خلال وقت قصير فعلاً، أصبحت منصة «كيكستارتر» مزيجاً مطلوباً من الحساسية حيال التعهيد الجماعي والمساعي الهادفة إلى إطلاق المشاريع. وإن كانت لديك فكرة مبدعة فعلاً، لا شكّ في أنّ منصة «كيكستارتر» ستضع في متناولك طريقة مبتكرة فعلاً لتمويل الإبداع والابتكار. وتلفت «كيكستارتر» إلى أنّه منذ انطلاقها في العام 2009، تعهّد أن أكثر من 4.1 ملايين نسمة بمنح مبالغ تزيد عن 624 مليون دولار، لتمويل أكثر من 41 ألف مشروع. وهو أمر حماسي للغاية. ومن المؤكّد أنّ الأداء الفعّال لمنصّة «كيكستارتر» في مجال تسهيل نشوء المجتمعات الإبداعية يشكّل تحدّياً استفزازياً لكبار المديرين التنفيذيين في الشركات حول العالم: فأين منصات «كيكستارتر» التابعة لهم؟ لماذا لا يستغل القادة طاقات التمويل الجماعي لبيئات الابتكار الخاصة بهم؟ من الضروري أن يشكّل نموذج «كيكستارتر» جزءاً من البنية التحتية للابتكار في كل شركة عالمية تنظر بجدّية إلى الإبداع المرتبط بإطلاق المشاريع. وليس رأس المال المغامر الداخلي جديداً، شأنه شأن مشاريع البحوث والتطوير، مع العلم بأن الشركات العملاقة على غرار «أي بي أم» و»3 أم» تبحث عن سبل لتعزيز ميزانها بطريقة مجدية التكلفة، إذ تواصل العمل على استكشاف فرص للابتكار. إلا أن القسم الأكبر من مبادرات الابتكار التي رأيتها يتضمّن مشكلة، تتعلّق بمدى التشتت والانعزال اللذين تؤول إليهما في نهاية المطاف. وهذه الجهود مصممة لتستقطب المبدعين والمبتكرين، وليس الشركة ككل. إلى ذلك، يتأتي تمويل الابتكار عن «موازنات»، وليست من الأموال الاستنسابية التي نجدها بين أيادي أفراد أو فرق عمل صغيرة. أمّا الفكرة التي تفيد بأن الموظفين قادرون على الإسهام من مالهم الخاص لإطلاق مشروع استفزازي، فمن البدع المؤسسية. ولعلّه يجب أن تكون كذلك. ولكن ماذا لو تمّ تكريس قسم من تعويض مجموعة من الأشخاص لتمويل استنسابي على طريقة «كيكستارتر»؟ ما الذي يمنع تحويل الشركة إلى سوق يستحدث خياراً بعدم التطرق لحماسة الموظّفين، بدلاً من حكمة الحشود؟ تكاد كل شركة عالمية مرموقة تملك الآن شبكات داخلية ووسائل تواصل اجتماعي تسمح لها بإطلاق مبادرة على غرار «كيكستارتر». ويبقى السؤال حول ما إذا كان رؤساؤها قد بدأوا فعلاً يفكرون في تداعيات هذه الأدوات على الابتكار. ولكنّني أشك في ذلك. دعوني أختلس نصيحة «كيكستارتر» للفنانين وأصحاب المشاريع، الذين يريدون استعمال هذه المنصة للحصول على دعم: «يستجيب الحضور إلى الشغف، والصدق والقدرة على التنفيذ. ويريدون منك أن توصل ذلك من خلال فيلم فيديو، وأن تقدّم مكافآت إبداعية بأسعار ميسّرة». ما مدى صعوبة ترجمة هذا الأمر إلى مبادرة في أوساط الشركات العالمية؟ أي رئيس تنفيذي لن يودّ أن يعرف ما هي المنتجات أو الخدمات الجديدة التي سيرغب موظفوه في تمويلها؟ يا لها من طريقة مبهرة – ومدهشة – لجس النبض الإبداعي للشركة. - مايكل شراج شريك بحث في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهو مؤلف «رهان جدّي».