رئيسهم الوفي الباذل الأمير فيصل بن تركي، وألا يتركوه يتعب ويجتهد ويتحمس وحيدا.. من الآخر غادر الخلوق المتسامح المتصالح مع نفسه والآخرين فهد المصيبيح موقعه في لجنة المسابقات بهدوء العقلاء وصمت الحكماء مثلما كان دائما وأبدا، رياضتنا المتخمة بالضجيج حد التهريج بحاجة لهكذا إيثار، شكرا فهد لعطائك وخبراتك وخدماتك لرياضة وطنك.. إلى سامي الجابر مع فريق بحجم وشهرة وشعبية الهلال وفي هذه المرحلة الحساسة جدا نذكرك بأن: أكثر المدربين نجاحا أقلهم كلاما، وقديما قالوا: من كثر كلامه كثر ملامه.. من أبسط حقوق الرائديين أن يفهموا على الأقل سبب استبعاد فريقهم من بطولة الصالات في الكويت وترشيح النصر بديلا عنه.. كان الدكتور المتمرس والمتمكن عبدالله البرقان فطنا وذكيا حينما رفض استلام رئاسة لجنة الاحتراف قبل تسوية وحسم ومعالجة القضايا العالقة والملفات المعقدة والمبعثرة من قبل اللجنة السابقة. [email protected]