أثناء رعاية معالي وزير التَّعليم العالي لفعاليات يوم المهنة في العاصمة الأمريكيَّة واشنطن دي سي، ورعاية معاليه لحفل خريجي الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن للابتعاث الخارجي، أوضح معاليه أن عدد خريجي البرنامج حتَّى الآن أكثر من 47 الف طالب وطالبة، وأن عدد خريجي العام الجاري أكثر من 13 ألف خريج وخريجة، وأن إجمالي أعداد المبتعثين والمبتعثات السعوديين في الخارج قرابه 200 ألف مبتعث ومبتعثة. ما من شكّ أن برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن للابتعاث الخارجي هو إحدى الخطوات النوعية في مسيرة التنمية السعوديَّة التي وجّه بها عبد الله بن عبد العزيز لأبناء وبنات شعبه، وقد جاء هذا البرنامج الإستراتيجي ليؤكِّد بعد نظر أبو متعب، الذي عادة ما يراهن -حفظه الله- على الاستثمار في رأس المال البشري. السؤال المطروح هنا: هل سيتمكن سوق العمل بالمملكة من استيعاب خريجي برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن للابتعاث الخارجي، وقبل أن أجيب على هذا السؤال، أودُّ أن أوضح بعض الحقائق منها: * إن البرنامج يقتصر على التخصصات النوعية التي يحتاجها سوق العمل في المملكة ويتَّضح ذلك من خلال قصر الابتعاث على التخصصات التي تتواءم مع الاحتياجات التنموية للمملكة، كالتخصصات الطّبية والصحيَّة والهندسية التطبيقية. * إن وزارة التَّعليم العالي سبق أن نسقت مع كل من وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية، وقد تَمَّ تحديد احتياجات سوق العمل من الكفاءات البشرية في كلِّ تخصص قبل ابتعاثهم. * تم قصر الابتعاث في برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن على الجامعات الرائدة في دول العالم المتقدم. * التَّميز الأكاديمي الذي يتمتع به الشباب والفتيات الذين ابتعثوا في برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن خلال فترة دراستهم، ويتَّضح ذلك من تقارير الملحقية الثقافيَّة بواشنطن عنهم. * إلمام جميع المبتعثين بالجوانب المهارية والعلميَّة التي تحتاجها شركات القطاع الخاص كاللغة الإنجليزية والإجادة التامة لاستعمالات الحاسب الآلي، إضافة إلى دراستهم لبعض المقرَّرات الأكاديمية في مجال أخلاقيات العمل. وبعد سرد تلك الحقائق عن مبتعثينا، اعتقد بأنّه ليس من حقّ مؤسسات وشركات القطاع الخاص ألا توجد فرص العمل المناسبة لمبتعثينا في الخارج، وليس من حقِّهم أن يبقوا عماله ومُوظَّفين أجانب في ظلِّ وجود تلك الآلاف من الكفاءات الوطنيَّة من مبتعثينا من الشباب والفتيات. ختامًا، إذا كان خادم الحرمَيْن الشريفَيْن -حفظه الله- قد تفضَّل على أبنائه وبناته بهذا البرنامج الحيوي الذي من خلاله تَمَّ ابتعاث ما يزيد على المائتي ألف مبتعث ومبعثة، فأنا على يقين بأن مليكنا الغالي لن يتردَّد في توجيه كافة الأجهزة ذات العلاقة بالعمل على إلزام المؤسسات والشركات بإعطاء الأولوية في التوظيف لشباب وفتيات الوطن، وبالذات خريجي برامج الابتعاث وذلك على حساب العمالة الأجنبية التي أُتخمت بها تلك المؤسسات والشركات. [email protected] الأمين العام لمجلس التعليم العالي